رأي صندوق النقد الدولي أن الأزمة التي هزت البورصات العالمية بسبب الديون العقارية الامريكية يمكن احتواؤها. وأشاد متحدث باسم الصندوق بالتدخل السريع والجماعي الذي نفذته البنوك المركزية عدة مرات في الاسواق، مما ساعد علي تهدئة توتر المستثمرين واضاف ان الصندوق يعتقد أن بالامكان الان احتواء كل ما ترتب علي هذه الأزمة. يأتي هذا في الوقت الذي ضخت فيه البنوك المركزية في امريكا وآسيا وأوروبا نحو 326 مليار دولار في اسواق العالم خلال اقل من 48 ساعة لضمان استمرار تدفق سريان الاموال في شرايين النظام المالي العالمي ومنعه من الانهيار. وتعهد البنك المركزي الامريكي بضخ أي كمية تحتاجها الاسواق من الأموال وذلك في أول بيان من نوعه منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 وأكدت الإدارة الامريكية ان كبير مستشاري الرئيس للشئون الاقتصادية يتابع الأزمة عن كثب. وشهدت البورصات العالمية حالة اضطراب وواصلت أسواق المال تراجعها بعد تراجع بورصات آسيا والمحيط الهادي متأثرة بالأسواق الامريكية. يشار إلي أنه بعد سنوات من ارتفاع أسعار المنازل وانخفاض الفائدة تشهد سوق العقارات الامريكية توجها معاكسا حيث ارتفعت قيمة القروض وانخفضت أسعار العقارات. وقد تسبب هذا في حدوث العديد من عمليات توقف الدفع واستعادة العقارات مع مواجهة المقترضين خاصة ممن لا يملكون سجلا ماليا قويا صعوبة كبيرة في الايفاء بدفعاتهم للبنوك. وبعد اسابيع من الاضطراب في الاسواق المالية بسبب ازمة الائتمان العقاري الامريكي بدأت المخاوف تتضاءل مطلع هذا الاسبوع. غير أن المخاوف عادت إلي الظهور بعدما أعلن مصرف "بي إن بي باريبا" الفرنسي العملاق الخميس الماضي انه جمد ثلاثة صناديق استثمارية مرتبطة بسوق العقارات الامريكية واعقب ذلك قيام البنوك المركزية بضخ مئات المليارات من الدولارات في الأسواق. يذكر أن نقص السيولة في الأسواق سيحد من قدرة الشركات وبالتالي العملاء علي الاقتراض مما يؤدي إلي تباطؤ النمو الاقتصادي في العالم.