تتزايد الضغوط العلمية علي الصين لإثبات سلامة صادراتها الغذائية حول العالم، وخاصة إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث تسببت صادرات من طعام الحيوانات في نفوق العديد من الطلاب والقطط في أميركا غير أن هناك مشكلة أعمق وراء هذا المشهد تقلق المسؤولين في الصين وهي كيف يؤكدون للعالم أن بلادهم ليست بلد التقليد والتزوير وان عبارة "صنع في الصين" تعني صناعة جيدة. وقد ارتفعت المخاوف العالمية بشأن أمان وسلامة المنتجات الزراعية الصينية عقب الواقعة الأميركية، الأسوأ في تاريخها. وهناك أدلة أيضا علي أن الصين تصدر منتجات مقلدة تهدد طفرة الصادرات الصينية. وقال ديفيد زويج اخصائي الشؤون الصينية بجامعة هونغ كونغ للعلوم والتقنية المشكلة هي أن تتصرف هذه المخاوف إلي منتجات أخري وتصبح عبارة "صنع في الصين" تحذيرا للمستهلك بعدم الشراء. وتضغط شركات مثل كرافت للأغذية علي الحكومة الأميركية للضغط علي الصين لإثبات سلامة الإجراءات التي تضمن أمان الأغذية التي تصدرها. وقالت شركات كرافت وكيلوج وغيرها من شركات الأغذية الأميركية إنهم يعدلون إجراءات سلامة الأغذية ويحدثون معداتهم من حين لآخر، وأعرب رؤساء تلك الشركات عن المخاوف من أن تكرار ما حدث من الواردات الصينية سوف يثير ردة فعل خطيرة ضد الواردات الأجنبية عموما والصينية خصوصاً ويسبب اتجاها عكسيا للاتجاه الذي جعل شركات صناعة الأغذية تعتمد علي مكونات مصنعة من الدول النامية. ويقول خبراء أيضا إن المخاوف من واردات الأغذية الصينية وعقاقيرها المقلدة قد يؤثر علي صادرات أخري إذا بدأ المستوردون يلاحظون مشكلات سلامة وأمان في المنتجات الأخري. وقالت لجنة حماية المستهلك الأميركية لسلامة المنتجات أن معدل استدعاء السلع الصينية، من السوق قد ارتفع في السنوات الأخيرة. مثلا أعلنت شركة وال مارت للتجربة عن استدعاء حفاضات أطفال من جميع أنحاء البلاد، وهي مستوردة من الصين بعد اكتشاف نسبة رصاص مرتفعة جداً في هذه الحفاضات. وتواجه صادرات الصين من المنتجات الزراعية والعقاقير التي تبلغ 30 مليار دولار سنوياً إلي آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية خطراً متزايداً الآن. وقد يسبب ذلك تغيرات في الصين، حيث ان رئيس لجنة مراقبة سلامة الأغذية في الصين يحاكم حالياً في بكين بناء علي اتهامات بتقاضي رشاوي وعدم قدرته علي الحد من نمو سوق الأدوية المقلدة الخطرة. ولا يزال القليل من خبراء التجارة يعتقدون أن طفرة الصادرات الصينية سوف تتراجع في أي وقت قريب من الآن، وكانت تتزايد صادرات الصين من الأغذية البحرية والخضروات في السنوات الماضية، ويقول كثير من المستوردين إنهم سوف يتعاونون مع الشركات الصينية لرفع مستويات الأمان بدلاً من وقف الاستيراد منهم. كما تتفاوض الصين مع أميركا والاتحاد الأوروبي ليقبلوا صادرات الصين من الطيور، لكن مزارع الطيور الأميركية والأوروبية ترفض ذلك، ويبرزون فضيحة أغذية الحيوانات الأليفة كسلاح في هذه المعركة. ويقول لوشياس اوكينز رئيس رابطة مزارع الطيور الأميركية إذا استوردنا طيوراً من الصين فلا نعلم ماذا أكلت هذه الطيور وأعرب عن اعتقاده بأن في هذا خطراً داهماً. وستواجه صناعات معينة تحديات بالغة وخطيرة في الصين إذا حدث ذلك مثل شركات تصنيع العلف - حيث ظهر أن شركتين صينيتين تخلطان دقيق القمح بكيماويات صناعية تسمي (ميلامين) لرفع نسبة البروتين فيه بشكل اصطناعي غير حقيقي ولابد لشركات الأدوية الصينية أن تحل مشكلات أكبر أيضاً خاصة وأن 100 شخص لقوا حتفهم في بنما العالم الماضي بعد تناول أدوية سعال مستوردة من الصين. وقال وانغ في لينغ استاذ الشؤون الدولية بمعهد جورجيا للتقنية لقد ظهرت بعض الأسرار القذرة وراء سرعة نمو الاقتصاد الصيني، وأضاف ان هذه الأسرار توضح انهم يخالفون كل المعايير في صناعة المنتجات. ولم يكن رد الفعل بسيطاً في أماكن أخري من العالم، حيث تفحص سلطات مراقبة الأغذية الأوروبية كل واردات الصين الغذائية لاكتشاف مادة الميلامين. وقالت شركة سي جي الكورية الجنوبية للأغذية والأعلاف إنها استدعت 42 طناً من جيلاتين القمح المستورد من الصين، حتي رغم أنه لم يثبت وجود الميلامين فيها. وقال خبير اقتصادي في مركز الدراسات الغذائية العالمي في امستردام يبدو له أن الصينيين لاحظوا أنه عليهم إصلاح هذه الفوضي. وقد عانت بعض الصادرات الصينية من هذه التطورات.