عند مقارنة البنوك في مصر بالبنوك في بعض الدول العربية نلاحظ أن الأولي تتشدد في إجراءات الأمن سواء بتفتيش العملاء أو الاعتماد علي البوابات الالكترونية بعكس الأخري والتي تراقب العميل جيدا دون أن تقترب منه ودون ان يراها. كشفت جولة ل "بنوك اليوم" أن كل البنوك في مصر حتي الأجنبية منها تستعين بالبوابات الالكترونية وأجهزة كشف محتويات الحقائب، ولكن علي الرغم من ذلك إلا أن هناك بعض الفروع وخاصة في بنكي مصر والقاهرة تخلو من هذه البوابات ولكن يتم الاستعانة بوسائل بديلة وعلي رأسها جهاز كشف المعادن. ولكن بمراقبة تعامل موظفي الأمن مع العملاء نلاحظ أن وجود هذه البوابات عديم الفائدة حيث يحدث كثيرا أن تقوم بإصدار "صفارات" تدل علي أن الداخل للبنك بحوزته معدن وقد يكون سلاحاً دون أن يحرك حارس الأمن ساكنا ودون أن يقوم بتفتيشه حتي ولو كان أول مرة يأتي للبنك وهو ما حدث معي عشرات المرات. والغريب أنه عند سؤال موظفي الأمن بالبنوك هل يقومون بتفتيش العملاء والتشدد في الإجراءات الأمنية يجيبون بتباهي وتفاخر "طبعا لازم نشدد عشان نحمي البنك" وعندما أخبرتهم ان كثيرا من العملاء يشتكون من هذا التشدد، يبدأون في التراجع عن موقفهم ليؤكدوا أن التعامل يتم بمرونة تامة وأنهم لا يفتشون إلا من يشكون فيه أو العميل الجديد ويكون هذا بصورة مهذبة لا تثير الغضب. ضرورة أمنية ضياء الدين مروان مساعد مدير أمن القطاع الإسلامي بالمصرف المتحد يري أن وجود البوابات الالكترونية في البنوك ضرورة أمنية ولا يمكن الاستغناء عنها حتي مع الاستعانة بوسائل تأمينية أخري فمثلها لا يمكن الاكتفاء بالكاميرات التي تصور كل العملاء وتحركاتهم داخل البنك وخارجه لأن ذلك لا يضمن اكتشاف المعادن أو الأسلحة التي بحوزة الأفراد، وهذه هي وظيفة البوابة الالكترونية وبناء علي ذلك يتم تفتيش العملاء لمعرفة هل توجد بحوزتهم أسلحة أو لا تفاديا لحدوث أي عمليات سطو مسلح. وذكر أن هذا يحدث حتي مع موظفي شركات نقل النقدية والذين يأتون للبنك لأداء وظائفهم ويكونون مسلحين لحماية الأموال عند نقلها ورغم ذلك عند دخولهم للبنك لابد أن يتركوا أسلحتهم مع أمن البنك حتي ينتهوا من أداء مهمتهم ثم يستردوها عند خروجهم من البنك. إثارة الغضب وعما إذا كانت عمليات التفتيش هذه تتسبب في إثارة غضب العملاء ذكر مروان أن هذا يختلف من عميل لآخر حسب درجة الوعي لديه فبعض العملاء يؤمنون أن هذا الإجراء يتخذ لتأمين البنك وحمايتهم أنفسهم ومن ثم لا يغضبون، والبعض الآخر ينفعل ويثور ولكن هذا لا يحدث كثيرا لأن رجل الأمن دائما ما يقوم بالتفتيش بطريقة مهذبة حتي يترك انطباعا جيدا لدي العميل لأنه ليس من مصلحة البنك أن يخرج العميل غاضبا ويتخذ قرارا بتغيير البنك إلي آخر، كما انه إذا قام أحد مسئولي الأمن بإغضاب العميل فيتم اتخاذ إجراءات ضده. لكن هذا الكلام يختلف تماما عما قاله موظفو الأمن في ذات البنك حيث ذكروا ان العملاء عادة ما يغضبون من عمليات التفتيش ولكنهم لا يلقون بالا لذلك لأنهم يقومون بأداء وظيفتهم وكان تعليقهم "يتضايقوا براحتهم ده شغلنا". ومن الملاحظ ان البوابات الالكترونية تنتشر في البنوك بدرجة كبيرة سواء كانت أجنبية او عامة أو خاصة وعن سبب ذلك يقول مروان ان انتشار البوابات الالكترونية في البنوك في مصر يرجع إلي حادث السطو المسلح الذي تعرض له أحد فروع بنك مصر في مدينة أسيوط وقتها قامت وزارة الداخلية والبنك المركزي بإعداد خطة لتأمين البنوك العاملة في مصر علي أن يتم تنفيذها علي مراحل وكانت البوابات الالكترونية احدي الوسائل المتبعة للتأمين. ولكن هذه البوابات لا توجد في البنوك بالخارج ولا يتم تفتيش العميل كاجراءات أمنية، وتعليقا علي ذلك ذكر مروان أنه لهذا السبب تكثر عمليات السطو علي البنوك في الخارج أما في مصر فمن النادر أن تحدث هذه الحوادث.