لا احد ينكر الدور الكبير لهيئة سوق المال والبورصة في تطوير السوق ومؤسساته وكذلك في الرقابة علي التعاملات .. الا ان ما يحدث في السوق حاليا يثير العديد من التساؤلات .. فرغم التطور الكبير في مجال الافصاح والشفافية ونقل المعلومات الا ان الشائعات اصبح لها دور رئيسي في التعاملات . فلم يعد يمر يوم بدون شائعة عن سهم ما تؤدي الي ارتفاع سعره بصورة غير مبررة .. ولا يزال الاجراء التقليدي للبورصة بارسال سؤال للشركة حول وجود احداث جوهرية والرد من الشركة بعدم وجود ايه احداث .. ولكن هذا لم يعد يكفي المستثمرين في السوق لانهم لم يعودوا يصدقون كل ما تقوله الشركات . وقد تكون تجربة المستثمرين مع بعض الشركات السبب وراء عدم تصديق اخبار شركات اخري .. فمثلا عندما انتشرت شائعات حول اتجاه المنتجعات السياحية لتوزيع اسهم مجانية نفت الشركة ذلك وبعد فترة اتضحت صحة الشائعة وتكرر ذلك مع شركات اخري دون تعرض هذه الشركات لاي عقاب من البورصة او هيئة سوق المال وكانت النتيجة فقدان الثقة بين صغار المستثمرين والشركات والاعتماد علي الشائعات في الشراء والبيع. والدليل الارتفاع غير المنطقي لاسهم الاسكان خاصة سهم مصر الجديدة للاسكان والتعمير فقد نفت الشركة تجزئة اسهمها كما نفت استردادها أرضاً كانت مؤجرة لنادي الشمس ورغم ذلك واصل المستثمرون المضاربة علي السهم لانهم لم يصدقوا كل ما يقال ولانهم يرون باعينهم الارتفاع المستمر للسهم دون تدخل من الهئية او البورصة. وعندما لاحظت الهئية وجود شبهات حول بعض العمليات التي تم تنفيذها علي السهم وقامت بالغائها كان ذلك بمثابة جرس انذار بان هذه الارتفاعات غير مبررة ولكن لم يتلق المستثمرون الرسالة وواصلوا المضاربة عليه . ولمصلحة السوق والمستثمرين لابد من رقابة اكثر فاعلية علي التعاملات في السوق وان يكون هناك رادع قوي لمن يثبت عليه التلاعب في اسعار الاسهم في البورصة .. فلا شك ان فقاعة اسهم الاسكان ستنفجر في وجوه كثيرين ليس لهم ذنب سوي الجهل بقواعد الاستثمار في البورصة وقصور في الرقابة علي التعاملات.