[email protected] من منا كان يتصور منذ 10 سنوات أن تصل قدرات الكمبيوتر إلي ما وصلت إليه حاليا في الوقت الحالي كما أن دخول الأقراص المدمجة وفلاشات الذاكرة جاءت لتجعل من عالم المالتي ميديا حقيقة، واليوم لدينا الكاميرات الرقمية بأدوات تحرير مذهلة للصور، ومشغلات موسيقي رقمية، والعديد من التقنيات الأخري والتي جعلت عالم اليوم أكثر سهولة وجعلت ما كان من المستحيل التفكير فيه واقعا ممكنا وملموسا. ونتصور أن مجالات التعليم والصحة يعدان من أهم المجالات التي يمكن أن يكون لثورة التكنولوجيا والاتصالات دورا ايجابيا لتطوير هذه الخدمات بصورة كبيرة ناهيك عن هذه القطاعات ستكون عنصرا رئيسيا في تعاطف وتعامل المواطن مع التكنولوجيا بصورة كبيرة بعيدا عن الحديث عن المزايا المادية للتكنولوجيا. ومؤخرا أكدت شركة انتل العالمية أنها تستعد لطرح أول جهاز كمبيوتر محمول صغير للطلبة يتيح مجموعة من الوظائف الرئيسية والتي تسمح للطلبه بتنمية عملية التحصيل العلمي بصورة الكترونية وزيادة عملية التفاعل بين الطالب والمدرس حيث يشتمل علي تقنيات الواي ماكس للاتصال بالانترنت لاسلكيا كذلك تم معالجته بمواد خاصة لتحمل الصدمات بصورة كبيرة وتحمل جميع الظروف عند تعامل الطلبة بمختلف أعمارهم مع الجهاز وينتظر أن تقوم الشركة بطرح هذا الجهاز بالأسواق في الربع الثاني من العام الحالي - وفقا لما أكده لنا الدكتور خالد العمراوي مدير عام شركة إنتل مصر. نتصور أننا في حاجة ماسة لدعم إدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كافة مؤسساتنا التعليمية لزيادة المعرفة والتحصيل والبحث والوصول إلي الإبداع والابتكار من خلال استخدام الطلبة لأدوات التكنولوجيا الحديثة وتقليل الفجوة الرقمية وتعبئة طاقات المجتمع لتحقيق الأهداف القومية من التعليم وتحويل المدرسة الي وحدة إنتاجية ومركز تعلم. وبالطبع نلاحظ جهود وزارة التربية والتعليم بإدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمدارس وبجميع المراحل التعليمية واتخذت العديد من الإجراءات لتحويل المدرسة إلي مدرسة تفاعلية - مثل مشروع المدرسة الذكية لتأهيل 38 مدرسة - بين الطالب والمدرس سواء من خلال السبورة أو الفصل المتحرك أو العديد من الأساليب الحديثة لجعلها أداة جذب وتثقيف ودعم دورها في التعليم والتعلم واعتبار التكنولوجيا هي العنصر المهم والفاعل في العملية التعليمية إلا أن الاستمرار بنفس هذا المعدل اي 40 مدرسة سنويا يعني إننا نحتاج إلي عقود طويلة حتي نتمكن من إدخال الكمبيوتر إلي مدارسنا وتأهيل الطلاب علي التعامل مع أدوات العصر الرقمي. نعتقد أنه حان الوقت لتستفيد وزارة التربية والتعليم من مفهوم الشراكة مع شركات التكنولوجيا العالمية والمحلية - والذي طبقته بنجاح وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات - لتحقيق نهضة ونقله نوعية وكمية ملحوظة في مجال تطبيق مفهوم التعليم الالكتروني علي مستوي جميع المدارس بجميع محافظات ونشر معامل الكمبيوتر وتوفير كمبيوتر لكل طالب حيث إن التطور التكنولوجي العالمي لا يسمح لنا بالسير بسرعة السلحفاة وإنما نحتاج إلي تحقيق معدلات نمو ضعف ما يتحقق علي المستوي العالمي للحاق بركب ثورة المعرفة.