تابع العالم علي شاشات التليفزيون جولتين في وقت واحد لرئيسين أمريكيين في جنوب أمريكا. الأولي يقوم بها الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز والثانية يقوم بها الرئيس الأمريكي جورج بوش. وكان الرئيسان يقفان عبر حدود دولتين متجاورتين في نفس الوقت.. بوش في مونتيفديو في اوراجواي وشافيز في بوينس ايريس. بوش قام بجولة في خمس دول هي البرازيل واوراجواي وكولومبيا وجواتيمالا والمكسيك ليواجه زيارات شافيز ونفوذه الذي يتصاعد بشدة في أمريكا اللاتينية وهدف الرئيس الفنزويلي أن يزيل أو يحطم أو يقلل النفوذ الأمريكي في دول جنوب أمريكا في الارجنتين وبوليفيا واكوادور ونيكاراجوا. السؤال الذي طرح نفسه: هل نجح بوش؟ والجواب بالنفي يدل علي ذلك قيام الشعوب في كل الدول التي زارها بمظاهرات ضده وضد أمريكا. والسؤال الآخر: - ما السبب في عداء أمريكا اللاتينية لواشنطن. والجواب أنه عداء تقليدي من ناحية ولأن أمريكا اللاتينية تضم 570 مليون نسمة 40% منهم فقراء و50 مليونا يعيشون علي دولار فقط في اليوم وهم منقسمون إلي قبائل. وقد وعد بوش في زياراته بقروض 385 مليونا وأن يبعث بالمستشفي السفينة الأمريكية إلي 12 ميناء في أمريكا اللاتينية وقد جاء هذا كله متأخرا وفي الوقت نفسه فإن المعونات التي كانت تقدمها واشنطن للتعليم ومحاربة المخدرات وتحقيق العدالة الاجتماعية في المنطقة تحولت إلي العراق ومكافحة الارهاب. ويعتقد الأمريكيون الجنوبيون أن بوش الذي يبني سورا بين بلاده والمكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية ليس بالرجل الذي يؤمن بحرية التجارة ويشجع قيام اتفاقيات لتحقيق ذلك. وقال المراقبون السياسيون إن شافيز خرج فائزا في هذه الرحلات لأنه يقرأ نفسية الجماهير وامالها أما بوش فإن كل ما يفعله هو مواجهة ومقاومة شافيز!