حول انخفاض كميات القمح الفرنسي المصدر إلي مصر هذا العام ومستقبل العلاقات التجارية بين القاهرة وباريس في هذا المجال التقت "الأسبوعي" مع جون جاك فوريمور رئيس رابطة الحبوب والأقماح الفرنسية.. والذي أكد في حواره ان انخفاض كميات القمح المصدرة لمصر العام الماضي والتي بلغت 400 ألف طن فقط يرجع إلي ظروف السوق، موضحا ان شدة الطلب علي القمح الفرنسي بسبب جودته حسب وجهة نظره خاصة من الجزائر والهند أدي إلي انخفاض الكميات الموردة إلي مصر، كما ان الكوارث الطبيعية أثرت علي إنتاج القمح خاصة ما حدث في استراليا العام الماضي، مما أدي إلي نقص الانتاج العالمي واحتياج بعض الدول بشدة إلي القمح الفرنسي ولاسيما الجزائر التي لا تستطيع فرنسا ان ترفض لها طلبا حسب قوله لوجود علاقات تاريخية بين الجزائر وباريس. وأشار فوريمور ان فرنسا تتعامل مع الحكومة ممثلة في هيئة السلع التموينية في تصدير القمح لمصر ولا تتعامل مع القطاع الخاص أو أفراد مستوردين، موضحا انه لا توجد عمولات أو سمسرة في هذا المجال اطلاقا. * لماذا لم تستورد مصر النسبة المعتادة لها من الأقماح هذا العام من فرنسا وهل تعتقد ان وراء ذلك عدم الاتفاق بين الطرفين أو هناك سمسرة عمولات تدفع للتوريد كما تردد؟ ** المشكلة ان الطلب علي القمح هذا العام كان مرتفعا جدا للأسواق المستوردة ومنها مصر وان هناك كثيراً من الدول سبقتكم في عملية الاستيراد ومنها الجزائر والهند والسبب الآخر هو ان القمح ارتفعت اسعاره هذا العام علي غير العادة بسبب ما حدث من حرائق للمحصول في استراليا كما ان الهند استوردت كميات ضخمة من الأقماح وفيما يتعلق بوجود عمليات سمسرة أو الحصول علي عمولات فهذا الموضوع غير مقبول ولم يحدث بالمرة لأن هذه الصفقات الاستيرادية تحكمها ظروف السوق وآليات العرض والطلب الاقتصادية ولا علاقة لها بالعمولات أو السمسرة. * هل تعاملكم في توريد الأقماح إلي مصر مع الحكومة أم القطاع الخاص؟ ** نتعامل مع الحكومة المصرية فقط وعن طريق الهيئة العامة للسلع التموينية ولا يوجد تعاملات مع شركات خاصة أو أفراد مستوردين. * ما حجم توريد الأقماح سنويا لمصر؟ ** نورد سنويا ما يقرب من مليون إلي مليون ونصف المليون طن قمحاً ولكن العام الماضي تم توريد 400 ألف طن فقط نظرا لأن الإقبال كان شديدا علي القمح الفرنسي من الدول الأخري. * هل كان هذا الإقبال نتيجة لانخفاض سعر القمح الفرنسي عن الأسعار العالمية؟ ** لا.. القمح كان سعره عالميا مرتفعا. والاقبال كان بسبب جودة الأقماح الفرنسية. الجزائر زبوننا * أي الدول كانت منافسة لمصر في الاستيراد؟ ** الجزائر لانها زبون تقليدي وتاريخي ومدلل ومحبب لفرنسا وقد اشترت الكثير من الأقماح الفرنسية وصلت إلي 15 مليون طن من 34 مليون طن اجمالي انتاجنا في نفس الوقت لم يكن أحد يعرف ان اسعار الأقماح سوف ترتفع بهذا الشكل ولم يكن أحد يتصور حدوث الكارثة المناخية التي وقعت في استراليا أو ان تقوم الهند بشراء ملايين الأطنان من الأقماح العالمية خاصة من باريس. * هل تأخرت هيئة السلع التموينية المصرية العام الماضي في الاستيراد منكم؟ ** لم تتأخرالهيئة وصارت علي النحو المتبع ولكن ما حدث ان الجزائر طلبت كميات كبيرة وفي وقت مبكر من أجل التخزين وعمل رصيد احتياطي وذلك في بداية شهر يوليو 2006 مع موسم جني القمح ولم نكن نعرف أنه سيحدث في شهر سبتمبر من نفس العام كوارث مناخية للأقماح علي مستوي العالم والذي جعل سعر طن القمح يرتفع بصورة غير معقولة، كما اننا لا نستطيع ان نرفض طلبا للجزائر. 200 دولار لطن القمح * كم سعر توريد القمح عالميا الآن وكم سعر توريده لمصر؟ ** تم بيع القمح لمصر حسب السعر المتداول بالأسواق العام الماضي وهذا العام زاد سعر توريد طن القمح لمصر بنسبة 30% عن العام الماضي.. ولا استطيع الافصاح عن القيمة التي استوردت بها مصر ال 400 ألف طن ولكن سعر طن توريد القمح عالميا الآن يتراوح ما بين 180 إلي 200 دولار للطن وهو السعر الحالي لطن القمح عالميا ومصر مثلها مثل باقي الدول يعتمد توريد القمح إليها وفقا للأسعار العالمية ونحن نلتزم بذلك. أغسطس 2007 * ما الوقت المناسب الذي تستطيع مصر ان تقدم مستندات الشراء قبل ان تسبقها أية دولة أخري لاستيراد القمح الفرنسي؟ ** الوقت المناسب لتقديم مستندات التوريد هو شهر أغسطس 2007 لأن عملية حصد القمح تتم في شهر يوليو 2007.. وعموما لا نعرف حتي الآن ما ظروف السوق في الفترة القادمة وقد يمكن ان ينقلب الحال ومن يقوم بالشراء في بداية الموسم يصاب بخسائر ومن يشتري في نهاية الموسم يربح.. وعموما لن نقصر في توريد القمح الفرنسي إلي مصر خلال 2007. نسب الجودة للقمح * ما الصفات الجيدة للأقماح الفرنسية؟ ** يشترط ان يكون بها نسبة بروتين منتظمة تصل إلي نحو 1.12% ولا تقل عن 11% حتي تكون صالحة للخبز وان يكون مؤشر البروتين بها يحتوي علي جلوتين جنين القمح بنسبة 89% والأقماح الفرنسية تحتوي علي أعلي المواصفات الموجودة في الأقماح الأخري.