[email protected] الدروس الخصوصية باتت أحد أهم البنود التي تلهب ظهر الأسرة وتشكل واحدة من أهم قنوات استنزاف الميزانية للقاعدة الكبري من الأسر بمختلف مستوياتها الاجتماعية والمالية . ومع التسليم بأهمية الحديث الدائر حاليا حول تحسين الأوضاع المالية للمدرس المصري والعمل علي رفع مستوي الأجور التي يتقاضاها أملا في تشجيعه وتحفيزه للمساهمة بايجابية في تطوير العملية التعليمية وتحسين الخدمات التعليمية التي يتلقاها الطلاب في المدرسة والتنازل عن ثقافة الدروس الخصوصية التي يعتمد عليها غالبية المدرسين لتحسين مستوي دخلهم المادي إلا أن التوجه يجب أن يكون جزءا من حزمة متكاملة من الإجراءات التي يجب اتخاذها للتصدي بقوة والحد من تفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية . ونتصور أن إعلان الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم عن خطته لنقل المناهج التعليمية إلي الكمبيوتر الشخصي للطلاب والاستعداد لافتتاح البوابة الإلكترونية للمعلومات الخاصة بالوزارة -خلال الشهر الحالي- يشكل خطوة ايجابية في مجال مكافحة ظاهرة الدروس الخصوصية من خلال إتاحتها جميع الدروس والمناهج المدرسية والحصص التخيلية بدون أي حواجز بحيث يتمكن الطالب من إنزال الدروس علي الكمبيوتر الشخصي له والاستفادة من الشرح والأمثلة الموجودة مع الدروس مما يسهم في تقليل اعتماد الطالب علي المساعدات الخارجية والدروس الخصوصية . كذلك ستخصص البوابة الإلكترونية بنك الأسئلة الذي سيشمل جميع المعلومات التي يتلقاها الطالب في المناهج في شكل أسئلة ولها إجابات نموذجية يستطيع الطالب من خلالها أن يختبر نفسه ويقدر مستواه العلمي والتعليمي ليتمكن من المراجعة والمجال الأخير يركز علي الخدمات المتعلقة بالنقل والتظلم والشكاوي والاستفسار وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالأعمال الإدارية للطالب والمعلم علي السواء وكيفية حل المشاكل والجهة المنوط بها حلها ووصول الطلب للمسئول عنه مباشرة . نعتقد أن هذه الخطوات يجب أن يتزامن معها حملة لتوعية الأسرة والطلاب بالاثار السلبية الناجمة عن الدروس الخصوصية والتي تؤدي إلي ضياع كثير من الوقت علي الطلبة - سواء في التنقل أو وقت الدروس - ناهيك عن خطورتها في تشتيت ذهن الطالب لاختلاف أساليب الشرح بين المدرسين كذلك يجب أن تساعد الأسرة والمدرسة علي استعادة الطالب الثقة في نفسه إذ مازلت أتذكر اليوم الذي كان يحصل الطلبة علي الدروس الخصوصية في بعض المواد - وليس كل المواد كما يحدث الأن خاصة مع انتشار مدارس اللغات والتجريبي - سرا وفي الخفاء خوفا من معايرة زملائهم بضعف مستواهم التعليمي وشتان ما بين الأمس واليوم ! كذلك نعتقد أن علي المدرسة جزءا كبيرا في محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية من خلال تشجيع الطلبة علي الالتحاق بمجموعات التقوية - والتي تمثل دخلا ماديا اضافيا للمدرس وفي نفس الوقت تتيح الفرصة للطلبة لزيادة قدراتهم الاستيعابية - مع التشديد علي معاقبة أي مدرس يثبت قيامه بتقديم دروس خصوصية للطلبة أو تحريضهم علي اخذ دروس خصوصية . للحديث بقية ...