أكد الخبراء أن قلق المستثمرين الأفراد لا يوجد ما يبرره علي مستوي التحليل العلمي للسوق ونتائج اعمال الشركات أو الأداء الاقتصادي للدولة أو حتي علي الصعيد السياسي الذي يشهد حالة من الاستقرار الملحوظ. ولفتوا الي ان الارقام تؤكد وجود عمليات شراء قوية يقوم بها المستثمرون العرب والاجانب في اتجاه لاقتناص فرص هبوط الاسعار التي تراجعت كثيرا عن قيمها العادلة، خاصة ان السوق يترقب بدء موسم اعلان نتائج الاعمال السنوية للشركات والتي تشير التوقعات الي ان اغلبها سيكون قياسيا في معدلات النمو. الهبوط الحاد يقول وائل عنبة مدير الاستثمار بشركة برايم للاستثمار ان حالة الهبوط التي شهدتها السوق في نهاية الاسبوع الماضي وبداية الاسبوع الحالي كانت كبيرة وحادة وعودة الثقة للسوق يجب ان تحتاج الي بعض الوقت او تدريجيا وهو ما قد يأتي مع بدء اعلان نتائج اعمال الشركات السنوية والنصف سنوية اضافة الي اعلان عدد من الانباء الايجابية الخاصة بالشركات مثل زيادة رأسمال المصرية للمنتجعات السياحية بعد زيادة سيولتها عقب التجزئة اضافة الي عقد مجلس ادارة لشركة المالية والصناعية لبحث تجزئة القيمة الاسمية للسهم من 40 جنيها الي 5 جنيهات وهو ما سيسهم في زيادة سيولة وحركة ونشاط السهم في البورصة كما كان الحال في سهم المنتجعات السياحية. واشار الي ان هناك عدد من الشركات الاخري يتوافر بشأنها انباء ايجابية ايضا مثل موافقة هيئة سوق المال علي زيادة راسمال جنوبالوادي للاسمنت اضافة الي اعلان شركة الدلتا للسكر عن اتجاهها لزيادة رأسمالها من خلال منح اسهم مجانية للشركتين. ولفت الي انه رغم الهجوم الذي يشنه الكثيرون علي مسألة تجزئة الاسهم الا انه يجب الاعتراف انها عملية مفيدة للسوق بشكل كبير لكن يجب ان نؤكد انها مفيدة للشركات التي لها اداء مالي جيد وتهدف من وراء هذه التجزئة الي زيادة سيولة سهم الشركة في البورصة والا يكون الهدف منها فقط هو المضاربات كما في بعض الحالات. واشار الي ان اتجاه شركة اوراسكوم تليكوم وسيدي كرير للتجزئة القيمة الاسمية لاسهمهما سينعكس ايجابيا علي حركة السوق وزيادة حجم التداولات علي السهمين، مطالبا في ذات الوقت بضرورة اتخاذ نفس الاجراء بالنسبة لشركة عز الدخيلة. نتائج الاعمال وتوقع باسم رضا رئيس مجلس إدارة شركة امان لتداول الاوراق المالية تحسن أداء البورصة المصرية في الفترة المقبلة بدعم من بدء الاعلان عن نتائج الاعمال السنوية والنصف سنوية للشركات والتي ستكشف عن العديد من المؤشرات والتي ستبلور الاتجاه نحو الارتفاع. واشار الي ان الهبوط الكبير الذي شهدته السوق في الايام الماضية وصل الي حد وصول نسبة الهبوط الي 40 في المائة في بعض الاسهم جعلت منها اسعار جاذبة للشراء، لافتا الي ان السوق شهد عمليات بيع غير واعية من الافراد ذكرت المستثمرين باجواء شهر فبراير الماضي. وقال ان شائعة خروج الاخوان وكثرة الكلام عن هذا الحديث زاد من حالة القلق رغم عدم صحة ذلك، كما انه قد يكون مؤشرا لدخول الاخوان المستثمرين في البورصة ويؤثروا فيها. وتوقع استمرار تحسن اداء السوق تدريجيا ثم قد تشهد بعد ذلك حالة من الثبات لافتا الي ان السوق كي تصعد بقوة تحتاج الي اخبار ايجابية علي عدد من الشركات القائدة مثل هيرميس والتي رأي المستثمرين السهم ينهار امامهم مما انعكس سلبا علي اداء السوق ككل. وتوقع ان يكون قطاع الاتصالات الاكثر نشاطا في الفترة المقبلة مع بدء الشبكة الثالثة للمحمول ومنافسة اوراسكوم علي رخصة السعودية الثالثة للمحمول فضلا عن قرب تجزئة السهم. ولفت رضا إلي أن درجة التفاعل ما بين المستثمرين والاخبار المتعلقة بنتائج اعمال الشركات لا تزال محدودة وهو ما قد يؤدي الي الحد من أثارها الفعالة علي تحركات الاسهم سواء جاءت ايجابية أو سلبية. وأشار رضا إلي ان أسهم ال 5% كانت هي الحصان الرابح في البورصة المصرية خلال الفترة الماضية وهو ما دعا المستثمرين للاتجاه نحوها وإن كان ذلك لا يعتبر مقياسا لاداء السوق ككل . ورشح رضا عددا من القطاعات لتحقيق معدلات نمو قوية في ارباحها في مقدمتها قطاع الاتصالات الذي يشهد حالة من النمو الكبير في أرباح شركاته في ظل النمو الكبير لشركاته والتوسعات الاقليمية لمعظم الشركات اضافة الي قطاع مواد التشييد والبناء بدعم من النشاط الذي يشهده القطاع خلال الفترة الماضية الي جانب دخول استثمارات جديدة وارتفاع في اسعار البيع مما انعكس ايجابيا علي نتائج اعمال معظم شركات القطاع. وتوقع ايضا تحسن أرباح شركات قطاع الغزل والنسيج التي ينتظر زيادة كبيرة في ارباح عدد من شركاته خاصة الشركات ذات التوجهات التصديرية الواضحة بالاضافة الي وجود النتائج الايجابية لاتفاقية الكويز علي نتائج القطاع بصفة عامة. ورأي أن قطاع الخدمات المالية والمصرفية سيكون علي رأس القطاعات التي ستحقق نموا في ارباحها عن العام الماضي بعد النتائج الهائلة التي حققها نتيجة عمليات اعادة الهيكلة الشاملة التي قام بها خلال الفترات الماضية، وتوقع عودة الاسهم القيادية لنشاط السوق. مخاوف الافراد يقول محمد صالح محلل أسواق المال إن صغار المستثمرين عانوا كثيرا في العام الماضي من تقلبات السوق التي أكلت أغلب مكاسبهم بل طالت رؤوس اموالهم الأساسية في بعض الاحيان، وهو ما جعلهم هذا العام اكثر حذرا. وأضاف أن كثير من صغار المستثمرين حقق معدلات ربحية كبيرة في محافظة منذ النصف مطلع الثاني من العام الماضي وهو ما جعلهم يسرعون بعمليات البيع لتحويل أرباحهم السوقية الي أرباح رأسمالية. وأشار إلي ان السوق تأثر سلبيا بظهور عدد من التحليلات الفنية العشوائية التي أثرت سلبا علي الحالة النفسية للمسثتمرين الافراد وهو ما إستغله المضاربون في إشاعة حالة القلق بالسوق للاستفادة من هبوط الاسعار. وطالب صالح بضرورة وجود رقابة أكثر شدة من قبل هيئة سوق المال والبورصة لمثل هذه التقارير التي تضر بالسوق خاصة بعد التأثير السلبي الملحوظ الذي أحدثته في البورصة المصرية خلال العام الماضي. وقال ان هيئة سوق المال ربما تكون قد نجحت في إفاقة المستثمرين في غفلة الانسياق وراء المضاربين بحجة تجزئة القيم الاسمية للاسهم، لكنه رأي في ذات الوقت ان الهيئة تأخرت كثيرا في حملتها لتوعية المستثمرين ضد أكذوبة تجزئة الاسهم. وأوضح أنه رغم الحرب التي يتبعها الكثير من المحليين والخبراء ضد الاسهم الصغيرة محددة الحدود السعرية والتي تضاعفت أسعار كثير منها إلا أنه لا يجب علينا أن ننسي انها هي التي حسنت من أداء السوق في نهاية العام الماضي بعد ان فشلت الاسهم الكبيرة في قيادة السوق في اي من اوقاته سواء الصعبة او حتي الجيدة. ولفت إلي أن بداية العام الحالي كانت جيدة ومهيأة للاسهم الكبيرة أن تستعيد صدارتها وقيادتها لتعاملات البورصة لكنها لم تفلح مع إستمرار غياب دور صناع السوق والصناديق الاستثمارية والمحافظ وذلك ربما لغياب الانباء الايجابية القوية الخاصة بالشركات الكبري مثل أوراسكوم تليكوم وهيرميس والعربية لحليج الاقطان. ويؤكد معتصم الشهيدي المدير التنفيذي بشركة تروبيكانا لتداول الاوراق المالية أن المستثمرين في البورصة المصرية يحاولون إلتقاط الارباح السريعة والابتعاد عن المجازفات في الشراء، مشيرا الي ان السوق سيطر عليه طوال الفترة الماضية إسلوب الشراء الانتقائي. ونبه الشهيدي الي ان تعاملات الافراد لا يزال يسيطر عليها السلوك العشوائي خاصة علي أسهم ال 5%. وقال إن السوق المصري ينتظر دخول مستثمرين جدد ويترقب صفقات شرائية جديدة مع ملاحظة انه يحتاج الي بعض الاكتتابات الكبري ليحقق قفزة سعرية نشطة فضلا عن كونه لن يتحرك صعودا الا اذا إتبعدت السوق عن المضاربات العشوائية والسير وراء الشائعات بغرض الربح السريع.