هبط سعر الدولار نهاية الاسبوع الماضي لأدني مستوياته في 3 سنوات ونصف السنة أمام الجنيه وسط توقعات قوية بمواصلة انخفاضه خلال الفترة القادمة. بلغ متوسط العملة الأمريكية يوم الخميس طبقا لبيان البنك المركزي 571.23 قرش للشراء و573.3 قرش للبيع وهو أدني مستوي لها منذ مارس عام 2003. وكانت السوق المصرفية قد شهدت خلال الفترة الماضية إقبالا ملحوظا من جانب حائزي الدولار علي التخلص منه وهو ما أدي لتوافر سيولة ضخمة لدي البنوك من العملة الأمريكية قامت بضخها في سوق الانتربنك الدولاري للتعامل فيما بينها. ونتيجة لهذا الإجراء قفزت تعاملات البنوك داخل هذه السوق الشهر الماضي إلي 5.204 مليار دولار وهو أعلي معدل لها علي الاطلاق منذ بدء تعاملاتها قبل عامين تقريبا. وأرجع متعاملون بالسوق السيولة الملحوظة من الدولار ومسارعة حائزيه للتخلص منه إلي عدة أسباب أبرزها أن العائد من الاستثمار بالجنيه بدأ في الصعود في الفترة الأخيرة مقارنة بالعائد علي الدولار اضافة إلي وجود توقعات قوية بمزيد من الانخفاض في سعر الدولار خلال الفترة القادمة خاصة مع تجاوز احتياطيات النقد الأجنبي لدي مصر حاجز ال26 مليار دولار وتوقع تلقي مصر للمزيد من النقد الأجنبي في الفترة المقبلة مع قدوم مزيد من الاستثمارات الخارجية لمصر. وكانت مصر قد تلقت مؤخرا ما يزيد علي 4.5 مليار دولار نتيجة لبيع الرخصة الثالثة للمحمول مقابل 2.9 مليار دولار وبيع 80% من أسهم بنك الاسكندرية مقابل نحو 1.6 مليار دولار اضافة إلي زيادة دخلها من التصدير وقناة السويس والسياحة. وإذا كان الدولار قد تراجع لأقل مستوياته في 3 سنوات ونصف السنة أمام الجنيه فإنه تعرض أيضا لضغوط شديدة أمام معظم العملات الرئيسية بالاسواق العالمية. وتراجع الدولار لأقل مستوياته في 14 عاما مقابل الجنيه الاسترليني والذي كسر حاجز ال1.96 دولار للمرة الأولي منذ عام 1992 كما انخفضت العملة الأمريكية لأدني مستوياتها في 19 شهرا أمام اليورو وسجلت 1.31 دولار لليورو وهبط الدولار لأدني مستوياته خلال العام الجاري مقابل الين الياباني والفرنك السويسري. وكان لتوقعات المحللين باتجاه الفائدة علي الدولار للانخفاض بداية من العام القادم بعد ارتفاعها لأكثر من عامين متتاليين الدور الاساسي في انخفاض قيمة العملة الأمريكية.