رسالة بيروت - مصطفي عبد السلام: جاء انهيار مباحثات تشكيل حكومة وحدة وطنية بلبنان أمس الأول - السبت - لتصدم المستثمرين العرب الراغبين في ضخ استثمارات ضخمة داخل السوق اللبناني في الفترة المقبلة والمشاركة في خطة اعادة الاعمار البالغ تكلفتها نحو 9 مليارات دولار بالاضافة إلي 13 مليار دولار اخري هي تكلفة اصلاح الاقتصاد اللبناني واعادة هيكلة الموازنة العامة والدين العام الداخلي والخارجي وتعويض المنشآت الاقتصادية المتضررة من الحرب الاسرائيلية الاخيرة علي لبنان. كما جاء الانهيار المفاجيء في مباحثات تشكيل حكومة لبنانية جديدة ليبدد آمال القيادات المصرفية العربية التي كان يحدوها الأمل في انتهاء قريب لحالة "التأزم" السياسي بلبنان التي زادت حدتها في الفترة الاخيرة. وبالتالي مشاركة القطاع المصرفي اللبناني في تنفيذ خطة اعادة الاعمار عبر عدة آليات منها تدبير قروض مشتركة للمستثمرين اللبنانيين واقامة مشروعات مشتركة في قطاعات واعدة علي رأسها السياحة والعقارات. وكانت هذه القيادات قد شاركت نهاية الاسبوع الماضي في المؤتمر السنوي لاتحاد المصارف العربية الذي عقد لمدة يومين بالعاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "اعادة اعمار لبنان.. استثمار في مستقبل المنطقة العربية". وعلي الرغم من ان المؤتمر عقد في وقت بالغ الحساسية حيث شهد المسرح السياسي اللبناني حالة حراك شديدة وتأزم ملحوظ بين الفرقاء السياسيين الذين شاركوا في جلسات الحوار الوطني، إلا أن القيادات المصرفية العربية المشاركة في مؤتمر اتحاد المصارف العربية راهنت علي انتهاء هذه الحالة باتفاق الفرقاء السياسيين علي تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها حزب الله وتيار ميشيل عون لاعبين رئيسيين بها عقب فوزهم بصفقة "الثلث الضامن" داخل الحكومة، لكن انهيار مشاورات الحكومة بددت هذه الآمال ودفعت القيادات المصرفية التي تتولي ادارة اموال واصول تزيد علي 1200 مليار دولار إلي اعادة حساباتها مجدداً. وكانت مشاورات تشغيل حكومة وحدة وطنية قد فشلت أمس الأول دون اتفاق الفرقاء السياسيين علي موعد جديد لاستكمال المشاورات، او اتخاذ اجراءات أخري من شأنها نزع فتيل ازمة سياسية تلوح في الافق وكما طال القلق الشعب اللبناني باختلاف طوائفه عقب انهيار المشاورات التي تشارك فيها كل الأطياف السياسية وعلي رأسها تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري وحزب الله برئاسة الشيخ حسن نصر الله والتيار الديمقراطي الحر برئاسة ميشيل عون، فان القلق امتد ايضا لكبار المستثمرين الراغبين في اقتحام السوق اللبناني بقوة خلال الفترة المقبلة. وزاد القلق الأخير عقب اعلان مصدر سياسي مقرب من حزب الله بأن الأمور تتجه نحو الأسوأ.. وان الجو كان في الجلسة الاخيرة للحوار الوطني سيئا جدا.. وان موقف تيار المستقبل والداعمين له مثل سمير جعجع قائد القوات اللبنانية السابق والمعارض لسوريا لن يمر بدون رد فعل.