فيما يشهد الملف الاقتصادي في جميع المجالات مباحثات جديدة خلال زيارة الرئيس حسني مبارك الي موسكو خلال ايام التقت العالم اليوم "الأسبوعي" بأحمد شيحا رئيس مجلس الاعمال المصري الروسي في حوار تناول موقف العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية وما تحقق من الاتفاقات التي تمت خلال زيارة الرئيس مبارك الاخيرة لروسيا عام 2004. اكد احمد شيحا تقدم التعاون بين مصر وروسيا، مشيرا الي اهتمام المستثمرين الروس بالعمل في السوق المصري وتوجههم نحو اقامة منطقة صناعية بمصر، واوضح ان توقعات وزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد بزيادة الاستثمار الروسي من 45 الي 250 مليون دولار خلال 5 سنوات ليس من السهل تحقيقها وتحتاج الي وقت. وسألناه عن وضع روسيا ازاء اتجاه مصر نحو البديل النووي للطاقة، واجابنا بقدرة روسيا الفوز بإنشاء هذه المحطة لامتلاكها التكنولوجيا المتقدمة والرخيصة في نفس الوقت.. وفيما يلي نص الحوار: ** ما فرص استفادة مصر من التكنولوجيا والاستثمارات الروسية في اطار توجه الحكومة نحو جذب الاستثمارات الاجنبية ونقل التكنولوجيا العالمية الي السوق المصري؟ تأمل مصر ان تبني قاعدتها التكنولوجية بمساعدة روسية، وهناك مباحثات مهمة علي كل المستويات بين الطرفين لنقل التكنولوجيا الروسية في، مجالات صناعية عدة اضافة الي مجال البترول والكهرباء ونستطيع ان نقول بشكل عام ان ابرز القطاعات المرشحة لاجتذاب الاستثمارات الروسية في مصر هي قطاعات صناعة السيارات والدواء وفحم الكوك والاستشعار عن بعد اضافة الي قطاع السياحة. ** ولكن نماذج التعاون المشترك لم تظهر فيها الاستثمارات الروسية وعملية نقل التكنولوجيا بشكل ملموس؟ ومنها علي سبيل المثال تصنيع السيارات؟.. فما رأيكم؟ نقل التكنولوجيا يتم عادة بشكل تدريجي يبدأ بنسبة معينة من التصنيع المحلي ثم تتجه للارتفاع، وعموما هناك نماذج اخري لاقامة مصنع في مصر لانتاج قطع الغيار لمعدات روسية تستخدم في السوق المصري. وتوجد في روسيا رءوس اموال كبيرة وهناك قطاعات عدة في مصر مرشحة لمثل هذه الاستثمارات بخلاف قطاع السيارات كقطاع المعدات الثقيلة والمنتجات الاستهلاكية.. كما انهم يتطلعون لتأسيس منطقة صناعية حرة في مصر. ** هل يوجد دور روسي في تحديث مصانع القطاع العام التي سبق أن شارك في انشائها؟ بالطبع فروسيا تشارك في عمليات الاحلال والتجديد لمعدات العديد من مصانع القطاع العام مثل الحديد والصلب، اضافة الي انها تشارك في تطوير بعض الاجزاء بالسد العالي بتكنولوجيا حديثة. ** من خلال خبراتك هل تعتقد ان الطبيعة الروسية تميل لنقل التكنولوجيا ام تتحفظ عليها؟ الروس يبدون مرونة في نقل التكنولوجيا في قطاعات كثيرة مثل المعدات والماكينات والبترول والغاز وتتميز تكنولوجياتهم بالطبع بأنها اقل تكلفة من التكنولوجيا الاوروبية الا انهم قد يبدون تحفظهم في نقل التكنولوجيا ببعض القطاعات المتقدمة جدا، مثل صناعة الطائرات وصناعة الفضاء. ** في زيارة الرئيس مبارك الماضية لروسيا في عام 2004 كان العديد من المشروعات المطروحة هي ذاتها المشروعات المطروحة حاليا.. فما الذي اعاقها؟ الامور مع روسيا بشكل عام تأخذ وقتاً طويلاً لكي تنجز علي الرغم من ان مجتمع الاعمال هناك متحفز للاستثمار في مصر ولكنهم يأخذو وقتاً طويلا للدراسة واتخاذ القرار الاستثماري. ** كيف تنظر الي الجهود الخاصة بالترويج للسوق المصري في روسيا؟ تقوم الحكومة بدورها في هذا المجال وقد قمنا من خلال مجلس الاعمال المصري - الروسي الذي اتولي مسئوليته بالمساهمة في توقيع اتفاقيات لتسجيل بعض الادوية المصرية واقامة مصنع للادوية في مصر بالتكنولوجيا الروسية، كما اتفقنا علي تحويل بعض التكنولوجيا العسكرية في المصانع الروسية الي تكنولوجيا مدنية تستفيد بها مصر وهناك اتفاقية لتأسيس شركة لانتاج قطع الغيار لمصانع الحديد والصلب والالومنيوم واتفاقية اخري لانشاء مصنع للافران الكهربائية باستثمار مشترك وتكنولوجيا روسية. ** توقع وزير التجارة والصناعة ان ترتفع الاستثمارات الروسية في مصر من 45 مليون الي 250 مليون دولار في 5 سنوات.. فهل تري ان ذلك ممكن؟ اتمني هذا لكن رأيي الشخصي ان هذه المعدلات من الاستثمار الروسي ليس من السهل تحقيقها وتحتاج لوقت طويل، ولكن هناك تطورا ملحوظا حدث في حجم التبادل التجاري البيني بين البلدين فقد كان 400 مليون دولار ووصل الي مليار و200 مليون دولار ولكن المشكلة ان حجم الصادرات المصرية 40 مليون دولار فقط وهذا رقم هزيل.