موسكو - نجلاء الرفاعي: تستعد الأوساط الاقتصادية والصناعية والسياسية في موسكو لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات الاستراتيجية بين مصر وجمهورية روسيا الاتحادية كثمرة للزيارة التي سيقوم بها الرئيس محمد حسني مبارك إلي موسكو في مطلع نوفمبر القادم، وجاء التأكيد علي ذلك من خلال تصريح أدلي به ميخائيل فرادكوف رئيس وزراء روسيا الاتحادية عقب لقائه مع المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة الذي يزور موسكو تمهيدا لزيارة الرئيس مبارك المرتقبة. وأعلن فرادكوف ترحيب بلاده بزيارة الرئيس المصري، مؤكداًَ ان هذه الزيارة سوف تعطي دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات، خاصة ان الرئيس مبارك لديه علاقات قوية ومتميزة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكلاهما يرغب بشدة في تنمية وتطوير العلاقات الثنائية، خاصة في المجالات الاقتصادية. وصرح المهندس رشيد بأن مباحثاته مع رئيس الوزراء الروسي انصبت علي الملف الاقتصادي الذي ستتم مناقشته خلال زيارة الرئيس مبارك المقبلة لروسيا. وقال ان رئيس الوزراء أعرب عن أمله في ان تحقق زيارة الرئيس مبارك لروسيا نتائج ايجابية ملموسة لتعميق العلاقات الاقتصادية المشتركة خاصة في الصناعات الثقيلة والطاقة والغاز والبترول. واوضح ان رئيس الوزراء الروسي أكد خلال المباحثات ان بلاده تعتبر مصر دولة استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وترغب في تطوير العلاقات الثنائية متوقعاً ان يزيد حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا بمعدل 50% سنويا. وعلي صعيد الاتفاقات التي تم ابرامها لتشجيع وتنمية العلاقات الاقتصادية.. اعلن المهندس رشيد انه تم توقيع بروتوكول تعاون بين بنك تنمية الصادرات المصرية وبنك التجارة الخارجية الروسي، يتم بمقتضاه تيسير عملية التبادل التجاري بين البلدين من خلال فتح الاعتمادات البنكية للتصدير والاستيراد، مشيرا إلي ما يواجهه المتعاملون مع السوق الروسي من المصريين من مشكلات كبيرة في المعاملات المالية. وقد اتفقت كل من مصر وروسيا علي البدء الفوري في بحث امكانية انشاء مناطق صناعية مشتركة في مصر تكون بمثابة نواة لنقل التكنولوجيا الروسية إلي صناعة السيارات والطائرات المصرية ومركز للانتاج والتصدير الروسي إلي الدول الاخري في المنطقة.. جاء ذلك خلال لقاء المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة مع بوريس الوشون رئيس الاتحاد الفيدرالي للصناعات الروسية والمسئول عن اعداد الملف الاقتصادي لزيارة الرئيس مبارك إلي روسيا، والذي اتفق خلاله علي تشكيل مجموعة عمل مشتركة من الجانبين المصري والروسي تضم في عضويتها مسئولين حكوميين ورجال أعمال من كلا الجانبين تكون مهمتها وضع تصور خاص لشكل هذه المنطقة واسلوب العمل فيها ونوعية التكنولوجية المطلوبة والصناعات التي يمكن تطويرها خلال الفترة القادمة علي أن ترفع هذه المجموعة تقريرها إلي رئيسي البلدين خلال اجتماعهما المقبل..ويرأس الجانب المصري في هذه المجموعة المهندس عمرو عسل رئيس هيئة التنمية الصناعية.. ومن جانبه اعرب الوشون عن حماسه لاقتراح المهندس رشيد بانشاء هذه المنطقة، مشيرا إلي أنها يمكن ان تكون مقراً لمراكز تصنيع مشترك لمحركات الطائرات والتوربينات المسئولة عن توليد الطاقة، فضلا عن عدد من المشروعات الخاصة بانتاج المعدات والأجهزة الطبية ومعامل تصنيع مكونات السيارات. وقال المهندس رشيد ان مصر تتابع بحرص اجراءات انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية معربا عن أمله في أن تنضم روسيا قريبا لمنظمة التجارة العالمية، واكد أن مصر لن تتردد في تقديم كل العون والدعم المطلوبين حتي يتحقق هذا في أقرب وقت ممكن. واكد المهندس رشيد تعدد المجالات التي يمكن للجانبين المصري والروسي التعاون من خلالها في الفترة القادمة ويأتي علي رأسها الاستثمار المشترك في توليد الطاقة، مشيرا إلي أن هناك مفاوضات تجري حاليا بين شركات مصرية ونظيرتها الروسية في هذا المجال، وقال ان الحوار مفتوح بين الجانبين الروسي والمصري في هذا الشأن، وخاصة مع اعلان مصر عزمها لاستخدام التكنولوجيا النووية في توليد الطاقة، مشيرا إلي أن الفترة القادمة ستشهد مجالات عديدة مقترحة للتعاون في هذه الجزئية. وناشد المهندس رشيد الاتحاد الفيدرالي للصناعات الروسية بذل مزيد من الجهد للتيسير علي الشركات المصرية المصدرة للادوية فيما يتعلق بعمليات تسجيل الأدوية مطالبا بأن تتم مراعاة القواعد الدولية في هذا الشأن ودعا إلي تفعيل مجلس الأعمال المصري - الروسي المشترك.