مازلنا نتواصل حول الجودة فكرا ومضمونا وأساليب وأدوات ووصلنا إلي محطة جودة تحقيق الأهداف وهو ما يطلق عليه في المصطلح العلمي الفاعلية أي درجة أو مستوي تحقيق الأهداف.. ذلك أنه يوجد مقياس اَخر يتعلق بالكفاءة يقيس علاقة المدخلات بالمخرجات بالنسبة لأي نشاط، وقد استعرضنا في مجال جودة تحقيق الأهداف بمحاورها السبع محورين أساسيين أولهما في مجال الإنتاج وثانيهما في مجال البيع والتسويق وبدأنا في المحور الثالث المتعلق بمجال استغلال الموارد المتاحة ومدي القدرة علي تحقيق التوازن في الهيكل التمويلي وإمداد المنشأة بالموارد التي تحتاج إليها سواء كانت موارد بشرية أو مالية أو مادية ونستكمل هذا المحور الثالث من خلال توضيح مجموعة من المقاييس تسعي لتقييم الكفاءة الإنتاجية بالنسبة لعناصر الإنتاج من اَلات وعمالة وخامات وذلك علي النحو التالي: قياس الكفاية الإنتاجية للتجهيزات الاَلية: تمثل الطاقة الإنتاجية ما يمكن أن تقدمه الاَلات من إنتاج سواء في شكل منتج نهائي أو في شكل عدد ساعات تشغيل، واستخدام النسب المحاسبية في قياس الطاقة ليس بالأمر السهل، فهناك الكثير من المشكلات التي يجب التوصل إلي حلول لها قبل تحديد النسب الملائمة. وفيما يلي أهم المشكلات التي يمكن أن تواجه المحلل المحاسبي في هذا المجال: أ تحديد النظام الإنتاجي الذي تتبعه المنشأة أو مركز المسئولية بها. فإذا كان تنظيم الاَلات يتم علي أساس الوظائف النوعية التي تقوم بها كل اَلة بمعني وضع اَلات الخراطة معا، واَلات البرادة معا، فإن تحديد الطاقة الإنتاجية يعتمد أساسا علي عدد ساعات التشغيل التي تقوم بها كل اَلة علي حدة، وفي هذا النوع من النظم الإنتاجية "وهو ما يطلق عليه التجميع الوظيفي للاَلات" تكون هناك أساسا وظيفتان أولاهما إعداد الاَلة للتشغيل والثانية التشغيل الفعلي للاَلة.. ويجب علي المسئولين في مراكز الإنتاج تقليل عدد ساعات إعداد الاَلة بتجميع أوامر التشغيل التي تحتاج إلي نفس نوع العمل ليتم تشغيلها في دورة إنتاجية واحدة ثم يعاد إعداد الاَلة لتقوم بتنفيذ أوامر تشغيل أخري متماثلة وهكذا، أما إذا كان النظام الإنتاجي المتبع في المنشأة هو نظام التدفق الإنتاجي، فإن قياس الطاقة الإنتاجية يتم وفقا لعدد الوحدات التي يتم إنتاجها في زمن معني، والمثل الواضح علي ذلك هو صناعة السيارات مثلا التي يتم فيها تجميع قطع إنتاجية وفقا لتصميم هندسي معين ويقوم كل عامل بدور معين علي الخط الإنتاجي، وهنا يمكن القول بأن الطاقة الإنتاجية لخط الإنتاج هي 10 سيارات في الوردية الواحدة "كل ثماني ساعات" مثلا، وجدير بالذكر أن النظم الإنتاجية تختلف من شركة لأخري وطبقا لتنوع الأعمال التي تقوم بها المنشأة. ب يجب علي المحلل المحاسبي أن يوضح المفهوم الواجب مراعاته عند قياس الطاقة. فالطاقة القصوي للاَلة تمثل أقصي ما يمكن أن تقدمه الاَلة وفقا للظروف المثالية الواجب توافرها، أما الطاقة المتاحة فتمثل الطاقة التي يمكن للاَلة تقديمها وفقا للظروف الممكن توفيرها بعد استبعاد الضياع الحتمي الناتج عن مراعاة الواقع العملي للمنشأة، أما طاقة برنامج الإنتاج فهي الطاقة التي يمكن للاَلة تقديمها بسبب وجود اختناقات معينة إنتاجية أو تسويقية أو مالية أو ما شابه ذلك، ويفضل عادة استخدام طاقة برنامج الإنتاج كوسيلة لقياس الطاقة علي أساس أن وجود اختناقات يخرج عن نطاق مراقبة وإمكانية القائم بالتنفيذ، وبالتالي لا يمكن مساءلته إلا في حدود السلطات والإمكانيات المتاحة له. وللحديث بقية بمشيئة الله