وسط المخاوف المتنامية من مخاطر الحريق التي يمكن أن تتسبب فيها بطاريات أجهزة الكمبيوتر المحمولة وبخاصة أثناء نقلها بالطائرات، تعكف حاليا السلطات الأميركية علي وضع قوانين ولوائح تنظيمية جديدة تتعلق بشحنات البطاريات علي ظهر طائرات البضائع* وقد رفض المسؤولون الكشف عن الوقت الذي سوف يبدأ فيها العمل بالقوانين الجديدة بشكل رسمي حيث ذكروا بأن الاختبارات علي بطاريات الليثيوم - أيون تم انجازها مؤخراً من قبل إدارة الطيران المدني الفيدرالي وبات من الممكن الإفراج عنها في غضون فترة التسعين يوماً المقبلة* وكما ورد في صحيفة ''الدول ستريت جورنال'' مؤخراً، يقول بيل ويلكينينج المعني بإدارة إنفاذ قوانين المواد الخطرة في إدارة الطيران المدني الفيدرالية الأميركية: ''لقد كثفنا جهودنا مؤخراً'' وهنالك فريق من الخبراء العسكريين والحكوميين في كيمياء الليثيوم - ايون الذي يشغل معظم أجهزة اللاب توب والأجهزة الالكترونية الأخري سوف يلتقي بالمسؤولين في لجنة سلامة منتجات المستهلك الأميركية في جولة مشتركة في الأسبوع المقبل من أجل مراجعة العيوب التي يعاني منها هذا النوع من البطاريات* وقد ذكرت إدارة سلامة المواد الخطرة من جانبها وهي الوكالة الاتحادية المعنية بوضع القوانين الخاصة بنقل المواد الخطرة، إنها سوف تعمد في القريب العاجل لفرض حظر دائم علي شحن الجيل المبكر من بطاريات الليثيوم علي متن الطائرات التجارية وحتي الشهر المنصرم كانت جميع هذه الجهود تمضي بصورة بطيئة داخل أروقة الهيئات التنظيمية رغم اندلاع أكثر من 339 حادثة تتضمن عمليات السخونة العالية وانبعاث الدخان وحدوث الحرائق مما استدعي استرداد وسحب أكثر من مليوني بطارية ليثيوم خلال السنوات الثلاث الماضية، كما يذكر أن وكالة الطيران المدني الفيدرالية قد عمدت بهدوء إلي إطفاء خمسة حرائق اندلعت بسبب البطاريات علي ظهر الطائرات حلال العامين المنصرمين* إلا أن هذه المسألة بدأت تدق ناقوس الخطر بشدة في هذا الشهر بعد أن أوردت صحيفة ''الوول ستريت جورنال'' مقالاً علي صفحة كاملة يتعلق بالحرائق التي تحدثها البطاريات الخاصة بأجهزة اللاب توب وبعد أن عمدت شركة ديل البائعة الأكبر في العالم لأجهزة الكمبيوتر الشخصي مؤخراً إلي إجراء أكبر عملية سحب واسترداد في تاريخ الولاياتالمتحدة الأميركية لأجهزة المستهلك الاليكترونية بلغ حجمها 4,1 مليون بطارية وبعد أسبوع لاحق قامت مؤسسة آبل كمبيوتر بسحب 1,8 مليون بطارية خاصة بأجهزة الكمبيوتر الدفترية، ويذكر أن الخلايا الموجودة في داخل البطاريات التي تبيعها كل من شركتي ديل وآبل كانت تصنع من قبل وحدة تابعة لمؤسسة سوني* وإلي ذلك فإن النتائج النهائية للاختبارات التي تجريها وكالة الطيران المدني الاتحادية علي بطاريات الليثيوم بات من المتوقع أن تأتي مماثلة للنتائج التي أفرج عنها أثناء انعقاد لجنة الاستماع في يوليو الماضي برعاية مجلس إدارة لجنة سلامة النقل الوطني* وكانت تلك النتائج قد خلصت إلي أن خلايا البطاريات التي تم تعريضها للحرائق أدت في معظم الأحيان إلي تسريب سوائل شديدة الالتهاب تؤدي في بعض الأحيان إلي إشعال الخلايا المجاورة لها وتحدث انفجارات بين الحين والآخر، علماً بأن هذه الاختبارات تم اجراؤها بعد أن تسببت صناديق تحتوي علي بطاريات الليثيوم في زيادة اشتعال الحريق في طائرة للشحن تابعة لمؤسسة فيديكس في عام *2004 ومن جهته فقد رفض ويلكينينج وكذلك المسؤولون في وكالة سلامة المواد الخطرة لكشف الخطوات والموجهات الجديدة واللاحقة التي من المرجح اقتراحها، ولكن القوانين الجديدة المرتقبة ليس من المتوقع أن تعمد إلي حظر شحن البطاريات المحمولة من قبل شركات الشحن الجوية مثل فيديكس ومؤسسة يونايتد الجوية مثل فيديكس ومؤسسة يونايتد بارسيل للخدمات، ويذكر أن شحنة من بطاريات الليثيوم يشتبه في أنها السبب الرئيسي وراء الحريق الذي أدي تدمير طائرة يو بي اس دي سي 8 في فبراير الماضي