منذ اسابيع قليلة رحل عبد المنعم مدبولي.. وبالامس رحل رفيق رحلته فؤاد المهندس وجهان من اهم واجمل وجوه الكوميديا في تاريخ الفن المصري.. رحل فؤاد المهندس بكل تاريخه الذي اسعدنا فيه كواحد من ابرز واكبر نجوم المسرح المصري في عصره الذهبي.. كان فنانا مثقفا واعيا يدرك مسئولية الفن ورسالته وهو بحكم البداية والتربية والاسرة كان لابد وان يختار موقعه دائما مع الفن الهادف.. لقد اخلص للمسرح طوال حياته وكان الاقرب دائما الي قلبه واحساسه.. لعب ادوارا كثيرة في السينما ولكن بقي المسرح هو الاصل والغاية وكان مشوار فؤاد المهندس ثريا في كل شئ فقد تربع في سماء الكوميديا زمنا طويلا بلا منافس وكانت مسرحياته تجمع الجدية مع الفكاهة مع الرصانه والاحترام.. ولم يشاهده جمهور المسرح يقدم عملا مبتذلا او رخيصا كان يري في الفن رسالة سامية ودورا اخلاقيا وتربويا.. وحقق فؤاد المهندس نجاحات كثيرة في السينما ولكن تاريخه مع المسرح هو الاجمل والابقي.. وفي التليفزيون كانت له اعمال كثيرة ولكن اطفال مصر والعالم العربي لن ينسوا "عمو فؤاد" الذي كان يطل عليهم كل عام في رمضان.. في مسلسلات الاطفال التي قدمها فؤاد المهندس، تاريخ جميل للطفولة في تعليمها وتثقيفها ورؤيتها للحياة وقد عاش فؤاد المهندس ايامه الاخيرة بعيدا عن الاضواء بعد ان امتلأت الساحة بأشياء كثيرة بعيدة عن الفن وظل يدافع حتي اخر لحظة عن معني جميل اسمه الفن الهادف وانسحبت الاضوء من حوله وقليلا ما كنا نراه علي شاشة التليفزيون ولكن من حين لاخر كان يطل علينا في عمل من اعماله القديمة وكنا نشعر بحجم افتقادنا له.. كان من اكثر الفنانين المصريين حبا للحياه وعشقا للفن ورقيا في الاخلاق والسلوك واحترام الذات وكان عاشقا للثقافة وباحثا دائما عن كل ماهو جميل ورائع في الفن والسلوك.. ومع رحيل فؤاد المهندس يختفي نجم مضيء من سماء الفن المصري والعربي الاصيل