كيف كانت آثار قنابل وصواريخ العدوان الاسرائيلي علي الشعب اللبناني وبنيته التحتية وما وقعها علي مجتمع الأعمال خاصة من أعضاء المناطق الصناعية المؤهلة "الكويز"؟ رصدت "الأسبوعي" ردود الأفعال المختلفة حول هذه الحرب وتقاطعت في الاتفاق علي الآثار السلبية لها علي التعاون الاقتصادي القائم حتي للمجبرين او الراغبين في التعاون مع شركاء اسرائيليين في حين وصلت ردود الافعال الي ذروتها لدي البعض بوقف اي تعاملات مهما كانت الارباح التي ستعود عليهم. وفي المقابل اكد مصدرو الملابس ان "الكويز" باعتبارها الاطار المباشر للتعامل مع اسرائيل للتصدير للسوق الامريكي تعد ضرورة كما اشاروا الي ان الحصول علي المكونات الاسرائيلية في الصفقات للسوق الامريكي اصبح يواجه صعوبة بسبب تعطل الملاحة والاهم رفض الشركات الاسرائيلية تقديم اي وثيقة تثبت ذلك. وهكذا كانت ردود الافعال في الورقة الاخيرة للملف. تامر حافظ مصدر للصناعات الغذائية بالمناطق الصناعية المؤهلة "الكويز" يقول ان شركته اتخذت قراراها بعدم التعامل مع اسرائيل منذ بدء الحرب خاصة ان احداث الحرب الدموية جاءت لتصب الغضب فوق الاستياء الموجود مسبقا من الكويز بسبب اشتراطه اضافة نسبة المدخل الاسرائيلي علي الشحنات المصدرة للسوق الامريكي التي تؤدي الي ارتفاع تكلفة المدخلات النهائية حيث اوضحت تجاربهم انها تزيد التكلفة بنسبة 15% اضافة الي مشكلات الاستيراد الحالية من اسرائيل في ظل تعطل الملاحة بسبب اجواء الحرب. ونفس الموقف تقريبا اتخذه احمد فرج مصدر للصناعات الجلدية بالمناطق المؤهلة حيث يقول انه بعد ان استورد المدخل الاسرائيلي في تجربة تصدير سابقة بسعر يرتفع عن مثيله في دول اخري بنسبة 20% وارتفاع التكلفة النهائية بما ادي الي عدم تمكنه من التصدير للسوق الامريكي بسبب عدم تنافسية سعره النهائي ويقول ان الحرب جعلته يتخذ قرارا نهائيا بعدم التعامل مع اسرائيل حتي يعود الاعتبار للعالم العربي مشيرا الي انه يمكن المنافسة في السوق الامريكي بدون الكويز في مجال الصناعات الجلدية ولكن بشرط ان يكون انتاج المصنع ضخما ليتناسب مع طبيعة السوق وهو السبب الذي جعله يركز بشكل اساسي علي السوق الاوروبي خلال المرحلة القادمة. اما شريف عبد الخالق مصدر للصناعات الغذائية فيقول انه حاصل علي شهادة التأهل للتصدير من خلال الكويز الا انه لم يقم بالتصدير من خلالها ليس بسبب ارتفاع تكلفة المدخل الاسرائيلي فقط ولكن بسبب كراهيته لاسرائيل -علي حد قوله- ويقول انه وجيله قد انطبع في اذهانهم عن اسرائيل صورة العدو والتي من الصعب ان تتغير ويوضح انه انضم للبروتوكول فقط علي امل ان يرفع شرط اضافة المدخل الاسرائيلي في الشحنات المصدرة الي الولاياتالمتحدة بعد توقيع اتفاق التجارة الحرة بين مصر وامريكا وهو ما لم يحدث للآن. قطاع الملابس أما في مجال الملابس الجاهزة فربما يختلف الامر فهذا القطاع هو اكبر الرابحين من بروتوكول الكويز الا ان مصدريه قد يواجهون عوائق كبري اثناءاستيراد المدخل الاسرائيلي. ويوضح اسامة هيبه احد مصدري الملابس الجاهزة بالمناطق المؤهلة انه في الوقت الحالي لا يحتاج الي استيراد مدخلات الانتاج من اسرائيل بسبب وجود الكمية الكافية لديه لاتمام اعماله التصديرية الا انه كان يسعي في الفترة الماضية للاتصال بالشركات الاسرائيلية للاتفاق علي مدخلات جديدة ويجد صعوبة في ذلك ويشير الي انه حاول ان يحصل منهم علي ايميل او فاكس يعترفون فيه بعدم مقدرتهم علي تصدير المدخلات بسبب ظروف الحرب حتي يقدمه كوثيقة للجنة الكويز يبرر فيها عدم استخدامه للمدخل الاسرائيلي اذا ما استمرت الحرب لفترة طويلة ويري هيبه ان الحرب الاخيرة سوف تعود بالاحوال الي نقطة الصفر بعد ان كان تحقق تقدما ملموسا في العلاقة الاقتصادية مع اسرائيل.