دعا عدد من القيادات المصرفية إلي ضرورة تواجد البنوك المصرية في منطقة المغرب العربي. وقالوا إن تلك المنطقة مليئة بالفرص الاستثمارية التي يمكن تمويلها وخاصة في مشروعات الغاز والبترول كما هو الحال في الجزائر أو في المشروعات السياحية التي تزدهر في الدول الأخري. وأضافوا ان ذلك يستلزم إنشاء بنوك مصرية هناك سواء لتمويل تلك المشروعات أو الاستثمارات الأخري الخاصة برجال الأعمال المصريين المتواجدين في تلك المنطقة خاصة ان هناك زيادة ملحوظة بالنسبة لتواجدهم هناك. في الوقت نفسه تحفظ آخرون علي مثل هذا التواجد علي أساس ان السوق المصرية أولي بجهود البنوك المحلية لما في ذلك من آثار إيجابية في الحد من مشكلة البطالة عبر تمويل المزيد من المشروعات فيها. أرجع جمال محرم رئيس مجلس إدارة بنك بيريوس "مصر" سبب عدم تواجد البنوك المصرية في هذه المنطقة إلي أن المستثمرين المصريين كانوا لا يهتمون بها أو بإقامة أية مشروعات فيها. ويري محرم أنه بعد تواجد المستثمرين المصريين واتجاههم للاستثمار في هذه المنطقة فإن ذلك سيشجع البنوك المصرية علي الدخول في هذه الأسواق، مؤكداً وجود العديد من الفرص الاستثمارية في تلك المنطقة التي مازالت تحتاج إلي كثير من المشروعات والاستثمارات. وأوضح محرم ان تواجد البنوك المصرية داخل منطقة المغرب العربي سيساعد علي زيادة وتنمية التجارة بين مصر وهذه المنطقة ويساعد أيضا علي تنمية الصادرات المصرية إلي جانب زيادة وتنمية الاستثمارات المشتركة بين الجانبين. ويري محرم انه من الممكن ان تتواجد البنوك المصرية في هذه المنطقة سواء بشكل منفرد أو من خلال بنك مشترك. وعلي الجانب الآخر أوضح هشام حسن رئيس البنك المصري لتنمية الصادرات وجود مراسلين للبنوك المصرية في هذه المنطقة يقومون بأداء الخدمة المصرفية التي يحتاجها العميل. ويتساءل حسن: لماذا المستثمرون أو المصدرون يطالبون بإنشاء بنك مصري في هذه المنطقة؟ وهل المستثمرون والمصدرون اليابانيون والصينيون في مصر طالبوا بلادهم بإنشاء بنك ياباني أو صيني في مصر؟ وأوضح حسن ان البنوك المصرية إذا وجدت جدوي لتواجدها في هذه المنطقة سوف تسارع للقيام بذلك. ويقول حسن: كيف يتم إنشاء بنك مصري في منطقة المغرب العربي لمجرد ان عميل أو اثنين قاما بعمل استثمارات هناك. وأشار حسن إلي ان البنوك المصرية متواجدة في الإمارات والسعودية والأردن، موضحاً ان هذه الدول تحتاج إلي هذه البنوك إلي جانب وجود الاستثمارات الضخمة فيها. ويري حسن انه إذا كان هناك مجموعة مستثمرين أو مصدرين يقومون بعمل استثمارات ضخمة ومستمرة في هذه المنطقة فإن ذلك سوف يشجع البنوك علي التواجد هناك. ويوضح حسن ان دور البنوك هي ان تعطي تسهيلات وهذا من الممكن ان يتم عن طريق البنوك المصرية في مصر، وقال إن البنوك المصرية تقوم بتقديم الخدمات التي يحتاجها عملاؤها في أي مكان من خلال ترشيح البنوك التي من الممكن ان تقدم الخدمات المصرفية التي يحتاجونها أو التي تقوم بإعطاء تسهيلات ائتمانية في هذه المنطقة. أشرف الغمراوي العضو المنتدب لبنك التمويل المصري السعودي قال: إن البنوك المصرية لا تتواجد في منطقة المغرب العربي رغم كونها تعد من اغني المناطق من ناحية الاستثمارات السياحية فهي مصدرة ومستوردة للسياحة إلي جانب انها من الدول المصدرة للحبوب والمواد الغذائية. ويري الغمراوي ان تواجد البنوك المصرية سيؤدي إلي إيجاد حالة تكامل مع تلك المنطقة في الكثير من المجالات، وضرب مثالا لذلك بمجموعة بركة المصرفية التي تتواجد في تونسوالجزائر والتي تقوم بدور كبير في تمويل المشروعات المختلفة بين البلدين. وأشار الغمراوي إلي ان تجربة مجموعة البركة لابد وان تحتذي بها البنوك المصرية وان تدفعها للتواجد داخل المغرب العربي، موضحا انه من الممكن ان يتم عمل منظومة متكاملة مع مصر ومنطقة المغرب العربي وتطبيق قواعد المعايير الدولية وأهمها "بازل 2".