اخذت اسعار البترول العالمية امس الاول اتجاهه نزولي بعد ان قالت ايران ان القوي الكبري في العالم قدمت مقترحات ايجابية لحل نزاعها النووي مع الغرب. لكن الاسعار استعادت معظم خسائرها في انتعاشة اواخر جلسة التعامل قادها البنزين الذي ارتفع علي الرغم من تنبؤات بان تقرير المخزون الحكومي يوم الاربعاء سيظهر زيادة مخزونات البنزين. وهبط سعر البترول الخام الامريكي الخفيف عند التسوية في اغلاق بورصة نايمكس عشرة سنتات الي 72.50 دولار للبرميل بعد ان تقلب في نطاق بين 71.35 دولار و72.70 دولار. وفي بورصة البترول الدولية بلندن بلغ سعر عقود مزيج البترول الخام برنت لتسليم يوليو 70.81 دولار للبرميل منخفضا 65 سنتا. وبعد انتعاشة متأخرة ارتفع سعر عقود البنزين لشهر يوليو في اغلاق نايمكس 1.46 سنت الي 2.1788 دولار للجالون. ونزل سعر عقود زيت التدفئة لشهر يوليو في نايمكس 0.01 سنت الي 2.0426 دولار للجالون. وعلي الرغم من الانتعاشة المتأخرة للسوق قال محللون ان السوق مازال يتركز اهتمامها علي النزاع بين ايران والغرب بشأن برنامج طهران النووي، اذ يري العديد من المحللين أن المخاوف بشأن حدوث انقطاع في بعض إمدادت البترول ستبقي اسعار الخام في مستوياتها الحالية. ويقول بعض محللي الطاقة أن العديد من العوامل تضافرت لرفع الأسعار إلي هذه المستويات, فمن هذه العوامل المخاوف بشأن إمدادات البترول في كل من إيران ونيجيرا, هذا بالإضافة إلي قرار الأوبك بالإبقاء علي انتاجها دون تغيير. وكانت الاسعار قد شهدت ارتفاعا ملموسا بداية هذا الاسبوع بعد التصريحات التي قالها القائد الأعلي في إيران وتهديده باعتراض امدادت البترول إذا حاولت القوي الغربية مهاجمة بلاده بسبب برنامجها النووي. وجائت أسعار البترول أيضا مرتفعة طوال الأسبوع الماضي بالرغم من ارتفاع المخزون الأمريكي وورود التوقعات بأن منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك ستبقي علي انتاجها الذي يبلغ 28 مليون برميل يوميا كما هو دون تغيير. ولم يخرج اجتماع "أوبك" الاسبوع الماضي بشيء جديد، بل لم يكن متوقعاً الوصول إلي أي قرار جديد. فأقطار المنظمة تنتج بطاقتها الكاملة تقريباً، باستثناء السعودية. وما دامت الأسعار علي المستوي الحالي فوق 70 دولاراً للبرميل الواحد، وما دامت المشاكل السياسية المزمنة في ايران والعراق ونيجيريا وفنزويلا واحتمال حصول عمليات ارهابية في دول الخليج علي حاله، فلا يتوقع من دول "أوبك" أن تخفض الإنتاج علي رغم تصريحات للرئيس الفنزويلي هوغو نشافيز. إما بالنسبة للأعاصير، وما خلّفه إعصار كاترينا الذي لا يزال عالقاً في الأذهان من دمار، وكذلك الصورة المأسوية لعشرات الآلاف من أهالي مدينة نيو اورليانز، فإن خطرها ما زال قائماً ولا يمكن التنبؤ بدقة ما يمكن حدوثه في الأشهر الستة المقبلة. ويجب التنويه أن الدمار الذي خلفه هذا الإعصار لا يزال ماثلاً أمامنا اليوم، سواء أكان بالنسبة إلي الفقراء المشردين أم بالنسبة إلي استمرار إغلاق نحو 500 ألف برميل يومياً من الطاقة الإنتاجية البترولية. وصدرت توقعات عن مؤسسات بحثية أميركية، تشير إلي احتمال أن يضرب إعصار كبير أو أكثر المنشآت البترولية والغازية الأميركية في خليج المكسيك والساحل الجنوبي. وأشار فريق خبراء الأنواء الجوية في جامعة ولاية كولورادو في 31 مايو الماضي الي احتمال هبوب تسعة أعاصير هذا الموسم، منها خمسة من النوع الضخم والخطير. كما تنبأ الفريق باحتمال نسبته 82 في المئة، بأن يضرب واحد من هذه الأعاصير الخطيرة خليج المكسيك.