قاومت أسعار البترول العالمية مع نهاية تعاملات الأسبوع الماضي العديد من الضغوط، لتحافظ علي مستوياتها المرتفعة فوق ال70 دولارا للبرميل، إذ مثل مقتل زعيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي ابرز تلك الضغوط التي دفعت للأسعار للتراجع الملحوظ بعد أن أدت الزيادة في المخزونات الأمريكية للأسبوع السادس علي التوالي الي هدوء موجة الارتفاع الأخيرة إلا أن الأسعار دعما قويا مع ارتفاع حدة التوتر مرة أخري فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني. فمع نهاية تعاملات الأسبوع الماضي ارتفعت أسعار البترول نحو 2% مع استمرار العنف دون هوادة في العراق محطما بعض الآمال بأن مقتل قيادي بارز في تنظيم القاعدة سيغير مجريات الأمور بقطاع البترول المتداعي في البلاد.وصعد البترول الخام الأمريكي عند التسوية في ختام التعاملات في بورصة نايمكس 1.28 دولار أو 1.8% الي 71.63 دولار للبرميل مقلصا خسائره هذا الأسبوع الي 70 سنتا. وقفزت عقود مزيج البترول الخام برنت في بورصة لندن 1.53 دولار الي 70.48 دولار للبرميل. مقتل الزرقاوي وكانت الأسعار قد تراجعت بشدة في أعقاب الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي مثيرة بعض الامال بتحسن في الوضع الامني. لكن محللين حذروا من المبالغة في تقدير تداعيات مقتل الزرقاوي الذي كان العقل المدبر وراء مقتل المئات في عمليات تفجير قائلين ان مصرعه لن يضع حدا للتهديدات التي تواجه قطاعا بتروليا قوضته عقود من الحروب والعقوبات. ففي نفس اليوم الذي شهد مقتل الزرقاوي اختطف مسلحون مسئولا رفيعا في وزارة البترول العراقية عند مغادرته مقر عمله في بغداد. وأسفرت أيضا سلسلة من التفجيرات عن مصرع 31 شخصا علي الاقل واصابة العشرات. ويجاهد العراق لضخ مليوني برميل يوميا انخفاضا من حوالي 2.5 مليون برميل يوميا قبل الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2003. الملف الإيراني ووجدت الأسعار أيضا دعما بعد تجدد التوترات بين الغرب وإيران مع بدء طهران عمليات تخصيب جديدة لليورانيوم. وبدأت ايران مرحلة جديدة في تخصيب اليورانيوم الاسبوع الماضي في الوقت الذي قدمت فيه القوي الكبري اليها عرضا يتضمن مجموعة من الحوافز لتعليق عمليات انتاج الوقود النووي الذي قد يستخدم في تصنيع قنابل نووية حسبما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة. وامهلت قوي غربية ايران أسابيع للرد علي عرض يتضمن مجموعة حوافز مقابل وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وكان منسق الشئون السياسية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قد سلم العرض بنفسه لطهران الاسبوع الماضي. وشارك في اعداد العرض كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا وسانده الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة وروسيا والصين. وقال الرئيس الامريكي جورج بوش ان ايران اذا لم توقف التخصيب النووي فلا بد من تبعة واضاف قائلا اعطينا الايرانيين فترة محدودة من الوقت أسابيع لا شهور لدراسة مقترح من اجل المضي قدما. وان اختاروا ألا يوقفوا برنامجهم بشكل يمكن التحقق منه فسيكون هناك تحرك في مجلس الامن التابع للامم المتحدة. زيادة المخزونات وكانت الأسعار قد هوت اكثر من 2% الأربعاء الماضي بعد أن أظهر تقرير حكومي أمريكي زيادة غير متوقعة في مخزونات الولاياتالمتحدة من البترول الخام للأسبوع السادس علي التوالي، فقد اظهر تقرير ادارة معلومات الطاقة الأمريكية ان مخزونات الولاياتالمتحدة من البترول الخام والبنزين زادت الاسبوع قبل الماضي الأمر الذي حد من المخاوف بشأن الإمدادات مع بداية موسم الصيف وقيادة السيارات الذي يبلغ فيه الطلب ذروته. وقالت ادارة معلومات الطاقة في تقريرها الاسبوعي ان مخزونات الولاياتالمتحدة التجارية من البترول الخام زادت 1.1 مليون برميل الي 346.6 مليون برميل وقد ساعد علي ذلك هبوط الطلب من المصافي المحلية وزيادة الواردات. وقال التقرير ان مخزونات البنزين ارتفعت في الوقت نفسه للأسبوع السادس علي التوالي اذ زادت مليون برميل الي 210.3 مليون برميل علي الرغم من هبوط إنتاج المصافي وانخفاض طفيف في شحنات وقود السيارات.