عادت اسعار البترول العالمية هذا الاسبوع للارتفاع مدعومة بالمخاوف التي سيطرت علي الاسواق من قرب دخول موسم الاعاصير في الولاياتالمتحدةالامريكية في الوقت الذي حزرت فيه السعودية اكبر مصدر للبترول في اوبك من مهاجمة ايران عسكريا وما يتبعه من ارتفاع قوي للاسعار قد يصل الي ثلاثة امثال السعر الحالي. ففي نيويورك بلغ سعر عقود البترول الخام الامريكي الخفيف لتسليم يوليو امس الاول الي 69.85 دولار في انتعاشة فنية من خسائر بداية الاسبوع فيما يترقب التجار الاتجاه الجديد الذي قد تأتي به بيانات يتوقع ان تظهر زيادة مخزون البنزين في الولاياتالمتحدة للاسبوع الثامن علي التوالي. ويتوقع ان يرتفع مخزون البنزين في الولاياتالمتحدة بواقع 1.1 مليون برميل مع زيادة انتاج المصافي. كما يتوقع ان يرتفع مخزون نواتج التقطير بمقدار 1.3 مليون برميل فيما ينخفض مخزون الخام بواقع مئة ألف برميل. وارتفع خام برنت 0.61 دولار الي 68.72 دولار للبرميل. كما زاد الخام الامريكي الخفيف 0.74 دولار الي 69.72 دولار وتحرك برنت في نطاق ضيق بين 68 و72 دولارا خلال الشهر المنصرم. وصعد السولار (زيت الغاز) 10.25 دولار الي 617.75 دولار للطن. وزاد وقود التدفئة في الولاياتالمتحدة 2.32 سنت الي 1.9180 دولار للجالون والبنزين الخالي من الرصاص 0.86 سنت الي دولارين للجالون. ويخشي التجار ارتفاعا حادا لاحتمال ان يتسبب موسم أعاصير في تعطيل الانتاج في المصافي الامريكية والقلق ازاء المواجهة بين ايران والغرب بشأن برنامجها النووي. فمن جانبه حذر سفير السعودية لدي الولاياتالمتحدة من ان أسعار البترول العالمية قد تقفز الي ثلاثة أمثالها اذا تطورت المواجهة الدبلوماسية الحالية بشأن برنامج ايران النووي الي مواجهة مسلحة. وقال الامير تركي الفيصل في مؤتمر صحفي أقامته رابطة الطاقة الامريكية انه بافتراض أن أسعار البترول كانت عند مستوياتها الحالية قرب 70 دولارا للبرميل وقت الهجوم "سترون (سعر البترول) ربما يزيد الي مثليه أو ثلاثة أمثاله نتيجة للمواجهة." وقال الفيصل "فكرة أن يطلق شخص ما صاروخا علي منشاة (بترولية) في مكان ما ستقفز بأسعار البترول فلكيا." والسعودية هي أكبر مصدر للبترول الخام في العالم وصاحبة أكبر نفوذ في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). ويتخوف متعاملون في أسواق البترول من أن ايران ثاني أكبر منتج للخام في أوبك قد توقف الصادرات في حالة تصاعد النزاع بسبب البرنامج النووي للجمهورية الاسلامية. ويواصل الرئيس الامريكي جورج بوش اعطاء الاولوية للجهود الدبلوماسية لكنه رفض استبعاد الخيارات العسكرية في حالة فشل المحادثات. وقال وزير الطاقة الامريكي سام بودمان ان وزارة الطاقة لم تدرس بشكل محدد اثار عمل عسكري علي اسعار البترول لكنه اضاف ان حكومة الولاياتالمتحدة يمكنها ان تسد أي فجوة تنتج عن توقف الصادرات الايرانية باستخدام مخزوناتها البترولية المخصصة للطواريء. ولم ترد طهران بعد علي عرض قدمته قوي دولية لانهاء المواجهة لكنها قالت ان "مناخا ايجابيا" أصبح قائما الامر الذي قد يساعد في تسوية النزاع. وقال الفيصل انه نظرا لاعتماد كافة المنتجين في الشرق الاوسط علي مضيق هرمز لايصال بترولهم الي السوق فان أي تحرك عسكري في ايران قد يهدد امدادات البترول من المنطقة بأسرها. وتشكل امدادات البترول التي تمر عبر المضيق حوالي خمس كميات البترول المتداولة عالميا وفقا لتقديرات ادارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الامريكية. ويجري نقل حوالي 17 مليون برميل يوميا من البترول عبر المعبر المائي الضيق بواسطة ناقلات بترولية بحسب احصاءات وكالة الطاقة الدولية. وقال الفيصل انه اذا هوجمت ايران فان "الخليج بأسره سيتحول الي جحيم من انفجار خزانات الوقود وقصف المنشات." وأضاف أنه في مثل هذه الحالة ستدافع المملكة "عن منشاتنا البترولية قدر ما نستطيع." وقال الفيصل ان الهجمات الارهابية علي أهداف بترولية سعودية تشكل خطرا مستمرا لكن المملكة اتخذت تدابير أمنية مشددة لمنع وقوعها.