تزايدت الاقاويل حول مدي تأثر الاستثمارات الاجنبية المباشرة سلبيا بتراجع اداء سوق الاوراق المالية والذي خسر في اقل من 5 اشهر ما يزيد علي 150 مليار جنيه من قيمته السوقية في ظل تباطؤ تعاملات الاجانب والعرب وخروج بعضهم بعد سحب استثماراتهم من البورصة وفما مدي تأثر الاستثمار الاجنبي في القطاعات الاقتصادية المختلفة بعد تراجع اداء البورصة؟ الاستثمار المباشر واضح قد يعتقد البعض أن التراجع الذي اصاب البورصة المصرية خلال الايام القليلة الماضية سيؤثر سلبا علي معدلات نمو وجذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة في بعض القطاعات الاخري الا ان هذا ليس صحيحا بالمرة كما يقول هاني توفيق رئيس الاتحاد العربي للاستثمار المباشر والذي يؤكد علي ان الاستثمارات الاجنبية المباشرة لمصر في منطقة الامان موضحا ان التراجع الحاد الذي اصاب اسهم السوق المصري ومؤشراته لا يمثل خطرا علي جذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة خاصة وان المستثمر الاجنبي الذي يقدم علي تنفيذ استثمارات مباشرة في مصر يضع نصب اعينه العديد من اللوائح والاسس اهمها كيفية خروجه من تلك الاستثمارات في الوقت الذي يحتاجه دون اي خسائر علي العكس تماما من الاستثمار داخل البورصة والذي لا يستطيع المستثمر تحديد وقت خروجه خاصة اذا ما تراجعت اسعار الاسهم التي يمتلكها داخل محفظته. ويضيف هاني توفيق ان الاستثمار المباشر يختلف كليا عن الاستثمار بالبورصة موضحه ان المستثمر الاجنبي الذي يدخل مصر او اي بلد اخر يعتمد في نظرته علي المزايا المقدمة من ذلك البلد له والتي يحددها من خلال الفرص الاستثمارية وحجم الضرائب والخدمات والجمارك والعمالة وما الي ذلك وبالتالي فان تراجع البورصة لن يكون له اي اثر سلبي علي جذب الاستثمارات الاجنبية بالقطاعات الاخري خاصة وان مصر تتمتع بمناخ استثماري جيد في باقي القطاعات الاخري خاصة الصناعية والزراعية والعقارات وما الي ذلك. كما يؤكد ان معظم الاسواق العربية والاجنبية قد تراجعت خلال الايام القلية الماضية وبالتالي فهبوط السوق المصري لا يمثل حالة فردية شاذة مشيرة الي انه رغم تراجع تلك الاسواق فمازالت معدلات جذب الاستثمارات الاجنبية بها قوية وفعالة ولم تتأثر بهبوط بورصاتها. ويقول ايضا ان تراجع معدل جذب الاستثمارات الاجنبية قد يأتي نتيجة احداث اضطرابية قوية تؤثر سلبا علي الاقتصاد المصري بكل قطاعاته كالاحداث الارهابية المتكررة او الاضطرابات السياسية ولكن مصر لم تصل الي تلك المرحلة التي يؤثر فيها هبوط بورصاتها علي اداء باقي القطاعات الاستثمارية وخاصة الاستثمارات الاجنبية خاصة وان البورصة المصرية تمثل سوقا ناشئا بين كل البلدان سواء العربية او الاجنبية ومن ثم فالعرب والاجانب يعون ذلك ويعلمون جيدا ان الاستثمار الحر المباشر بالقطاعات الصناعية او التجارية له مقوماته التي تبعد كليا عن اداء البورصة واسهمها. ولكن رئيس الاتحاد العربي للاستثمار المباشر يعود ليؤكد ان تراجع اداء بورصة الاوراق المالية قد يؤثرسلبا علي جذب الاموال الاجنبية الخاصة بالاستثمار فيها تحديدا خاصة تلك الاستثمارات الخاصة بالصناديق الاجنبية والمؤسسات العربية غير ان تلك التأثيرات السلبية لن تدوم طويلا اذا ما عادت السوق للنشاط مرة اخري وهو متوقع حاليا مشيراً الي ان الشركات العاملة داخل مصر والتي تبغي دخول البورصة قد تعزف وتنتظر قليلا لمثل هذه الخطوة حتي يستعيد سوق الاوراق المالية توازنه في مصر. المناخ الاستثماري والمؤشرات ويشيد هاني توفيق بقوة اداء الاقتصاد المصري والمناخ الاستثماري علي الرغم من تراجع اداء البورصة مدللا علي ان هناك بعضا من المستثمرين الاستراتيجيين تقدموا لشراء الحصص التي طرحتها الحكومة مؤخرا سواء 20% من شركة ميدور للبترول او باقي حصة الاسكندرية للزيوت المعدنية "اموك" او حتي بنك الدلتا الدولي. ووفقا للتقرير الاخير لبنك "جي بي مورجان العالمي" فان هناك ارتفاعاً كبيراً في صافي الاستثمار الاجنبي المباشر المتدفق الي البلاد والذي ارتفع من 2 مليار دولار في عام 2003/2004 الي 3.9 مليار دولار خلال النصف الاول من العام المالي الحالي 2005/2006 وتوقع ان يستمر هذا الارتفاع ليتجاوز 5 مليارات دولار في نهاية العام وذلك نتيجة لتنوع الاقتصاد المصري وقدرته الكبيرة علي استيعاب استثمارات متزايدة في العديد من القطاعات الواعدة في مقدمتها السياحة والبترول بالاضافة الي قطاع البناء والتشييد الذي شهد نموا مطردا خلال العام المالي الحالي بلغ 12% .