يبدي مستثمرو دباغة الجلود مخاوفهم ازاء استصدار قرار وزاري بفرض رسوم علي صادرات الويت بلو "الجلود المدبوغة نصف تشطيب"، مؤكدين أن هذا القرار من شأنه تراجع معدل الصادرات بنسبة 80% عما هو عليه وخفضها من 250 مليون دولار الي نحو 50 مليون دولار فقط. كما يهدد باغلاق 300 مدبغة بمنطقة المدابغ بمصر القديمة وتشريد نحو 25 الف عامل كما ان فرض الرسوم من شأنه تكريس وضع احتكاري لأي مدبغة موجودة في أي منطقة حرة لانه تبعا لقانون المناطق الحرة يمنع فرض أية رسوم علي صادراتها أو وارداتها. وطالب المستثمرون بتقديم الدعم اللازم لتحويل "الويت بلو" الي الكلاست "الجلد المدبوغ كامل التصنيع" بدلا من فرض الرسوم علي تصدير "الويت بلو" كما طالبوا بالسماح لهم بتطوير الصناعة ومنح تراخيص جديدة لحين تنفيذ قرار نقل المدابغ. يري محمود سرج عضو شعبة تجار الجلود والمدابغ بغرفة القاهرة التجارية وعضو المجلس التصديري للجلود ان التوصية بفرض رسوم علي تصدير "الويت بلو" سوف تؤثر بقوة علي حجم صادرات الجلود المصرية الي الخارج خاصة وأن "الويت بلو" يمثل نحو 85% منها وهو ما يعني انخفاض صادرات الجلود من 250 مليون دولار الي أقل من 50 مليون دولار وخروج مصر من المنافسة العالمية. وأكد أن فرض هذه الرسوم سوف يكون من شأنه احتكار مدبغة وحيدة لسوق التصدير نظرا لأنها تمتلك منطقة حرة خاصة وطبقا للقانون الذي يحكم هذه المناطق لا تفرض عليها أية رسوم سواء في الصادر أو الوارد. وانتقد سرج الاسانيد التي يسوقها مؤيد فرض الرسوم موضحا صعوبة تصدير جلود كاملة الدباغة خاصة وأننا نقوم بالتصدير لمدابغ مثلنا ولكي يتم التصدير مباشرة لاصحاب مصانع الجلود يتطلب الأمر اجراء توسعات وادخال نوعيات من الآلات والثكنولوجيا غير مسموح لنا بادخالها في منطقة مصر القديمة بحجة ان المدابغ سوف تنقل الي منطقة "الروبيكي"، ايضا يصعب توقع خطوط الموضة العالمية وكما أن دباغة الجلود بألوان يحتاج الي تكنولوجيا عالية والي مواد كيميائية يتم استيرادها من الخارج. ويري سرج أن فرض رسوم من شأنه التوقف عن التصدير وتعنت أصحاب المصنوعات الجلدية في السوق المحلي في شروطهم لأخذ الجلود دون دفع أثمانها مشيرا إلي وجود كمبيالات وشيكات تاريخ استحقاقها نهاية 2008. وينتقد محمد حربي عضو مجلس ادارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات وعضو مجلس ادارة المجلس السلعي للجلود التوجه نحو فرض رسوم علي تصدير "الويت بلو" قائلا إنه بدلا من تقديم دعم للصناعة أسوة بالغرف الصناعية الأخري مثل الصناعات النسيجية وغرفة الأخشاب وغيرها يقومون بوضع العراقيل أمام التصدير بفرض المزيد من الرسوم. وأوضح حربي أن فرض 50 جنيها علي قطعة الجلد الواحدة يعني خروج مصر من السوق العالمي والمنافسة العالمية، مشيرا إلي أن الموضة العالمية تتطلب امكانيات تكنولوجية لا تتناسب مع الامكانيات الحالية لمدابغ مصر القديمة، وفي الوقت نفسه يصعب النقل الي الروبيكي في ظل عدم وجود أهم عنصر في الصناعة وهو الماء. ويوضح حربي أن هذه الرسوم لن تستفيد منها الصناعة في شيء ولن تستخدم في تطويرها وأن الغرض منها تكريس الأوضاع لصالح فئة محددة خاصة ان المدابغ التي تقوم بالتشطيب الكامل لا يتعدي عددها العشر. مشيرا الي ان حجم مصدري الجلود ليس كبيرا ولا يتجاوز ال 25 مدبغة ومع ذلك فإن حجم الانتاج كبير خاصة وان المدابغ الصغيرة تقوم بالتصدير من خلال هذه المدابغ. وانتقد حربي فرض الرسوم قائلا إنه لم يؤخذ رأي اصحاب المدابغ عندالقيام بهذه الخطوة. ويوضح عبد الرحمن الجباس عضو مجلس ادارة غرفة الجلود باتحاد الصناعات أن فرض الرسوم علي تصدير "الويت بلو" يؤكد عدم تساوي الفرص التصديرية بين من يمتلكون مناطق حرة واصحاب المدابغ في مصر القديمة وهذا من شأنه الحاق اضرار جسيمة باكثر من 300 مدبغة لصالح نحو ثماني مدابغ علي الأكثر. ويطالب الجباس بضرورة منح منطقة مصر القديمة صلاحيات التطوير واصدار رخص جديدة لمواكبة التطور السريع في دباغة الجلود لحين تنفيذ قرار النقل.