ماذا تفعل هيئة سوق المال الامريكية للرقابة علي الاسواق من حيث التصدي للشائعات وكذلك مراقبة تعاملات الداخلين؟.. هذا السؤال وجهناه لرئيس هيئة سوق المال الامريكية عام 2001 تحديداً من شهر يوليو وقبل احداث 11 سبتمبر الشهيره بشهرين وانكشاف المستور بتلاعبات انرون للطاقة وارثر اندرسون وغيرها من الشركات. فكان رد رئيس هيئة سوق المال الامريكية ان آليات الرقابة تعتمد علي الآتي اولا: تخصيص موظف مسئول عن كل شركة او عدة شركات لمتابعة كل ما يحدث فيها بشكل دقيق وتحركات سهمها في البورصة والتنسيق مع اجهزة الامن المختلفة لرقابة التعاملات المالية وكذلك التعاون مع الصحافة وكل ما تنشره الصحف عن الشركات والتدقيق في مدي صحته واكد ان للصحافة دورا كبيرا في كشف تلاعبات الشركات. هذا عن سوق المال الامريكي الذي يعتمد علي التكنولوجيا اكثر من العمالة ورغم ذلك فعدد الموظفين المسئولين عن الرقابة ضخم فماذا عن سوق المال المصري قبل القاء اللوم علي اي مسئول.. صحيح ان السوق المصري لم تحدث فيه تلاعبات في فداحة تلك التي حدثت في سوق المال الامريكي لان آليات الرقابة في السوق اصبحت جيده ولكن الارتفاعات الهائله في البورصة تم استخدامها للترويج والتدليل علي الانجاز ولم يفكر اي مسئول في تاثير ذلك مستقبلا وبالتالي اصبح هم الجميع هو استمرار الصعود ورسم صورة وردية وهو مادفع المسئولين ايضا عن السوق علي الحفاظ علي صعود السوق. والمقارنة بين الآليات التي تستخدمها سوق المال الامريكية مع السوق المصري ظالمة ورغم ذلك فالرقابة في مصر لاتقل كفاءة عن السوق الامريكي واصبح السوق يملك بنية اساسية وتشريعية جيده للغاية تساوي وتوازي الافضل عالميا والاختلاف بيننا وبين اسواق العالم هو طبيعة التذبابات الكبيرة في الاسواق الناشئه الناتجه عن مؤثرات سياسية واقتصادية محلية وإقلمية كما ان المستثمرين هناك أكثر احترافا وهذه حقيقة ناتجة عن تراكم خبرات ماضية كما ان مخاطر الاسواق الناشئه ومن بينها مصر اعلي وبالتالي فالعائد المطلوب اعلي وحركة الارتفاعات يجب ان تكون اكبر خصوصا مع اسعار الفائدة المرتفعة. ولذلك اصبح الامر اشبه بالنكته السخيفة أن تحميل رئيس البورصة ورئيس هيئة سوق المال ما حدث في السوق لان هذا الامر وارد في الاسواق الناشئة ويحدث الان في اسواق أخري كالهند وروسيا بل ان الصين اوقفت الاصدارات الاولية في السوق لعام كامل لمنع تدهور الاسواق. اذاً الانخفاض الذي حدث له مبرراته ويجب عدم البحث عن كبش فداء فهو أمر يحدث في الاسواق وحدث اسوأ من ذلك في امريكا واليابان والاسواق الناشئة في ازمة عام 1998 والآن ويحدث في كل البورصات العربية المطلوب هو بعض الهدوء والبحث عن اسباب وحلول للازمة التي حدثت. وما يهم اسواق المال في المقام الاول هو الاستقرار وكلنا نعلم ان الان جرنسبن استمر محافظا لمركز الاحتياطي الفيدرالي الامريكي اكثر من 20 عاما وتعاقبت عليه حكومات جمهورية واخري ديمقراطية وكذلك رئيس بورصة نيويورك السابق استمر لاكثر من 10 سنوات اذاً اسواق المال تحتاج لاستقرار السياسات والاشخاص خصوصا اذا كانوا شرفاء لا تلوح حولهم شبهه فساد والاخطاء المحدودة وغير المؤثرة واردة ولذلك صعدت البورصة امس بعد التأكد من عدم صحة شائعات في السوق عن اقالة رئيس الهيئة العامة لسوق المال ورئيس البورصة قد نختلف معهما في بعض الاجراءات ولكن التطورات التي شهدتها البورصة تأكيد علي دورها ودرسي تراجع 2006 يجب ان نستفيد منه لاننا لم نستفد من انخفاضات 1997. الاستقرار مطلوب في البورصات واسواق المال والمد لرئيس البورصة ماجد شوقي لمدة عام قرار منطقي وقارنوا بين ماحدث في سوق المال المصري والاسواق العربية للتأكدوا ان البورصة المصرية هي الافضل. [email protected]