صديقي وزميلي طارق الشناوي أحد النقاد السينمائيين الذين احترمهم، واعتز بآرائهم وتقديراتهم، وأن كنت أحيانا اختلف معه في الرؤي، وأحيانا في المقصود من كتاباته، ولذلك فقد حيرني مؤخراً في مقال له بجريدة صوت الأمة بعنوان "حليم" و"عماد" ولعبة السجادة الحمراء في كان. وقد ترددت قليلا قبل أن أكتب هذه الكلمات كي لا تبدو دفاعا عن صديقي وأخي الاستاذ عماد أديب، أو تبدو انما لي مصلحة شخصية في الأمر، ولكن تغلبت علي ترددي، وقررت أن حتي ما سبق ليس فيه ما يعيب فأنا انتمي لنفس الشركة التي يرأسها عماد الدين أديب وهذا من حقي، كما أنه من واجب الزميل طارق. يفتتح طارق مقاله بجملة، ويستمر بعبارات تركز علي فكرة واحدة هي المال، والدعاية الضخمة التي قام بها منتج فيلمي عمارة يعقوبيان وحليم أي عماد الدين أديب. وهو يقول: "بقوة دعائية ضخمة يشارك المنتج عماد الدين أديب بفيلميه "حليم" و"يعقوبيان" في سوق مهرجان كان الدولي السينمائي" وهو يفتتح مقاله بهذه العبارة التي يلقيها كما لو كانت شيئاً عيباً أو خطأ، أن يقوم منتج بالدعاية لانتاجه السينمائي وأن يقدم أبطاله في أفضل صورة واحسن حال، وأسأل ما هو العيب في ذلك؟ بل السؤال ولماذا لا يقوم الآخرون أيضا بنفس الجهد؟ ثم يكمل: والمشاركة في السوق مفتوحة للجميع، ولكن عماد قرر أن يحيل هذا الحدث الاعلاني إلي سبق اعلامي، واستحوذ فيلمه "حليم" علي التكثيف الأكبر في مهرجان كان حيث احتل غلاف - لاحظ غلاف - أكبر مجلتين، وهما "فارايتي" و"فيلم "فرانسيز". ومرة أخري وضع خطا تحت الحدث الاعلاني الذي يريد عماد تحويله إلي سبق اعلامي ولا أفهم كيف يمكن ان يحدث هذا وما هو العيب مرة أخري ان تقوم أكبر مجلتين علي حد تعبيره بتخصيص غلافيهما لهذا الحدث؟ وهل يجب ان نحذر الجميع من هذه الخطة الجهنمية التي تحاك من وراء ظهورهم حيث ان فيلماً مصرياً يحتل غلاف أكبر مجلتين سينمائيتين الحقيقة لم أفهم ما هو الخطأ وأين يكمن. ومع تفاصيل المقال نجد أن طارق يقول عن حجم الدعاية: لا أنكر اهمية كل ذلك ولكن وهنا مربط الفرس: "ما اخشاه هو سوء التفسير والتحليل مثلما حدث من قبل في شهر فبراير الماضي اثناء عرض فيلم يعقوبيان في مهرجان برلين. اذن هو يخشي أن يفسر القارئ والمتابع لما يحدث بأنه نجاح للفيلم وأبطاله والذين انتجوه، وان هناك اهتماماً بهذا العمل، وان كل ما يحدث هو دعاية في دعاية، وخدوا بالكو من السجادة الحمراء، فقد اشترت الشركة المنتجة عدة دقائق من أجل الضحك علي ذقون الجميع، وإفهامهم ان فيلمي حليم ويعقوبيان هي أعمال ممتازة بينما يجب ان نأخذ بالنا من ذلك كله، وأنا أشكر الزميل طارق علي هذه الخشية المبالغ فيها، واقول له كتر خيرك، فقد لفت أنظار الكثيرين إلي ما يحدث، خاصة وان الفيلمين ليس بهما سوي مجموعة أبطال مثل عادل إمام، يسرا، نور الشريف، اسعاد يونس، خالد صالح ، خالد الصاوي، محمد إمام، هند صبري. وهو بالفعل أمر يستحق أن نتعامل معه بحذر، وكتر خيرك مرة أخري أن عمارة يعقوبيان عن رواية نالت اهتمام الكثيرين وترجمت إلي عدة لغات، وكتر خيرك مرة ثالثة علي سيناريو وحيد حامد، واخراج متفوق للمخرج الشاب مروان حامد، والذي حصل علي جائزة الاخراج عن نفس الفيلم في مهرجان ترابيكانا، وهو الأمر الذي تجاهله طارق الشناوي - صديقي - كلية رغم انه عاد بذاكرته إلي أفلام منذ عام 1997. لكن عزائي انه قال بعد ذلك بالحرف الواحد: حتي كتابة هذه السطور لم أشاهد فيلم حليم، والذي اعقبه عرض فيلم يعقوبيان.. ولكن نظراً لظروف الطباعة من المستحيل أن أكتب عن الفيلمين، وقال: ربما نجد أمامنا عملا فنيا يستحق الاشادة هذا وارد جداً. ويضيف: ما استوقفني هو الخلط الذي أراه متعمداً، ويكمل ما معناه حتي لا يعتقد المتابع من المشاهد التي يراها انه بصدد حدث عالمي. وطارق زعلان أن هناك جهداً قد بذل رغم انه لم ير الفيلمين، ولكن خوفه ان يظن المتابع ويعتقد انه بصدد حدث عالمي، مش مهم رد الفعل المكتوب في نفس الجريدة وفي نفس العدد وبعدها بعدة صفحات حول الاثر، وماذا حدث في الفيلم الذي شاهده زميل له في نفس الجريدة وكتب عنه. ومعهلش يا عم طارق حقك علينا، ومش حانعمل كده تاني؟!!