اوقفت ثلاثة عوامل أساسية موجة الصعود في أسواق البترول العالمية التي حافظت علي مستواها المرتفع فوق 71 دولاراً للبرميل الاسبوع الماضي، اذا ادي فشل الولاياتالمتحدةالأمريكية في انتزاع قرار من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات اقتصادية علي إيران بعد الرفض الروسي الصيني إلي طمأنة الأسواق ولو مؤقتاً في حين مثلت الزيادة في آلمخزونات الأمريكية من البنزين والبترول الخام العامل الثاني الذي أوقف الصعود اما العامل الثالث فكان توقعات الوكالة الدولية للطاقة بانخفاض الطلب علي البترول مع ارتفاع اسعاره. وبنهاية تعاملات الاسبوع الماضي انخفض سعر الخام الأمريكي في بورصة نايمكس 1.28 دولار إلي 72.04 دولار للبرميل، وفي بورصة البترول الدولية بلندن هبط سعر مزيج البترول الخام برنت خام القياس الأوروبي 1.11 دولار إلي 72.32 دولار للبرميل، وكان الخامان قد حققا مكاسب خلال الاسبوع المنقضي وصلت إلي اكثر من ثلاثة دولارات للبرميل. الأزمة الإيرانية فعلي صعيد الأزمة الايرانية لا تزال الأسواق تنتظر بترقب وحذر التطورات إذ إن اتخاذ أي قرار من شأنه فرض عقوبات سوف يدفع بالأسعار للاشتعال نحو 100 دولار للبرميل، وتضغط الولاياتالمتحدة لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشأن برنامج ايران النووي، ومما زاد من المخاوف في أسواق البترول وحافظ علي مستوي فوق ال 72 دولاراً للبرميل تصريحات دبلوماسيين بشأن عثور مفتشي الأممالمتحدة علي آثار يورانيوم عالي التخصيب يقترب من الدرجة المستخدمة في صناعة القنابل علي معدات نووية بإيران لكن روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض (الفيتو) بصفتيهما من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن رفضتا استصدار أي قرار من مجلس الأمن من شأنه أن يفرض عقوبات في الوقت الذي يعد فيه الاتحاد الأوروبي إعلانا يتمسك فيه بأن توقف ايران جميع أنشطة التخصيب. المخزونات الأمريكية أما العامل الثاني والذي تمثل في زيادة المخزونات الأمريكية للأسبوع الثاني علي التوالي إذ أعلنت ادارة معلومات الطاقة الأمريكية الاسبوع الماضي ان مخزونات الولاياتالمتحدة من البترول الخام زادت علي غير المتوقع 300 الف برميل إلي 347 مليون برميل، وارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 2.4 مليون برميل إلي 205.1 مليون برميل وكانت أعلي قليلا من الطرف الأدني لمتوسط نطاقها لهذا الوقت من العام، وكانت الزيادة ضغط متوسط تنبؤات المحللين. واشارت البيانات إلي ان معدلات تشغيل المصافي زادت 1.4 نقطة مئوية إلي 90.2% من طاقتها الأمر الذي رفع انتاج البنزين 232 ألف برميل يوميا إلي نحو تسعة ملايين برميل يوميا، وانخفض متوسط الطلب علي البنزين في الأربعة اسابيع الماضية 0.1% مقارنة بما كان عليه قبل عام إلي 9.14 مليون برميل يوميا، واظهر التقرير ان مخزونات المقطرات الأمريكية ومنها زيت التدفئة ووقود الديزل ارتفعت 200 ألف برميل إلي 114.7 مليون وزادت واردات الولاياتالمتحدة من البترول الخام 196 ألف برميل يوميا إلي 10.01 مليون برميل يوميا. انخفاض الطلب ومما ساهم في وقف موجة الصعود الاسبوع الماضي تخفيض وكالة الطاقة الدولية تقديرها لنمو الطلب علي البترول في العام الجاري بنحو 220 ألف برميل إلي 1.25 مليون برميل في اليوم استنادا علي اعتدال درجات الحرارة في الشتاء كعامل اضافي يحد من نمو الاستهلاك، كما خفضت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق البترول حجم الطلب علي البترول من دول الاتحاد السوفيتي السابق بنحو 100 ألف برميل يوميا سبب تزايد الصادرات علي غير المتوقع، واضافت انها خفضت ايضا الصلب العالمي علي بترول منظمة اوبك بواقع 200 ألف برميل في اليوم إلي 29.2 مليون برميل يوميا. ورفعت الوكالة تقديرها للامدادات من خارج أوبك في العام الجاري بمقدار 30 ألف برميل يوميا إلي 51.3 مليون برميل يوميا، وارتفعت الامدادات للأسواق العالمية بمقدار 485 الف برميل يوميا في ابريل إلي 85.1 مليون برميل في اليوم منها 30 مليون برميل يوميا من دول أوبك التي زاد انتاجها 170 ألف برميل يوميا عما كان عليه في مارس وسمح ارتفاع معدلات الانتاج بزيادة المخزونات الاجمالية للدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 300 ألف برميل يوميا في الربع الأول من العام الجاري لتصل الزيادة إلي 26 مليون برميل للمرة الأولي منذ تسع سنوات.