"البورصة ليست مغارة علي بابا" عبارة أكدت عليها عنايات النجار استشاري الأوراق المالية في حوار أجرته معها "العالم اليوم الأسبوعي" والتي لفتت خلاله إلي أن غياب الوعي الثقافي الاستثماري أو الثقافة الاستثمارية للتعامل في البورصة التي تعتمد علي المعرفة والخبرة وعدم وجود صانع سوق في أغلب الأسواق العربية من أهم أسباب الانخفاضات التي يمر بها السوق المصري والانهيارات التي تشهدها هذه الأسواق العربية خلال الفترة الحالية. وأضافت النجار ان الثقة الفعلية ستعود إلي السوق مع عودة الأسهم الرائدة إلي حركتها الصعودية وإلي مستوياتها العليا السابقة وذلك مع ظهور نتائج أعمال الربع الأول والتي ستساهم في ارتفاع مؤشر "كاس 30" وتدعيم اتجاهه الصعودي. وأشارت إلي ان سياسة "الكر والفر" تتسبب في إطالة فترة تراجع السوق من منطلق ان البيع السريع فور حدوث تحسن نسبي في الأسعار يعيد السوق مجددا إلي حالة الهبوط مؤكدة ان البورصة ليست طريقا إلي الثراء السريع كما يحلم صغار المستثمرين. وطالبت عنايات النجار بأن تكون إدارة الافصاح في البورصة وكذلك الشركات المقيدة أكثر تجاوبا مع ما يحدث في السوق ليتم الرد علي أية شائعة بالسرعة التي تحمي مصالح المستثمرين. * نسبة ليست قليلة من المستثمرين مازالوا حتي الآن يتبعون سياسة "الكر والفر" في تعاملاتهم اليومية بالبورصة. في رأيك ما سبب ذلك؟ ** عنايات: السوق مازال حتي الآن لم يحدد اتجاهه بعد سواء باستمرار الصعود أو القيام بحركة تصحيحية مرة أخري وخاصة ان هناك بعض أسهم المضاربة مازالت تستحوذ علي جانب كبير من التعاملات، فحالة الخوف عند صغار المستثمرين الذين يتبعون سياسة "الكر والفر" تتمثل في غياب دور "صانع السوق" Market Maker حيث لوحظ ان المحافظ الاستثمارية وكبار المستثمرين لا يتدخلون لدعم السوق رغم ان الأسعار وصلت إلي مستويات مغرية. * هل سياسة "الكر والفر" سبب حالة تذبذب الأسعار في السوق حاليا وإطالة فترة تراجع السوق ومتي ستعود الثقة إلي السوق من جديد؟ ** بالتأكيد فسياسة "الكر والفر" تتسبب في إطالة فترة التراجع في السوق من منطلق ان البيع السريع فور حدوث تحسن نسبي في الأسعار يعيد السوق مجددا إلي حالة الهبوط ولا يمكنها من المقاومة والارتداد سريعا وستعود الثقة الفعلية إلي السوق مع عودة الأسهم الرائدة إلي حركتها الصعودية وإلي مستوياتها العليا السابقة وذلك سيحدث مع ظهور نتائج أعمال الربع الأول والتي سيساهم صعودها في ارتفاع مؤشر "كاس 30" وتدعيم اتجاهه الصعودي. * هل الوقت مناسب في ظل مناخ السوق المتذبذب الآن لطروحات جديدة لتزيد سيولة السوق وخاصة ميدور ام لا؟ ** لا أفضل أي طروحات جديدة الآن في السوق المصري وخاصة ميدور فأفضل وقت للطروحات الجديدة مع موسم عودة العاملين المصريين من الخارج لجذب أموالهم التي حصدوها طوال العام لاستثمارها في البورصة. * بصراحة شديدة. هل يوجد لدينا صانع سوق وما مدي الحاجة إليه؟ ** للأسف لا يوجد في أي بورصة من البورصات العربية بها صانع سوق ففي ظل غياب "صانع السوق" تفقد توازنها سواء في حالة الصعود أو حالة الهبوط وهو ما حدث سابقاً ويحدث الآن وبرز واضحا خلال يوم الثلاثاء الأسود فغياب صانع السوق في البورصة المصرية أحد أدوار هيئة سوق المال. فالسوق في حاجة ملحة في الوقت الحاضر لصانع السوق لتنشيطها وترويح الاسهم والسندات والحفاظ علي توازن الأسعار بشكل مستمر دون مفاجآت الهبوط والارتفاع، مشيرة إلي ان الأسواق المتقدمة في العالم تعتمد بصفة أساسية علي صانع السوق في هذا الشأن. فصانع السوق يساعد السوق علي إيجاد حالة من الرواج في السوق بشكل عام مما ينعكس علي قطاعات السوق المختلفة وذلك عن طريق التحليلات والقدرات الفنية بما يمنع الانخفاضات غير الطبيعية أو الارتفاعات الوهمية. ويحقق صانع السوق سوقا عادلة ومستمرة للأوراق المالية كما يساهم في زيادة سيولة الأوراق المتداولة واتساع وزيادة عمله فضلا عن ضمان استمرار قوته وتطور أدائه فتوافر صانع السوق بالنشاط العقاري وآخر لصناعة الأسمنت وثالث لتكنولوجيا المعلومات وغير ذلك يشكل فريقا يمكنه تنظيم حركة النشاط داخل البورصة. فعدم وجود صانع السوق في البورصة المصرية يزيد من احتمالات تذبذب الأسعار بين الهبوط والارتفاع دون مبررات حقيقية وهو ما تخلصت منه البورصات العالمية التي تعاملت مع صانع السوق فلم تعد تشهد طفرات سعرية تستمر لأسابيع أو شهور وربما سنوات بل طفرات سرعان ما تنتهي ويعود التوازن للسوق.