واشنطن - وكالات: طلب الرئيس الأمريكي "جورج بوش" من الكونجرس منحه الصلاحيات التي تمكنه من وضع قواعد جديدة لاسعار البنزين بالنسبة للسيارات العابرة التي يتم بيعها في الولاياتالمتحدة، مما سيؤدي الي الحد من الطلب المتزايد علي البنزين.. وقال الرئيس الامريكي للصحفيين خلال زيارته لمحطة بيلوكسي لتموين السيارات بولاية ميسيسيبي: "انا احثهم علي ان يمنحوني تلك السلطات" واضاف: "انها سلطة يمكنني ان استخدمها بالنسبة للشاحنات الخفيفة وانوي ان استخدمها بحكمة اذا ما وافق الكونجرس علي منحي اياها". وجاءت تصريحات بوش بينما كان واقفا امام احدي محطات ضخ الوقود، خلال زيارته الحادية عشرة التي يقوم بها لمنطقة الساحل الشرقي لخليج المكسيك، منذ ان ضربها اعصار "كاترينا" في أغسطس 2005. وتعقيبا لدعوة الرئيس الامريكي للكونجرس بمنحه هذه الصلاحيات وجه وزير النقل "نورمان مينيتا" رسالة الي قادة الكونجرس حثهم فيها علي الاستجابة لدعوة بوش.. وقال مينيتا في رسالته: "بناء علي طلب الرئيس، فانني ادعو الكونجرس الي الموافقة بشكل عاجل علي منح الصلاحيات لوزارة النقل، لوضع قواعد جديدة خاصة باستخدام الوقود للمركبات العابرة للمرة الاولي". واضاف "طوال كل السياسات المعلنة السابقة المتعلقة بقطاع الطاقة فان الرئيس يعتقد ان اتخاذ مثل هذا الاجراء امرا حيويا، لحماية امن واستقلال موارد بلدنا من الطاقة". وفي وقت سابق حث الرئيس الامريكي شركات البترول علي زيادة الاستثمار في بناء مصافي تكرير جديدة. وأعلن بوش عن خطوات لمكافحة اي تلاعب في الاسعار لاحتواء ازمة اسعار البنزين التي بلغت ارقاما قياسية تجاوزت ال3 دولارات للجالون وامر بوش وكالة حماية البيئة الامريكية بتعطيل القواعد الاتحادية الجديدة الخاصة ببرنامجها لاستخدام بنزين انظف احتراقا هذا الصيف، حيث ان من شأنها ان تجبر المستهلكين علي شراء مزيج بنزين باسعار اكثر ارتفاعا. كما اوقف الرئيس الامريكي بشكل مؤقت اضافة كميات الي احتياطي البترول الاستراتيجي للبلاد لزيادة المعروض البترولي في السوق وكبح صعود الاسعار واقر بان الامريكيين مقبلون علي صيف قاس علي صعيد اسعار البنزين. من جانب اخر اتخذت الحكومة الامريكية خطوة تشريعية قد تمكنها من مقاضاة منظمة البلدان المصدرة للبترول "اوبك" بتهمة التحكم في الاسعار بموجب تشريع اقرته لجنة بمجلس الشيوخ قبل اقل من اسبوع من زيارة وزير البترول السعودي لواشنطن ويرفع مشروع القانون الذي مررته اللجنة القانونية بمجلس الشيوخ الحصانة السيادية التي يتمتع بها حاليا اعضاء المنظمة من المقاضاة ويسمح لوزارة العدل بمقاضاتهم امام المحاكم الامريكية. وستسمح الخطة للمدعي العام الامريكي ايضا بمقاضاة تجمعات الدول المنتجة للبترول اذا حاولت تقييد الانتاج او تحديد الاسعار ويجب ان يوافق الكونجرس بكامل هيئته والرئيس الامريكي "جورج بوش" علي المشروع المسمي "نو اوبك" قبل ان يدخل حيز التنفيذ.. وكان البيت الابيض قد عارض اجراء مماثلا العام الماضي ولم يصدر عنه حتي الان تقييما بشأن التشريع الذي اقرته مبدئيا لجنة الطاقة بمجلس الشيوخ. ومن المقرر ان يزور علي النعيمي وزير البترول السعودي الولاياتالمتحدة الاسبوع القادم لاجراء محادثات مع المسئولين بالادارة الامريكية وتعد السعودية اكبر منتج للبترول في اوبك حيث تضخ نحو ثلث انتاج العالم من البترول. ومن المعروف ان الرئيس الامريكي جورج بوش قد أعلن انه سيوقف بصورة مؤقتة عمليات تخزين البترول في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي من البترول الخام مما يعني تحرير كميات اضافية منه لصالح تلبية احتياجات المستهلكين وعلي امل تهدئة الاسعار. وقال بوش في كلمة له وجهها لجمعية الوقود المتجدد في واشنطن: "من خلال تأجيل ايداع كميات من البترول "في المخزون الاستراتيجي" حتي فصل الخريف المقبل، فاننا سنوفر كميات من البترول في السوق.. فكل كمية، مهما كانت صغيرة، ستساعد". وتحاول الادارة الامريكية من خلال هذا الاجراء وقف الارتفاع المتواصل في اسعار مشتقات البترول في البلاد، خاصة خلال هذه الفترة التي تشهد توترات سياسية عالمية ومخاوف من انقطاع امدادات البترول من ايران وبعض المناطق المتوترة في العالم خاصة من نيجيريا. وعلي صعيد آخر امر بوش وبفعل ضغوط بشأن ارتفاع اسعار البنزين باجراء تحقيق حول احتمال حدوث عمليات غش في الاسواق.. وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان بوش طلب خلال الايام القليلة الماضية من وزارتي الطاقة والعدل فتح تحقيق حول ما اذا تم التلاعب باسعار البنزين بصورة غيرمشروعة ولم يتضح بعد التأثير الذي يمكن ان يتركه التحقيق المفترض علي اسعار البنزين داخل الولاياتالمتحدة والتي تقترب من ثلاثة دولارات للجالون الواحد. وحول سبب فتح التحقيق قال ماكليلان: "ان اسعار البنزين مرتفعة الان، وهو امر كفيل بحد ذاته في التأكد من عدم وجود