اعترفت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش بوجود ازمة في قطاع الطاقة بالبلاد وحذرت علي لسان وزير الطاقة سام بودمان من انه يتعين انتظار سنوات قبل ان نشهد انخفاضا في اسعار المحروقات . ومن شأن هذه التصريحات ان تزيد من تفاعل الجدل بشأن الوضع الحالي للسوق فضلا عن الاسئلة المتعلقة بمعقولية الارباح التي تحققها شركات البترول. فقد رد مساعد زعيم النواب الديمقراطيين في مجلس النواب ديك دوربن علي المسئول الامريكي بالتأكيد علي انه لايمكن بالمسوغات التي تسوقها الادارة لتبرير ارتفاع الاسعار. ففي برنامج تليفزيوني علي قناة NBC الاحد عزا بودمان ارتفاع الاسعار الي ارتفاع كلفة انتاج برميل البترول واوضح قائلا: لقد فقد المزودون السيطرة علي السوق وتبعا لذلك بات الطلب يفوق المعروض. واضاف من الواضح اننا مقدمون علي سنوات، سنتين او ثلاث قبل ان يكون المزودون في وضع يسمح لهم بتلبية طلبات مستهلكي هذا النوع من الانتاج. ووفقا الاحصائيات حكومية فقد ارتفع معدل كلفة انتاج جالون واحد من البنزين بنحو 0،60 دولارا في الشهرين الماضيين. وفي اواخر ابريل وصل سعر برميل البترول 75 دولارا ورغم ان السعر شهد انخفاضا الا ان معدل الزيادة بقي في حدود 17% هذا العام. وفي نفس البرنامج هاجم السيناتور ديك دوربن تصريحات وزير الطاقة لاسيما فيما يتعلق بعدم قدرة الشركات المصنعة علي التخفيض في الاسعار. وقال اننا الان بصدد الحديث عن اكبر نسبة ارباح يشهدها تاريخ هذه الصناعة وتاريخ هذه البلاد في اشارة الي مليارات التي حققتها الشركات المصنعة كأرباح. وتوجه للوزير بالقول ان مؤشرات السوق التي وصفتها يمكن ان تقول لنا اننا سنشهد مزيدا من الزيادات في الاسعار ولكنها لاتنفي ما اعتقد انه ارباح هائلة خرافية في هذه الصناعة. وبسؤاله عما اذا كان الامر يتعلق بأزمة اجاب بودمان بالقول يمكنني ان اصفها بذلك نعم. واضاف اعتقد انه امر يثير الانشغال الكبير انه امر يتعامل معه الرئيس بدرجة كبيرة من الجدية وهو امر تتعامل معه كل الادارة بدرجة كبيرة من الجدية. ونحن بصدد القيام بكل ما نقدر عليه. وقال الرئيس الامريكي جورج بوش ان فرض ضرائب علي الارباح الطائلة لكبري الشركات للبترول لن يكون الحل الامثل للتخفيف من حدة غضب الامريكيين بشأن ارتفاع اسعار المحروقات. وارتفع متوسط اسعار البنزين علي مستوي البلاد 13 سنتا في الاونة الاخيرة ليصل الي 2،91 للغالون ليسجل رابع اعلي سعر له علي الاطلاق. وقال بوش ان احساسي يجعلني لا اري دليلا علي شركات النفط تتلاعب بالاسعار وتتقاضي من المستهلكين مبالغ زائدة. وقال بوش للصحفيين في البيت الابيض ليس لدي دليل علي حدوث تلاعب لكن دور لجنة التجارة الاتحادية هو طمأنتي الي ان احساسي صحيح. واضاف ان المستهلكين يتوقعون ان يلقوا معاملة عادلة عند شراء البنزين لكن عليهم ان يفهموا ان اسعار البنزين مرتفعة بسبب نقص المعروض من الوقود لنقص مصافي التكرير الجديدة. وكان جورج بوش طلب الخميس من الكونغرس منحه الصلاحيات التي تمكنه من وضع قواعد جديدة لاسعار البنزين بالنسبة العابرة التي يتم بيعها في الولاياتالمتحدة مما سيؤدي الي الحد من الطلب المتزايد علي البنزين.