تواصل اتحادات العمال وقادة الطلاب في فرنسا محادثات مع اتحاد الحركات الشعبية في وقت لاحق منذ يوم أمس بهدف إنهاء الأزمة التي تسبب فيها قانون جديد للعمل. وكان مئات الاَلاف من الأشخاص تظاهروا واضربوا عن العمل يوم الثلاثاء الماضي احتجاجا علي هذا القانون، الذي يسهل علي أصحاب الأعمال إقالة الموظفين صغار السن. ويقول معارضو القانون إنه يهدد الحماية التي طالما تمتع بها العمال الفرنسيون.. لكن الحكومة تجادل بأن القانون ضروري لتقليص نسب البطالة بين الشباب وأعربت عن استعدادها لتقديم تنازلات. وقالت الشرطة الفرنسية إن حوالي مليون شخص شاركوا في الاحتجاجات التي جرت في فرنسا الثلاثاء الماضي لليوم الخامس ضد قانون العمل الجديد. وقد تعطلت وسائل النقل الفرنسية بما فيها الخطوط الجوية والقطارات بسبب الاحتجاجات. يذكر أن قانون العمل الجديد يسمح لأرباب العمل بتسريح الشباب الذين يقل عمرهم عن 26 سنة قبل إتمامهم عامين في وظائفهم دون أي تبرير. لكن الحكومة طلبت من أرباب العمل عدم تطبيقه حتي يتم تعديله، كما وعد الرئيس جاك شيراك. وقد دخلت الحكومة والنقابات في مواجهة مفتوحة حول هذا القانون، ومع ذلك هناك علامات علي أن متزعمي الاحتجاج مستعدون لخوض محادثات مع الحكومة. وتسببت مظاهرات الثلاثاء في المزيد من الشلل في البلاد إذ إنها أثرت بحدة علي المطارات ومترو الأنفاق الباريسي كما تسبب الاضطراب في إعاقة عمل القطارات عالية السرعة. وقررت الشرطة الفرنسية نشر نحو 4 اَلاف شرطي في العاصمة بغية احتواء العنف وتفادي أعمال النهب التي عرفتها العديد من التظاهرات السابقة خاصة في باريس. وكان شيراك قد أعلن في خطاب تليفزيوني أن قانون العمل الجديد الذي اقترحه رئيس الوزراء دومينيك دوفيلبان يضمن تكافؤ الفرص للشباب.. لكنه تعهد بإدخال تعديل فوري علي القانون في ناحيتين: الأولي تخفيض مدة الفترة التجريبية التي تسبق تثبيت العمال في وظائفهم من عامين إلي عام واحد.. أما التعديل الثاني فهو أن يتم إبلاغ الموظفين الشبان الذين يتم صرفهم من العمل بأسباب ذلك. وقال زعيم نقابة الطلبة برونو جوليار إنه مستعد لقبول دعوة إلي المفاوضات من الحزب الحاكم للتوصل إلي اتفاق. وقال جوليار لراديو فرانس انتير: نحن سنقبل الدعوة شريطة ألا يوقع أي عقد عمل من النوع الجديد خلال الأيام القادم. وتقول الصحف الفرنسية إن وزير الداخلية نيكولا ساركوزي أصبح مشرفا علي الموضوع بدل رئيس الوزراء دومينيك دوفيلبان. ويذكر أن كلا الرجلين يتطلعان إلي منصب رئيس الجمهورية خلفا لجاك شيراك عام 2007. وتقول المصادر إن ساركوزي أظهر مهارة أكثر من دوفيلبان في هذه الأزمة، حيث أصبح رجل الموقف بعقده محادثات مع النقابات خلف الكواليس. وتضيف المصادر أن هذه الاحتجاجات ستكون الأخيرة إذ يظهر أن النقابات والحكومة تستعدان لهدنة.