قبض رجال البنتاجون علي 34 أمريكيا تتراوح أعمارهم بين الخامسة والخمسين والخامسة والستين لأنهم هربوا من الجيش الأمريكي منذ أكثر من ثلاثين عاما، وسيقدم هؤلاء إلي القضاء. وهؤلاء كانوا مجندين في الجيش أثناء حرب فيتنام التي انتهت عام 1975 وقد كف البنتاجون عن متابعتهم وملاحقتهم ولكن بعد غزو العراق خاف الجيش الأمريكي أن يهرب المجندون من العراق أيضا ولذلك بدأوا في فتح ملف المجندين الهاربين حتي يعرف من يفر من الخدمة العسكرية أن أمريكا ستلاحقه حتي القبر. وقد هرب من الجيش الأمريكي عام 1971 33 ألف مجند، وفي الثلاث سنوات الأخيرة أي منذ غزو العراق فر من الخدمة العسكرية 9000 مجند. الغريب في الأمر أن الهاربين من حرب العراق هم متطوعون، أي أنهم لم يكونوا مطلوبين للخدمة العسكرية ولكنهم بعد أن رأوا ما يحدث في العراق فضلوا الهروب.. والحياة. وهناك فرق أساسي بين الخدمة العسكرية في فيتنام وبينها في العراق. في فيتنام كان هناك التجنيد الاجباري، وهذا النوع من التجنيد لم تعد إليه أمريكا منذ فيتنام. أما في العراق فكل الأمريكيين الذين يحاربون متطوعين تقدموا إلي الجيش برغبتهم واختيارهم. ويقولون في واشنطن: السبب في عدم قيام مظاهرات عامة صاخبة وعنيفة ضد حرب العراق، كما حدث في فيتنام يرجع إلي أنه لم يصدر قانون بالتجنيد الاجباري في الحرب الحالية. ويضيفون: القتلي في فيتنام عددهم 56 ألف جندي أمريكي وفي العراق لم يتجاوز رقم العشرين ألفا ولكن الجرحي في العراق أكثر من جرحي فيتنام والسبب السيارات المفخخة والهجمات التي لا تنقطع علي القوات الأمريكية. وقد حدثت ضغوط علي الرئيس الأمريكي بوش ونائبه تشيني لاصدار قانون بالتجنيد الاجباري ولكنهما رفضا وبإصرار فهما يعرفان ان التجنيد الاجباري يعني ان القتلي سيكونون في كل بيت وداخل كل أسرة ومن هنا قالوا سنكتفي بالمتطوعين. وقد حدث هذا من قبل في الحرب الأهلية الأمريكية فكان الاثرياء يستأجرون من يشترك في القتال نيابة وبديلا عن أولادهم!