أعلن جيش الاحتلال الأمريكي اليوم الخميس أن أربعة من جنوده ومترجمهم العراقي قتلوا في انفجار قنبلة شرق بغداد أمس. وكان قد أعلن أمس عن مصرع ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة أربعة آخرين في هجومين منفصلين بعبوات ناسفة شرقي العاصمة العراقية وغربها. كما شهد العراق أمس سلسلة من أعمال العنف سقط خلالها العشرات ما بين قتيل وجريح أشدها انفجاران متزامنان شرقي بغداد أوديا بحياة سبعة أشخاص وتسببا في إصابة سبعة آخرين. كما لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب سبعة آخرون في انفجار عبوة في حي الضباط. من جهة أخرى قال جيش الاحتلال إنه اعتقل قياديا في تنظيم القاعدة يعمل حلقة وصل بين زعيمها في العراق أبو أيوب المصري وقائد التنظيم أسامة بن لادن والرجل الثاني أيمن الظواهري. وأضاف العقيد كيفن بيرغنر أن القوات الأمريكية اعتقلت من أسمته العضو البارز في القاعدة خالد المشهداني في مدينة الموصل يوم 4 يوليو الجاري. وكشف بيرغنر أن المشهداني قال أثناء استجوابه إن قائد تنظيم القاعدة المفترض في العراق أبو عمر البغدادي هو شخصية وهمية وغطاء لزعيم الجماعة أبو أيوب المصري. وأوضح أن الصوت الذي كان يمثل الشخصية الرئيسية في التنظيم أبو عمر البغدادي في التسجيلات الدعائية كان لأحد الممثلين وأن المصري هو الزعيم الحقيقي لتنظيم القاعدة في العراق. وأضاف بيرغنر أن البغدادي الذي لم يشاهده أحد هو ممثل لكي يظهر أن المصري (الشخصية القيادية الحقيقية) يقسم له بالولاء. وينظر إلى ما أعلنه بيرغنر على أنه محاولة من القادة العسكريين الأمريكيين لتعزيز فكرة أن قادة القاعدة في العراق هم ليسوا عراقيين في وقت يتعرض مسلحو القاعدة في هذا البلد إلى ضغوط من حلفاء سابقين لهم بقيادة زعماء العشائر. سياسيا نظم مئات العراقيين اليوم تظاهرة في ساحة الفردوس ببغداد للضغط على الحكومة كي تحسن الخدمات العامة والوضع الأمني في البلاد. ورفع المتظاهرون أعلام العراق ولافتات تدعو الحكومة على التوقف عن "خداع العراقيين" والعمل على حمايتهم. في السياق دعا الرئيس العراقي جلال طالباني – الموالي للاحتلال - القوات متعددة الجنسيات وعمليات التدريب في بعثة حلف الأطلسي إلى الإسراع بتدريب القوات العراقية وتسلحيها وبما يتناسب وحجم المهام الملقاة على عاتقها. واجتمع أن طالباني أمس مع قائد قيادة قوات الاحتلال للأمن الانتقالي وقائد عمليات التدريب في بعثة حلف الناتو في العراق لتدارس التطورات الأمنية في البلاد وسير خطة فرض القانون. بموازاة ذلك أعرب مسؤول في إقليم كردستان عن تصميم القيادة الكردية على إجراء الاستفتاء المقرر نهاية العام الجاري بشأن مستقبل مدينة كركوك الغنية بالنفط رغم استهدافها بمفخختين أوقعتا قبل أيام 85 قتيلا. من ناحية أخرى أدانت محكمة عسكرية أمريكية أحد جنود مشاة البحرية (المارينز) بتهمة الخطف في قضية مقتل مواطن عراقي في أبريل من العام الماضي. ورغم حكم الإدانة فإن المحكمة برأت ترنت توماس (25 عاما) من تهمة القتل العمد والحنث باليمين والسرقة في مقتل المواطن العراقي هاشم إبراهيم عواد (52 عاما) بعد خطفه من منزله بالحميدية. وفي جلسات سابقة أقر الجندي توماس بأنه مذنب في قضية قتل عواد والخطف والسرقة والتآمر والإدلاء ببيانات كاذبة واقتحام منزل خاص. ويواجه توماس عقوبة أقصاها السجن المؤبد. وقد احتج خلال محاكمته بأنه نفذ أوامر رئيس الفرقة. ويعد توماس خامس جندي يقر بذنبه من بين ثمانية أحيلوا للمحاكمة العسكرية على خلفية قتل عواد. وكان ثلاثة من المارينز ومجند بالبحرية أقروا بذنبهم لتخفيف الاتهامات الموجهة إليهم في مقابل أن يدلوا بشهادتهم في القضية. وكان الادعاء العسكري ذكر في لائحة الاتهام أن الجنود أخرجوا عواد من منزله عنوة ووضعوه في حفرة على جانب إحدى الطرق وقتلوه ثم حاولوا إخفاء معالم الجريمة. وأضاف الادعاء أن الجنود قاموا بوضع بندقية من طراز (إي كي 47) قرب جثته ليبدو وكأنه من عناصر الجماعات المسلحة الذين يزرعون القنابل التي تنفجر على جوانب الطرق. وفيما يبدو تجسيدا للهزيمة الأمريكية في العراق وأفغانستان قالت وزارة الحرب الأمريكية (البنتاجون) إنها تسعى لتعيين المزيد من الأطباء والمعالجين النفسيين مع تزايد أعداد الضحايا الأمريكيين فيما تطلق عليه واشنطن اسم "الحرب على الإرهاب العالمي" مع استمرار أعمال المقاومة المسلَّحة ضد الوجود الاحتلالي الأمريكي في كلٍّ من العراق وأفغانستان. وأعلن البنتاجون عن البدء كذلك في برنامج لعلاج الجنود الأمريكيين الذين تعرضوا لإصابات في الحرب في مناطق وجود قوات الاحتلال الأمريكية في الخارج وخاصةً الإصابات المتعلقة بالمخ والاضطرابات النفسية التي تحدث بعد الإصابات. وقال الجيش الأمريكي إنَّه يتوقع المزيد من الطلب على نظامه الطبي ولهذا فقد قام بزيادة عمليات تجنيد الأخصائيين الطبيين فيما أعلنت مصادر عسكرية أمريكية بالبنتاجون أمس الأربعاء أن الجيش الأمريكي يسعى إلى توظيف 270 مختصًّا في العلاج النفسي. وعلل البنتاجون ذلك بقوله إنَّ بعض الجنود في الوقت الحالي ينتظرون فترات تصل إلى شهرٍ كاملٍ قبل أنْ يحصلوا على العلاج ولهذا فإنَّ الجيش يسعى- من خلال توظيف المختصين الطبيين- إلى تقليل المدة التي ينتظر فيها الجنود. وقال بيانٌ صادرٌ عن البنتاجون إنَّ مسئولين في الجيش الأمريكي صرَّحوا لبعض هؤلاء الجنود بأنَّ جميع الجنود سوف يحصلون خلال مدة 90 يومًا على المعلومات اللازمة لمساعدتهم في تحديد أعراض اضطرابات إجهاد ما بعد الصدمة وإصابات المخ كما أشار البيان إلى أنَّه سوف تتم دعوة الجنود للسعي إلى الحصول على العلاج إذا شعروا بأنَّهم في حاجة إليه!! وقال البيان إنَّ أخصائيي الرعاية الصحية العقلية سوف يقدمون المعلومات الخاصة بالبرنامج الجديد لوزير الجيش الأمريكي بيت جرين في البنتاجون اليوم الأربعاء. ومن جانبه قال مدير العاملين في الجيش الأمريكي الجنرال جيمس كامبيل: إن إصابة المخ البسيطة واضطرابات ما بعد الإصابة أمرٌ حقيقيٌّ حيث تؤثر على الجنود وتؤثر على عائلات الجنود؛ ونتيجة لهذا فهي تؤثر على جاهزية جيشنا. وقال كامبيل إنَّه يتذكر خلال فترة خدمته التي استمرت 37 عامًا مرتَيْن فقط أمر فيهما الجيش بفرض برامج التدريب التسلسلي الممتدة هذه. وأضاف كامبيل أن ثمة قضية إنسانية كبرى هنا وهي أنَّ هؤلاء القادة أو الجنود الذين يسعون إلى الحصول على المساعدة يمكن الشعور بأنهم ضعفاء، والنقطة الرئيسية وراء هذا البرنامج هو أنَّك إذا كنت بالفعل شخصًا تحتاج للمساعدة فإنَّ هذه الرغبة في الحصول على المساعدة لا يتم اعتبارها ضعفًا بل قوة، وشجاعة شخصية أنْ يقوم بها". ويقول خبراء إنَّ إصابة المخ البسيطة هي عبارة عن إصابة تصبح بمثابة جرح "توقيعي" من الحرب على "الإرهاب"، وإنَّ الإصابة تنتج غالبًا عن اقتراب الجنود من القنابل الموضوعة على جانب الطريق، أو مدافع الهاون أو المتفجرات الأخرى. ويقول الخبراء إنَّ أعراض هذه الإصابة مشابهة لتلك الناتجة عن صدمة أو هزة، وتبدأ من ردود الأفعال البطيئة وتنتهي بمشكلات معرفية أو عاطفية، وغالبًا ما تحدث اضطرابات إجهاد ما بعد الإصابة بسبب الشعور بالعجز في وقت حدوث الصدمة، وتظهر في ثلاثة أعراض، تتمثل في تكرار المعاناة من الحدث، وعدم الاستجابة العاطفية، واليقظة والحذر الزائدَين عن الحد. ويضيف الخبراء أنَّ إصابة المخ- والتي تتراوح معًا بين البسيطة والمتوسطة والشديدة- تتطلب لحدوثها حدثًا تحدث فيه إصابة، أما اضطرابات إجهاد ما بعد الإصابة فيمكن أن تحدث من التأثيرات المتراكمة للقتال أو الانتشار في مناطق الحرب لفترات طويلة. وخلال البرنامج العلاجي الذي يتضمن عروضًا تقديمية باستخدام الوسائط المتعددة مدتها 30 دقيقة سوف يتعلم الجنود من خلالها كيفية التعرف على الأعراض الرئيسية التي تحدث لهم ولغيرهم من الجنود، وبعد ذلك سيقوم المتخصصون بالإجابة على أسئلة الجنود المشاركين. وقد قام الجيش الأمريكي بإعداد أشرطة فيديو مُخصَّصة لأسر الجنود؛ بغرض جعلهم أكثر حساسيةً تجاه العلامات التحذيرية التي يمكن أنْ تظهر على المرضى والخيارات الخاصة بالعلاج.