[email protected] نعلم أن جهاز الكمبيوتر في حد ذاته لا يمكن أن يكون هدفا يسعي إليه المستخدمون و إنما هو وسيلة وأداة يمكنهم من خلالها الحصول علي خدمات أو تطوير الأداء أو تغيير نمط العمل وبالتالي فان الأساس في اقتناع المستخدمين باقتناء الكمبيوتر يعتمد في المقام الأول علي القيمة المضافة التي يمكن أن يقدمها هذا الجهاز لمستخدميه ومن ثم فبناء مجتمع المعلومات يرتبط بشكل وثيق بالقدرة علي زيادة القيمة المضافة الحقيقية للكمبيوتر والانترنت . وفي إطار الحديث عن أهمية صناعة المحتوي ونشر المعلومات وتوجه وسائل الإعلام عبر شبكة الإنترنت ودورها في تحقيق القيمة المضافة المنشودة لجهاز الكمبيوتر نتصور أن أحد أهم التحديات التي تواجه جميع المواقع الالكترونية العاملة في مجال تقديم خدمات المحتوي هو عدم انتشار مفهوم التقيم المالي لهذا المحتوي والتعامل معه كأصول لها قيمة مالية بما يساعد الشركات العاملة في مجال صناعة المحتوي الالكتروني لتوفير التمويل الميسر اللازم لتغطية تكاليف إعداد هذا المحتوي وتطويره . فالمعروف أن نجاح أي صناعة يعتمد علي مدي توافر نموذج اقتصادي يضمن تفوق الأرباح المتوقعة عن التكلفة إلا أن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة لصناعة المحتوي الرقمي فغالبية الشركات العاملة في هذا المجال تقوم بإعداد المواقع والبوابات الالكترونية وتقديم خدمات المحتوي ليس من قبيل إعادة بيعها مرة أخري ولكن طمعا في إيجاد مصادر تمويل لها والمتمثلة في الرعاية والإعلانات والمسابقات وبيع بعض الخدمات " كالبريد الالكتروني واللوجوهات وتحميل الأغاني ... " ومن ثم فان عدم توافر هذه المصادر من التمويل يجعل شركات صناعة المحتوي في موقف لا تحسد عليه وتكون بمثابة من يحاول أن يحرث في البحر فلا هو يستطيع أن يتراجع وفي نفس الوقت لا يستطيع الاستمرار والقيام بتطوير ما يقدمه من محتوي فتلجأ غالبية هذه الشركات إلي أسلوب الاقتباس والتكرار أو الترجمة فيكون المنتج النهائي شبه متكرر أو بلا جوهر حقيقي يستطيع أن يمس المستخدم النهائي . ولعل غياب هذا النموذج الاقتصادي لهذه الصناعة حتي الأن هو ما يفسر ضعف وعدم تنوع المحتوي الرقمي باللغة العربية لتفاقم حدة الازمات المالية التي تتعرض لها غالبية المواقع الالكترونية المتخصصة في تقديم المحتوي هذا ناهيك عن عدم تعامل غالبية مؤسسات الأعمال بجدية مع مفهوم الإعلانات عبر الانترنت " لاسيما في المواقع الالكترونية ذات الكثافة المرورية " ومن ثم لم يعد هناك سبيل أمام هذه المواقع إلا الاعتماد علي التمويل الذاتي والذي يبحث بدوره عن تعظيم العائد المادي بمعني أن يدرك المستثمر أن كل جنيه يتم إنفاقه علي إعداد هذا المحتوي الرقمي سينمو في المستقبل ويمكن تحديد هذا النمو وترجمته إلي قيمة نقدية تكون مقبولة لدي جميع المؤسسات المالية والبنكية . وهنا يكمن لب الحديث الا وهو ضرورة وضع مجموعة من المعايير المالية " المتعارف عليها عالميا " تسمح لكل صاحب موقع بمعرفة القيمة المالية الحالية لموقعه الالكتروني وذلك حتي تكون الأمور أكثر وضوحا وشفافية لاتخاذ اي قرارات تتعلق بتطوير المحتوي الالكتروني والاستمرار في ضخ استثمارات مالية وكيفية تعظيم القيمة المالية للمحتوي الرقمي هل من خلال الزيادة الكمية للمحتوي أم من خلال تجويد المحتوي والخدمات ذات القيمة المضافة أم عن طريق زيادة عدد زوار الموقع أم لابد من وجود معادلة تجمع كل هذا معا . للحديث بقية ....