أضافت أسعار العقود الآجلة للذهب نحو عشرة دولارات للاوقية يوم الجمعة الماضي منهية التعاملات عند اعلي مستوياتها منذ مطلع مارس. وعلي مستوي الاسبوع قفزت اسعار المعدن الاصفر النفيس ب 1%. و انهت عقود الذهب الآجلة لابريل جلسة الجمعة عند 560.50 دولار للاوقية في بورصة نيويورك مرتفعة ب 9.70 دولار خلال الجلسة و5.40 دولار فقط خلال الاسبوع نظرا لخسارتها 5.30 دولار علي مدي الجلسات الثلاث السابقة. يشار الي ان اسعار المعدن الثمين فقدت 24.70 دولار منذ نهاية يناير. ويري الخبراء ان استمرار تدهور الدولار عزز قناعة المستثمرين بان الذهب اصبح ملاذا اكثر امانا لحفظ اموالهم مما يتوقع معه مواصلة ارتفاع الاسعار. وقال ستيف شيفيرد احد محللي مؤسسة "جي بي مورجان" ان اسعار الذهب ستشهد استقرارا علي المدي القصير بسبب موسم الاعياد الهندية الذي يؤدي الي ركود في الطلب خلال فترة تمتد من ثلاثة الي ستة اشهر. لكنه توقع مواصلة صعود الاسعار علي المدي الطويل انعكاسا لقوة الطلب ونمو انتاج المناجم. وتأثرت حركة الذهب ايضا بمخاوف تتعلق باشتعال معدل التضخم بعد صعود اسعار البترول وظهور تقرير يوضح زيادة مبيعات المنازل الامريكية ب 5.2% في فبراير وهو اسرع ايقاعاتها منذ عامين. وعادة ما يلجأ المستثمرون لشراء الذهب في الوقت الذي تلح فيه الضغوط التضخمية لحماية القوة الشرائية. ويذكرفي هذا الاطار ان اسعار الذهب حلقت عند 873 دولاراً للاوقية عام 1980 في بورصة نيويورك عندما قفزت الاسعار الاستهلاكية الامريكية باكثر من 12%. الغطاء الذهبي وباعتباره وعاء استثماريا آمنا حرصت البنوك المركزية في انحاء كثيرة من العالم زيادة غطائها الذهبي في السنوات الاخيرة. علي سبيل المثال اوضح مجلس الذهب العالمي صعود قيمة المخزون الذهبي لدي البنك المركزي الصيني بنحو الضعف الي 10.8 مليار دولار مقارنة ب 6.6 في نهاية 2002 وهي المرة الاخيرة التي قامت فيها الدولة الآسيوية بزيادة مخزونها. ووفقا لاحدث احصائيات المجلس يبلغ حجم احتياطات بنك الصين من الذهب 600 طن. وحرصت الصين علي مضاعفة احتياطاتها الذهبية في الفترة من 2000 وحتي 2002 مما اثار الانتقادات الحادة لوزير الخزانة البريطاني جوردون براون الذي انتهج سياسة معاكسة اتجهت نحو بيع جزء من المخزون الذهبي. ونتج هذا عن خسارة بريطانيا لارباح تزيد علي 3.6 مليار دولار لان عملية البيع تمت في الفترة من 1998 الي 2002 التي شهدت تراجعا في اسعار المعدن النفيس. ولم يحذ حذو براون غير نظرائه في سويسرا وهولندا اللتين أقبلتا علي بيع الذهب بصورة حادة طوال الخمس سنوات الاخيرة. وتسبب قرار سويسرا ببيع 908.3 طن من الذهب فيما بين يناير 2002 ومارس 2005 في ضياع ارباح تقدر ب 8 مليارات دولار علي الدولة. و دفاعا عن عمليات البيع قال البنك المركزي السويسري انها تمت بهدف تنويع المخزون الاجنبي للبلاد. ورغم تلك السياسة ما زالت سويسرا تحتفظ بمخزون ذهبي ضخم يقدر ب 1290 طنا يساوي 23.1 مليار دولار علي عكس بريطانيا التي لا يتجاوز مخزونها 310.8 طن تعادل 5.6 مليار دولار وهي قيمة بسيطة مقارنة بمثيلاتها في دول غرب اوروبا. هذا ويمثل الذهب 11.6 % من اجمالي الاحتياطي الاجنبي للمملكة المتحدة. علي الجانب الآخر حرص الخبراء الماليون في الصين علي زيادة استثماراتهم الذهبية. واستفادت العملاقة الآسيوية من تعافي اسعار الذهب من ادني مستوياتها في عشرين عاما في اواخر التسعينيات واوائل الالفية الجديدة الي قرب اعلي مستوياتها في 25 عاما مؤخرا. وقاد التعافي قلق المستثمرين من تخاذل الاقتصاد الامريكي وقوة الطلب علي المجوهرات. ولع و تتصدر الولاياتالمتحدةالامريكية التي تمتلك اكبر اقتصاد في العالم قائمة الدول الحريصة علي تنمية مخزونها الذهبي. ويقدر الاحتياطي الامريكي من الذهب ب 8135 طناً تساوي 146 مليار دولار وتؤلف 73.2% من اجمالي المخزون الاجنبي. ويشارك الولاياتالمتحدة في ولعها بالاستثمارات الذهبية كل من المانيا وايطاليا اللتين تحتفظان باكثر من نصف مخزونهما الاجنبي في صورة سبائك ذهبية كما هو الحال في فرنسا رغم تقليصها حجم احتياطيها الذهبي. الفضة وفي سوق الفضة ارتفعت الاسعار الي اعلي مستوياتها في 22 عاما تدعمها انباء حول اقتراب الموافقة علي ادراج صندوق جديد لتداول الفضة يتبع المؤسسة المالية العملاقة "باركليز جلوبال انفيستور" في بورصة نيويورك. واغلقت الفضة تعاملات الجمعة عند 10.74 دولار للاوقية وهي قيمة لم تشهدها منذ اواخر 1983 مضيفة 3.6% خلال الاسبوع و9% منذ نهاية فبراير. ولم تصدر الموافقة النهائية علي الصندوق الا ان لجنة السندات المالية والبورصة اعلنت موافقتها علي تغيير احد القوانين حتي يمكن السماح بادراجه في البورصة الامريكية مما زاد فرص الموافقة عليه الي اكثر من 90%. وفي حالة الموافقة عليه سيتم تدعيم الصندوق بحوالي 130 مليون اوقية من الفضة بصورة اولية مما يقفز باسعارها الي مستويات قياسية جديدة. معادن اخري و في اسواق المعادن الاخري صعدت عقود البلاتين الآجلة لابريل الي 1051.60 دولار للاوقية ارتفاعا ب 5.20 دولار خلال الجلسة و1.7% خلال الاسبوع. اما اسعار عقود البلاديوم الآجلة ليونيو فاضافت 10.85 دولار منهية التعاملات عند 334.05 دولار للاوقية صعودا ب 4.5 % عن مستوي اغلاق الجمعة قبل الماضي.
