رفضت حركة حماس وهي في المعارضة أن تشترك مع حركة فتح في العمل السياسي، وقالت ان هناك خلاف جوهريا بينهما بشأن اتفاقية أوسلو التي أسفرت عن قيام سلطة الحكم الذاتي، وبينما وافقت حركة فتح علي صيغة المفاوضات مع اسرائيل واعترفت بوجودها وأبرمت معها اتفاقات فإن حماس تري أن هذا الخط غير سليم ولا يؤدي إلي تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، وظلت حماس علي موقفها الرافض للتعاون سياسياً حتي جاءت الانتخابات وفازت حماس بالأغلبية البرلمانية التي تؤهلها لتشكيل الحكومة بنفسها ووحدها. وللحق فإن حماس لم توافق علي هدنة مع اسرائيل ولكنها امتنعت عن تبني أعمال عنف أو مقاومة بعد الاتفاق علي التهدئة مع الجانب الاسرائيلي في محاولة لتنفيذ اتفاقات وتفاهمات شرم الشيخ. الان تدور مفاوضات صعبة وعسيرة تحاول خلالها حماس أن تشكل الحكومة الجديدة بمعاونة فتح ومشاركتها ودعمها. ولا نعرف بالضبط كيف يمكن التزاوج بين اتجاهين متعارضين والمفهوم أن يتحرك كل طرف في اتجاه نقطة في المنتصف لا تتعارض مع رؤيته وتساعد في تحقيق أهدافه، ولكن أين تقع هذه النقطة؟ وهل من الطبيعي أن يكون الاتفاق بينهما علي أرضية وجهة نظر حركة حماس المناهضة لمبدأ الاعتراف بإسرائيل إلا وفق شروط محددة، وهي النقطة التي تجاوزتها حركة فتح منذ وقت أوسلو بصرف النظر عن تعثر التفاهمات والاتفاقات وتراجع الوعود، أم ستكون أرضية الاتفاق هي وجهة نظر فتح التي اعترفت واتفقت وتسعي إلي مفاوضات الحل النهائي. يبدو أن التزاوج صعب في هذه المرحلة خاصة أن المجتمع الدولي يبدي تحفظات علي حركة حماس وتتصاعد مخاوفه من تولي اسلاميين متشددين لزمام السلطة في منطقة خطرة كأرض النزاع الاسرائيلي الفلسطيني وبالتالي فإن التزاوج المحتمل حدوثه والنقطة التي يمكن الالتقاء عليها هي تنفيذ برنامج الرئيس الفلسطيني في الأساس والتخلي مؤقتاً عن البرنامج الذي وضعته حماس والذي يبدو أنه برنامج نظري يفتقر إلي آليات التنفيذ. ويصبح السؤال هل من الميسور أن تتخلي حماس عن برنامج الثوابت التي طرحتها في برنامجها الانتخابي؟ وهل من الممكن أن تتخلي فتح عن الثوابت التي طرحتها وتعاملت بها خلال الفترة الماضية ومنذ اتفاق أوسلو؟ هذا الزواج صعب ويكاد يكون مستحيلاً!!