بعد الهبوط الذي سيطر علي السوق المصري خلال الأيام القليلة الماضية ظهرت حالة من القلق والترقب بين صغار المستثمرين وتعددت التساؤلات عن السبب الرئيسي وراء هذا الهبوط.. أجمع الخبراء علي أن الهبوط الذي يشهده السوق حالياً ما هو إلا مرحلة تصحيحية كان لابد منها خاصة في هذه الفترة بل وكانت متوقعة من أجل تقوية السوق وتدعيمه واستكمال نشاطه. وأشاروا إلي أن التصحيح سيوفر نوعاً من الأمان للسوق وهي ظاهرة صحية وطبيعية فليس من المعقول أن يستمر السوق في حالة صعود مستمر دون أن يتخلله فترات جني أرباح. وطالبوا بعدم الإفراط في القلق الذي ينتاب المستثمرين بسبب هذا الهبوط خاصة أن السوق المصري قوي ومتماسك ويختلف كثيراً عن السنوات الماضية والتي كان من الممكن أن يتأثر فيها. أوضح الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار أن عمليات التسييل للاكتتاب الجديدة لم تكن هي السبب الحقيقي وراء موجة الهبوط التي يتعرض لها السوق منذ عدة أيام. أرجع السبب إلي زيادة اندفاع المتعاملين الأفراد نحو عمليات البيع غير المدروسة والعشوائية ونسبتهم المئوية في السوق المصري ليست قليلة بل تشكل عاملا قويا ومؤثرا في تعاملات السوق اليومية مشيراً إلي أن هذا هو السبب الحقيقي وراء الهبوط. أكد عصام خليفة أن الهبوط الذي يشهده السوق حالياً هو أمر طبيعي وصحي للغاية بالنسبة لأي سوق في العالم فليس من المعقول أن يواصل أي سوق في العالم مسيرة صعوده دون أن تتخلله فترات تصحيحية ومثلنا مثل أية بورصة في العالم فكان الهبوط الذي شهده السوق في الأسعار إلي حدود جاذبة للشراء ومن ثم سيعود السوق إلي مساره الصحيح مرة أخري ليواصل صعوده ونشاطه. أضاف أن المستثمر لابد وأن يكون لديه فكر واضح بحيث يمكنه من حسن التعرف حيال هذه الأمور ولابد أن يكون لديه الوعي والثقافة الاستثمارية وأن يكون لديه نظرة استثمارية طويلة الأجل وإذا ما لاحظ أن محفظته حدث بها هبوط فإنما يكون ذلك انخفاض دفتري ومن ثم يعاود الارتفاع. أكد عصام خليفة أن فترات التصحيح التي تحدث حالياً ويعقبها فترة من الهبوط الحاد في السوق لا يمكن أن تصل إلي مرحلة الخطورة أو تصيب نوعاً من القلق الذي قد يسيطر علي المستثمرين خاصة أن الوضع الآن يختلف تماماً عن الفترات السابقة والتي كان يشهد فيها السوق هبوطاً قد يمتد إلي عدة شهور وربما سنوات وإنما الهبوط الذي قد يسيطر علي السوق حالياً لا يتعدي سوي عدة أيام قليلة وإن دل ذلك علي شيء فانما يدل علي مدي قوة السوق وتماسكه. وشهد السوق فترات تصحيحية خلال عام 2004 و2005 وحدث هبوط في الأسعار إلا أن الهبوط لم يستمر سوي لثلاثة أو أربعة أيام فقط ثم عاود السوق نشاطه وبنجاح وبكفاءة. أشار خليفة إلي أن نقص الوعي والخبرة الاستثمارية لدي بعض الأفراد المتعاملين في السوق قد يكون له تأثيره السلبي علي أداء التعاملات والسوق بصورة عامة. أكد أن هناك عاملين أساسيين مرتبطين بهبوط السوق وهما عمليات البيع والشراء مؤكداً أن كل بائع يقابله مشتري والوقت حالياً متاح جيداً لشراء. توقع أن الهبوط سينتهي وسيبدأ السوق فترات صعوده ويكمل نشاطه ولا داعي للخوف والقلق. أكد عيسي فتحي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للمجموعة الاستراتيجية لتداول الأوراق المالية أن هناك عدة عوامل مترابطة أدت إلي هبوط السوق خلال الأيام القليلة الماضية ولعل أهم هذه العوامل هو الإفراط في نشر التحاليل غير المنطقية والتي تحذر فيها الناس من ارتفاع الأسعار وأن هناك مخاطر مقبل عليها السوق خاصة إذا ما تم نشر هذه التحاليل في صحف مقروءة أكد أن مثل هذه التحاليل الاقتصادية قد يشوبها نوع من عدم الدقة ولها تأثير سلبي كبير علي أداء السوق خاصة أن الإنسان المصري يصدق دائماً ما تتناوله الجرائد طالب وبنظرة منطقية وموضوعية عند تناول مثل هذه التحليلات لأداء السوق المصري. استبعد عيسي فتحي أن تكون عمليات التسييل من أجل الدخول في الاكتتابات الجديدة المقبلة هي السبب الرئيسي وراء هبوط السوق خاصة أن سهم مصر للألومنيوم كان موجوداً بالسوق وتم الإعلان عن أنه سيتم طرحه بسعر مقارب لسعر السوق.