كشف تقرير اقتصادي صدر مؤخرا عن الحكومة الامريكية عن تفاقم عجز الميزان التجاري الامريكي ليقفز بنسبة 18% خلال 2005 وهو التراجع الموسمي الرابع علي التوالي وذلك بسبب تزايد الطلب الاستهلاكي علي الواردات وارتفاع اسعار البترول وقوة الدولار مقابل العملات الاخري. وذكر التقرير ان قيمة الفجوة التجارية وصلت الي 725.8 مليار دولار اي تقريبا ضعف قيمة العجز في 2001 وسط ارتفاع في الواردات الي السوق الامريكية بنسبة 12% في حين ان الصادرات لم تنمو الا بنسبة 10%. وفي الوقت الذي تشهد خلاله اسواق التصدير الامريكية نموا بطيئا واسعار البترول مازالت عند مستويات مرتفعة يتوقع اقتصاديون القليل من التحسن في الميزان التجاري الامريكي خلال العام الجاري مما يعني ان امريكا لابد وان تستمر في الاعتماد علي ضخ قوي للنقد الاجنبي بالاسواق المالية في السوق المحلية. ويأتي العجز التجاري الامريكي بالنسبة للمنتجات البترولية ليمثل 29% من اجمالي قيمة العجز ليرتفع 25% في 2004. فقد قفزت واردات امريكا من البضائع البترولية بنسبة 39% لتصل الي قيمة 251.6 مليار دولار بعد ارتفاعها بنفس النسبة في 2004. وباستثناء واردات البترول والمنتجات البترولية الاخري من المتوقع ان ينمو العجز التجاري الامريكي بنسبة 10% ليصل الي 537 مليار دولار. وعلي الرغم من انخفاض اسعار البترول واسعار الطاقة الاخري اواخر العام الماضي مما ساعد علي تقليص حجم واردات امريكا من المنتجات البترولية تأتي هذه الاسعار لترتفع مع بداية هذا العام بسبب ما يتصاعد بشأن البرنامج النووي لايران. وخلال العام الماضي تفاقم العجز التجاري الامريكي مع الصين ليصل الي 201.6 مليار دولار وهو اعلي قيمة عجز تجاري تسجله امريكا لم تسجله من قبل مع أي دولة اخري الا انه خلال ديسمبر 2005 انكمش العجز التجاري الامريكي مع الصين بنسبة 11.9% ليمثل قيمة 16.3 مليار دولار ومع اليابان سجلت امريكا عجزا تجاريا بلغ 82.7 مليار دولار اي ارتفع بنسبة 9.4% عن 2004. وتأتي بعد اليابانكندا التي سجلت معها امريكا عجزا تجاريا وصل الي 76.5 مليار دولار اي ارتفع بنسبة 15.1% عن 2004 في حين تزايد العجز التجاري لامريكا مع الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول "اوبك" بنسبة 29% الي 92.7 مليار دولار.