الفخ الوزاري الذي يدخله كل من يتحمل المسؤلية الوزارية يذكرنا بتأشيرة (ط.ب) التي كانت تعطي للمسافرين المصريين عند رغبتهم في مغادرة مصر لاي سبب من الاسباب ايام العهد الناصري! وتأشيرة (ط.ب) هذه لمن لم يعايش تلك الفترة كانت تعني ضرورة التزام من يحصل علها بالسفر علي خطوط الطيران العربية - اي انه ليس مخيرا او حرا في اختيار اي خطوط اخري - وخطوط الطيران العربية هي الاسم السابق لشركة مصر للطيران.. وكانت النكته الشعبية الساخرة في ذلك الوقت تترجم (ط.ب) بجملة طبيت برجليك في اشارة الي رفض هذه التأشيرة نفسيا علي اعتبار انها قيد اضافي علي السفر للخارج قبل ان يكون ذلك مرتبطا بالشركة الناقلة بشكل اساسي. والفخ الوزاري فيما اتصور ليس ببعيد عن هذا المعني وان كان يبدو - وهذا صحيح في اغلب الاحيان - ان الاختيار يكون بارادة الوزير ولكن المقصود ان النتيجة في النهاية ان هذا الوزير يدخل برجليه الوزارة ليلقي في حالات كثيرة ما لايحمد عقباه او ما لا يمكن ان يتصوره او ينتظره .. ويبدو ان اغراء المنصب الوزاري في مصر اكبر من يقاوم مهما كانت مشاكله او صعوباته او ان الاشباع النفسي الذي يحصل عليه الوزير يهون امامه اي شي آخر!! من الغريب ان الشارع المصري بمختلف فئاته وقطاعاته يكون دائما في حالة استنفار وترقب عند حدوث اي تغيير وزاري او تشكيل وزاري جديد... ومن الغريب ايضا ان رؤساء الوزارات علي مر العقود القليلة المنصرمة في مصر يساعدون بقصد او بدون قصد علي اعطائ