إعداد - مروة نصار: في الوقت الذي تشهد فيه السوق الامريكية للعقارات تباطؤا في عدد من المدن الاوروبية خلال الصيف الماضي وهو الامر الذي انتقلت عدواه للكثير من المناطق العقارية التي كانت تشهد ازدهارا حتي بالامس القريب. تشهد اسواق العقارات بالصين وعدد من دول شرق آسيا وهو ما يطلق عليه الشرق الاقصي ازدهارا ملحوظا بعد ان اتجه عدد من البنوك العالمية الي انشاء صناديق للاستثمار في هذا المجال ويعتبر مصر "ماكواري" الاسترالي هو احد هذه البنوك والذي خصص في الاونة الاخيرة ما لا يقل عن 5 مليارات دولار للاستثمار في سوق العقارات التجاري وذلك من خلال صندوق جديد مملوك له جزئيا. ويمتلك المصرف 49% من مخصصات الصندوق والموجه للصين منذ فترة ليست بالبعيدة. وينتظر ان يتم تخصيص 600 مليون دولار من الصندوق لشراء عقارات في الصين وهو ما يعتبر اعلي معدل استثمار لمصرف غير اسيوي. ويقول محللون ان العقارات الصينية اصبحت علي شاشة الرادار للكثير من مديري الصناديق والبنوك وذلك لاول مرة. ليس ذلك فقط بسبب ما توفره من عوائد مرتفعة او بسبب ان الاستثمار في هذا المجال ينطوي علي مخاطر عالية ولكن ايضا بسبب ان النمو في سوق الايجارات اصبح واعدا بصورة اكبر من السابق ولا يعني ذلك باي حال من الاحوال ان المصرف الاسترالي بانه الوحيد من نوعه في هذا المجال فهناك بنوك اخري اتجهت منذ زمن بعيد مثل مورجان ستانلي وجولدمان ساكس وميريل لينش وهذه البنوك جميعا صارعت لابرام صفقات كبيرة في مجال العقارات خلال العام الماضي. وتعتبر شركة "هينز" هي المستثمر الامريكي الوحيد في مجال التنمية العقارية والذي اقتحم هذه الاسواق في منتصف التسعينيات ودخل الي الصين بالاضافة الي حفنة من المنافسين من سنغافورة وهونج كونج وتايوان. وفي اعقاب ذلك توافدت العشرات من المؤسسات المالية والعقارية الي الصين ومع ذلك لايبدو الامر سهلا علي الاطلاق فهناك الكثير من التحديات في وجه هذه الشركات من بينها القيود المفروضة من جانب الحكومة ونقص السياسات العقارية الصالحة للبناء فضلا عن الضرائب المرتفعة نسبيا. وقصة نجاح "ماكواري" طويلة فقد وصلت الي الصين في منتصف التسعينيات وركزت علي التنمية العقارية من خلال مجموعة من الصناديق والدخول في تحالفات مع شركات صينية ابرزها مجموعة "فيرست تشاينا بروبيتي" وهي شراكة مع شركة "شرودر ايشيان بيروبيتز" وفي العام الماضي بدأ البنك في الاسراع في انشطته ليس فقط من خلال الشراء المباشر لتسعة من المراكز التجارية وعدد من المجمعات السكنية ولكن ايضا من خلال الاستحواذ علي صناديق للتنمية العقارية. ومع ذلك يقول خبراء ان الاستثمار في هذا المجال لايزال محدودا خاصة من قبل الشركات الغربية ولكنه يتنامي بسرعة. وفي حين كان عدد هذه المشروعات واحدا في العام الماضي قفز في العام الحالي الي خمسة أو ستة مشروعات. وتكمن المشكلة في ان السوق العقاري يتم السيطرة عليه من قبل مشغلين محليين مثل "كابيتال لاند اوف سينجابور" الذي استثمر حوالي مليار دولار في بكين وحدها خلال الخمسة عشر شهرا الماضية اما المجموعات الاوروبية لا تركز علي المدن الكبري مثل شنجهاي او بكين وتحاول التركيز علي مناطق صينية اخري مثل "شونج كوينج" و"هان" و"شونج دو". وعلي النقيض يشهد سوق العقارات الامريكي تراجعا ملحوظا ففي "مانهاتيم" تراجع متوسط السعر حوالي 13% في الربع الثالث اما في فيرجينيا والقريبة من العاصمة واشنطن فقد ارتفع عدد المنازل المعروضة للبيع بنسبة 50% مقارنة باغسطس 2004.