أصبح دور رجال لأعمال محوريا وأساسيا في الحياة المصرية بمختلف قطاعاتها، وزاد ذلك الدور وضوحا خلال الحملات الانتخابية للرئاسة، وخاصة فيما يتعلق ببرنامج مرشح الحزب الوطني الذي يعتمد تنفيذه في جزء كبير منه علي رجال الأعمال وكما تؤكد الصورة السياسية الشاملة فقد تزايدت مساهمة رجال الأعمال في دوائر صنع القرار بمختلف مستوياتها، وأصبحوا شريكا أساسيا في صناعة المستقبل. وترصد العالم اليوم "الاسبوعي" في هذه المتابعة موقع رجال الأعمال في العملية الانتخابية من خلال دراسة حالة ل"الحزب الوطني" الذي ينطوي فيه عدد من أبرز رجال الأعمال في مصر، ونحاول رصد دورهم في العملية الانتخابية من خلال الأدوات التي يمكن أن يساهموا بها وخاصة أصوات العاملين لديهم.. بالاضافة إلي توقعاتهم لنسب مشاركةالناخبين في الانتخابات. من جانبه يشير د.إبراهيم كامل رئيس مجموعة شركات كاتو وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني.. أن دور رجال الأعمال في المشهد السياسي له أهميته ويأتي نتيجة اقتناعهم بأن الرئيس مبارك هو أكثر الرؤساء الذي شجع إقامة المصانع والمشروعات الإنتاجية وأن حكومة د.أحمد نظيف والمجموعة الاقتصادية بصفة خاصة قد قامت بمجهودات لا يمكن انكارها في مجال اصلاح الضرائب والجمارك وتحسين مناخ الاستثمار وإحداث تغييرات تستهدف جذب المستثمرين وإقامة مشروعات تستوعب فرص عمل كثيرة. ويوضح د.إبراهيم كامل أن لديه خمسة آلاف موظف وعامل لدي معظمهم بطاقات انتخابية وستقوم شركته بتوفير وسائل انتقالهم إلي اللجان الانتخابية مشيرا إلي أن الحزب الوطني والعاملين في الحملة الانتخابية حريصون أن يكون هناك التزام جاد علي جميع المستويات للتأكد من عدم حدوث أية تجاوزات وتحقيق أفضل وأرقي انتخابات في تاريخ مصر. ولا ينفي د.كامل مخاوفه في أن تكون مشاركة الناخبين في التصويت أقل من المأمول تحقيقه ويقول:أتمني أن يقتنع المواطن المصري بأهمية الادلاء بصوته، فهناك من يتقاعس لاعتقاده أن النتيجة محسومة لصالح مرشح ما وذلك هو ما يقلقني وخاصة في لمدن أكثر من الريف ويتوقع مشاركة نسبة 20% من الناخبين الذين لهم حق التصويت في المدن الكبيرة مشيرا إلي أن النسبة إذا وصلت إلي 20% من الاصوات المقيدة بالجداول الانتخابية سيكون سعيد جدا وسيكون سعيدا بنفس القدر إذا ارتفعت هذه النسبة في الريف إلي 40%. ويشير د.إبراهيم إلي أن الرئيس مبارك كان بامكانه أن يمارس عمله كرئيس دون أن يضطر إلي القيام بجولات انتخابية ويعتمد علي اسمه وتاريخه وخدماته للمواطنين وأن يقوم أعضاء الحزب الوطني وكوادره بالدعاية له، لكنه أراد أن يرسخ قيمة ديمقراطية ويلف علي الدوائر الانتخابية مثله مثل أي مرشح آخر ويكرر في خطاباته عبارة "إذا اعطيتيموني صوتكم". ثقافة التنافسية ويشير رجل الأعمال محمد أبو العينين عضو مجلس الشعب أن هناك ثقافة جديدة بدأت تعلم في المجتمع المصري تبشر بمستقبل غير تقليدي لم يقم علي أساس التنافسية في كل موقع بدءاً من موقع رئيس الجمهورية وانتهاء بأدني مستويات الادارة في مصر، يصبح علي كل مواطن أن يختار المرشح الذي يثق في برنامجه الانتخابي، وسوف يتحرك الحزب بكل قواعده الشعبية إلي صناديق الاقتراع ويتمثل دور رجال الأعمال في تدعيم الحزب وبرامجه ويلفت إلي أن هذه التجربة الديمواطية ترسخ لدي المواطن الاحساس بأهمية صوته لأنه سيحدد مصير مصر ويؤكد أن من شأن ذلك زيادة اقبال الناخبين علي الإدلاء بأصواتهم ويتوقع أبو العينين أن تصل نسبة مشاركة جماهير الناخبين إلي 70% من مجموع عدد الناخبين. الرقم الجيد أما سعيد الالفي رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب فيري أنه من الصعب التنبؤ بحجم المشاركة في التصويت باعتبارها المرة الأولي منذ عصور الفراعنة التي تشهد مصر فيها انتخابات رئاسية كما لا يمكن مقارنتها بأية انتخابات سابقة، ويقول: لو شارك الناخبون القيدون بنسبة تتراوح بين 30% إلي 40% ممن يحق لهم التصويت سيكون هذا الرقم جيدا ويوضح أن ذلك لا يرجع إلي تقاعس الناخبين ولكن أيضا إلي ضرورة تنقية الجداول الانتخابية التي يوجد بها اخطاء املائية تمنع بعض الناخبين عن الادلاء بأصوتهم مشيرا إلي أنه يتذكر ناخبا اسمه فادي ومكتوب اسمه في الجداول نادي ولذلك رفض القاضي المشرف علي اللجنة مشاركته في التصويت إذا كان قد تم بالفعل تحسين وتنقية الجداول فسيكون معدل التوافد علي صناديق الاقتراع أعلي معربا عن أمله أن ترتفع نسبة التصويت علي الرغم من أن المنافسة أمام مرشح الحزب الوطني ليست قوية وهو الأمر الذي قد يجعل الناخبين متقاعسين عن الذهاب إلي لجان الانتخاب. حوافز واتوبيسات كما يوضح رجل الأعمال فريد فتحي جورج عضو مجلس محلي أسيوط وصاحب مصنع لإنتاج اسطوانات البوتاجاز في العاشر من رمضان أنه وجميع العاملين لديه الذين يبلغ عددهم 270 عاملا من مؤيدي الحزب الوطني ولديهم ولاء شديد لأفكاره ومبادئه ويقول إن هناك تحفيزاً قوياً للعمال لكي يشاركوا في التصويت سواء من خلال وسائل نقلهم إلي أماكن الانتخاب كما سيحصل كل عامل علي أجر يوم بأكمله وبدلات أخري مؤكدا أن المشاركة العمالية في التصويت ستكون في أعلي معدلاتها. ويعتمد سامي أرميا صاحب مصانع للموبليا وشركة مقاولات بأسيوط - علي إقامة الندوات لتوعية العاملين لديه أو علي حد قوله تعليمهم "فين الصح وفين الغلط" وتعريف الجماهير بأهمية صوتها مؤكدا أن اعطاء حوافز مادية ليس حلا لأنه إذا أخذ العامل حوافز وبدلات اليوم ولا يأخذها غدا سيشعر ب "الضيق" ولذلك لابد أن يعتاد ويقتنع بأهمية صوته في هذه التجربة الديمقراطية الجديدة. ويضيف محمد عبدالمحسن أمين عام الحزب الوطني بأسيوط أن هناك تعاوناً وتنسيقاً من الحزب وجمعية رجال الأعمال في أسيوط والمنيا وسوهاج والوادي الجديد التي تتعامل مع 29 ألف عميل ومورد تم الاتفاق علي تقديم تسهيلات لهم مثل استخراج البطاقات وتوفير قروض بفوائد 2% ومنح لا ترد واسقاط ديون المتعثرين منهم وذلك في محاولة لتشجيعهم علي المشاركة في العملية الانتخابية.