قال عبدالحميد سليمان رئيس مجموعة السويفت في مصر ورئيس قطاع الحاسب الآلي ببنك مصر ايران للتنمية إن البنوك العاملة في مصر خطت خطوات مهمة نحو التوسع في تقديم الخدمات الالكترونية لعملائها وأضاف سليمان في حوار مع "العالم اليوم" أن البنوك ترصد جزءا من ميزانياتها السنوية لعمليات التطوير والتجديد بهدف جذب مزيد من العملاء وتعظيم ايراداتها. وتحدث عبدالحميد سليمان عن الجديد في عالم البنوك الالكترونية والسويفت، والانتقادات الموجهة للقطاع المصرف المصري من حيث استمرار ظاهرة الزحام بالفروع وضعف العادة المصرفية داخل المجتمع ورداءة الخدمات المصرفية المقدمة من قبل بعض الوحدات المصرفية. * لماذا تأخر دخول النظم الإلكترونية في بنوك مصر؟ ** لا يوجد بنك مصري ليس لديه نظم ولكن الاختلاف بين بنك وآخر يتمثل في مسألة أن هذه النظم لابد وأن تجري لها عملية تحديث مستمرة لمواكبة زيادة عدد العملاء ومتطلباتهم. فمثلا معظم البنوك التي لديها ماكينات صارف آلي ATM يجب ألا تقتصر ضمانها علي تقديم خدمة سحب الأموال أو معرفة الرصيد، بل ينبغي أن تتطور امكانياتها لتتيح تقديم خدمات أخري لتسهيل تعامل العميل مع البنك. كما أنه ليس كل البنوك لديها صيرفة الكترونية Internet Banking فبعض البنوك لديها والبعض الآخر في طريقه لذلك فمن لديه بنوك الانترنت يتحفظ في التوسع ومن لا يوجد لديه يخشي من مشاكل الانترنت والتي تتمثل في مشكلات الفيروسات ومشاكل القرصنة والمشاكل الأمنية وهو ما يدعو إلي ضرورة تفعيل قانون التوقيع الالكتروني حتي يصبح لكل عملية توقيع الكتروني مسئول عنه يتمكن من خلاله من إجراء جميع عملياته دون حدوث مشاكل. * هناك من يقول إن الخدمة المصرفية في البنوك المصرية متخلفة مقارنة حتي بالبنوك الخليجية ما هو ردكم علي هذا الانتقاد؟ ** المسألة تكمن في تكاليف تطوير البنوك فالبنوك الخليجية غنية بصورة تسمح لها بالتطوير المستمر أما بالنسبة للبنوك المصرية فالأمر يرجع إلي أن البنوك المصرية تقوم بموازنة أرباحها فتخصص جزءاً لتطوير خدماتها. ولو قمنا بزيارة للبنوك المصرية ولاسيما بنوك القطاع العام والبنك المركزي الذي يرصد مبالغ ضخمة لإقامة مشروعات ضخمة لوجدنا تطويراً مستمراً، ولكن هذا التطوير لا يمكن أن تلمسه بين ليلة وضحاها. * هل صحيح أن البنوك تبخل في الانفاق علي التكنولوجيا والتحديث والتطوير؟ وما أثر ذلك علي الخدمات المقدمة؟ ** لا البنوك المصرية لا تبخل في الانفاق علي التكنولوجيا والتحديث والتطوير فكل البنوك ترصد مبالغ كبيرة لتطوير تكنولوجيا المعلومات (IT) المستخدمة بالبنك، ولكن البنوك لن تضع كل آمالها أو ميزانيتها في تطوير وتحديث النظام الالكتروني المستخدم بالبنك، ولكنها تخصص جزءا منها لخدمة هذا المجال، للعمل علي تميز خدماتها ولجذب مزيد من العملاء، هذا إلي جانب المجالات الأخري التي تستهلك باقي ميزانيات هذه البنوك. * مشكلة الطوابير والزحام في البنوك؟ كيف يقضي عليها؟ ** الطوابير والزحام في البنوك ترجع أولا إلي سلوكيات المواطن المصري الذي يؤثر التعامل النقدي، فيقوم بسحب أمواله من البنوك نقدا، وينفقها أو يعطيها لاطراف أخري تقوم هي بدورها بايداع هذه الأموال مرة أخري في البنوك. فالأمر يرجع بشكل كبير إلي سلوكيات المواطن المصري الذي يؤثر التعامل النقدي المباشر بدلا من أن يقوم بدفع ما عليه من مستحقات من خلال البنك. وثانيا: ترجع هذه المسألة إلي وجود بعض النظم في عدة جهات لا تقبل وسائل الدفع ببطاقات الائتمان أو بالشيكات، فتفضل الحصول علي مستحقاتها نقدا (كاش) كفواتير الكهرباء مثلا، الأمر الذي يستوجب ضرورة تغيير هذه النظم لتقبل بوسائل الدفع الحديثة هذا فضلا عن وجود شريحة كبيرة من المجتمع من ذوي المرتبات المنخفضة، والتي لا تفكر في فتح حساب بالبنك حتي لا تتحمل هذه المرتبات الضعيفة أي خصم في هذه المرتبات الضعيفة نتيجة رسوم الخدمات التي يؤديها له البنك هذا إلي جانب شرائح أخري من المجتمع مازالت تفتقر إلي الثقافة للوعي الكافي التي يمكنها من التعامل مع البنوك. * وماذا عن الجديد في عالم البنوك محليا وعالميا؟ ** قامت شبكة السويفت بتطوير شبكتها منذ عام ونصف العام علي مستوي العالم حتي تواكب النظم العالمية لشبكات الاتصالات حيث تم تطبيق هذا التحديث في جميع المؤسسات المالية في العالم واستجابت البنوك المصرية لهذه المتغيرات حتي تواكب النظم الحديثة التي أصبح بها خدمات جديدة تقدمها السويفت، مثل تبادل الملفات الإلكترونية من شبكة السويفت في شبكة مؤمنة، فكل البنوك مشتركة في خدمة السويفت، ومن ثم تستفيد من الخدمات الجديدة التي أعلنت. كما يجري حالياًً الترتيب لندوة تفصيلية فنية، ومالية تحضرها كل المؤسسات المالية بمصر المشاركة في خدمة السويفت لتتعرف تفصيلياً علي هذه الخدمات من النواحي الفنية والمالية بغرض الاستفادة منها وأبسط هذ