فجرت تصريحات جمال العربي وزير التعليم لإحدي القنوات الفضائية مؤخرا، موجة غضب وتحركات واعتصامات متلاحقة بين المعلمين المتعاقدين بنظام الأجر كمدرسين وإداريين بمحافظة بني سويف، حيث أعلن الوزير عن انتهاء تعاقد هؤلاء مع نهاية شهر مايو المقبل، وعن أن وزارة التعليم ليست مسئولة عن قرارات بعض المحافظين بتحرير عقود مؤقتة لهؤلاء المعلمين، حيث إن تمويل هذه العقود يتم من الصناديق الخاصة حسب ظروف كل محافظة! وعلي الفور نظم أكثر من 500 معلم وإداري متعاقد بنظام الأجر، وقفة احتجاجية أمام ديوان عام محافظة بني سويف، مطالبين بالتثبيت، ومنددين بتصريحات وزير التعليم، ورفعوا لافتات تحمل عبارات مثل «الوزير لم يكن معلما».. أو «كلنا متزوجون، كيف نعيش؟!».. «مسالمين مسالمين، علي حقوقنا مصممين». ذكر المعلمون المعتصمون أن أجرهم الشهري لا يصل إلي 180 جنيها، ويخصم منها 40 جنيها تأمينات ومعاشات، وقد قبلوا بهذه العقود المؤقتة رغم تدني الأجور، أملا في تحسن ميزانية الدولة وتثبيتهم، أو حتي علي الأقل تحرير عقود مميزة لهم.. وأن المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف، لم يخطئ عندما قام بتحرير عقود لهم، ورغم ذلك فهم لم يحصلوا علي رواتبهم منذ تعاقدهم في ديسمبر الماضي.. إلي أن جاءت تصريحات الوزير التي أشارت فيها إلي أن الوزارة قررت إبعادهم نهاية العام الدراسي الحالي، الأمر الذي استفزهم وجعلهم يشعرون بأن الوزارة تمهد إلي إلقائهم في رصيف البطالة بعد ثلاثة أشهر علي الأكثر، وضياع مستقبلهم. وكان المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف، قد قام بتحرير عقود لما يقرب من 4 آلاف معلم بنظام الأجر، بعد اعتصامهم أمام مبني المحافظة، ووقوع اشتباكات بينهم وبين قوات الشرطة والجيش.. بل وقام عدد منهم بالإضراب عن الطعام في مستشفي بني سويف العام منذ حوالي شهرين، علي اعتبار أن هذه العقود التي حررها لهم سيتحملها صندوق الخدمة بالمحافظة إلي أن تتعاقد معهم الوزارة، الأمر الذي جاءت تصريحات وزير التعليم لتضع نهاية صادمة لذلك، وتدفع آلاف المعلمين إلي الثورة التي ينتظر زيادة اشتعالها عند نهاية شهر مايو القادم، عندما ينفذ الوزير تصريحاته، وينهي تعاقد الآلاف من شباب المعلمين!!