له العديد من التجارب المسرحية المهمة، ويحمل داخله مشروعات كثيرة تعيد للمسرح المصري رونقه شارك في تجربة فنية مؤثرة في أواخر السبعينيات داخل حزب التجمع يطلق عليها «مسرح الشارع» في وقت كانت السلطة تلاحق من يفكر بصوت عال، جاءت تجربة مسرح الشارع لتشير وتنبه المواطن للكثير من الأحداث وتعيش معه هموم يومه المرهق حتي أن بعض المسرحيات كانت تنتهي بمظاهرة ضد الفساد والظلم والقهر. هو صاحب التعبير المهم عن مسرحة الأدب حينما يقول «الرواية تمنح المسرح أجنحة ليحلق بها وتضع أمامه تحديات».. هو رئيس البيت الفني للمسرح ناصر عبدالمنعم الذي رفض من شهور ماضية نفس المنصب وقبله اليوم ليفاجأ بكم كبير من المشكلات التي بدأ في التخطيط لحلها رغم مرور أيام علي تقلده المنصب، حاورته «الأهالي» وجاء الحوار كما يلي.. ما أسباب رفضك منصب رئيس البيت الفني للمسرح في السابق وموافقتك علي توليه اليوم؟ لم أرفضه بل كان لي وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر وزير الثقافة السابق د. عماد أبوغازي حول فكرة الانتخابات والمكاتب الفنية داخل البيت، لتصوري أن رئيس البيت الفني للمسرح له رأي خاص في مساعديه والانتخابات في الفرق المسرحية مهمة جدا ففكرت أن يقدم كل رئيس فرقة مشروعا عن إدارة المسرح ومن خلالها نختار الأفضل، وهو ما وافقني عليه د. شاكر عبدالحميد الوزير الحالي والاختلاف في الرأي عادي. ماذا وجدت من مشكلات البيت الفني للمسرح؟ مشكلات كثيرة أهمها انعدام التخطيط والعمل يحكمه العشوائية وهو ما أدي لانفصال المسرح عن الواقع وهو أكثر الفنون اتصالا باللحظة الآتية كما هي مفترض ولم يتم التأسيس لفكرة الجودة في الأعمال المقدمة وأصبحت العشوائية هي السائدة في المشهد المسرحي. ما جوهر العملية المسرحية في رأيك؟ المسرح قائم علي الحوار وتعدد الأصوات وإيجاد منطق للآراء المتعارضة حتي وإن كانت شريرة وجوهر الصراع الدرامي شكل من أشكال الديمقراطية وجوهر العملية المسرحية قائم علي تساؤلات منها.. لماذا أقوم بالعمل في اللحظة الراهنة وهو معتمد علي قراءة الظرف التاريخي ولمن سأنتج وهو البعد الاقتصادي وكيف. ما آلياتك للتخطيط من جديد؟ - البيت مكون من 9 فرق مسرحية يغيب عنها فكرة الهوية فيما تقدم فرق المسرح الحديث يصلح للكوميدي ولهذا سنعمل علي تحديد الهوية لكل فرقة أولا أو دمج بعضها أو إلغاؤها وهذا بعد دراسة علمية ثم إعادة الهيكلة حتي نصل للمنتج نفسه. هل سيتم افتتاح مواقع مسرحية جديدة؟ بالفعل سيتم افتتاح مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية ومسرح المنصورة القومي، ومسرح طنطا وجميعها أماكن مخصصة للبيت الفني ولم تتم الاستعانة بها وهذا للتخلص من مركزية العاصمة. كيف تري الأعمال المسرحية المقدمة عن الثورة؟ - تناول الثورة ليس مطلوبا أن يكون توثيقيا لأن الفضائيات تقوم بهذا الدور وترصد ما يحدث بالفعل، أما الفن فهو القدرة علي النفاذ للحالة والطموح والإحباطات المصاحبة لها. مسرح الشارع ألا تراهن علي معادلات جديدة للفن؟ بالطبع وإذا ما قارنا بين ثورة يوليو 52، وثورة 25 يناير يمكن الوقوف علي المشكلة التي نعيشها، فالمسرح المصري ازدهر في الستينيات لأن من قاموا بثورة يوليو جاءوا للسلطة عكس ثورة يناير من قاموا بها إما في الشارع أو السجون، فالثورة لم تكتمل لتخلق معادلات جديدة في أي شيء. كيف كانت تجربة مسرح الشارع؟ كانت تجربة مهمة من بداية تأسيس حزب التجمع وبحكم اهتماماتنا كشباب وقتها قمنا بإنشاء مسرح الشارع أواخر السبعينيات وعرضنا في القري والنجوع مثل الصف، صول، بهتيم، السويس والسيدة زينب واستجابة الناس كانت جيدة رغم أن المتحكم في الشارع وقتها كان أمن الدولة، قدمنا مسرحيات مهمة منها «يوميات مواطن مطحون» فكان المسرح حالة تحريضية وكان رجال الحزب الوطني وقتها يقذفوننا «بالحجارة». هل ترغب في عودتها؟ لابد أن تعود لأن الشارع أصبح مفتوحا لكل الآراء وأراه خروجا من المأزق الحالي في ظل اعترافنا بأن المسرح الحالي لم يجتذب الجمهور الكافي لتحقيق المعادلة المسرحية. وكيف يمكن عودته من خلال البيت الفني للمسرح؟ لدينا فرقة اسمها «الساحة» في مرحلة مراجعة هوية الفرق، عليها التوجه لمثل هذه الأماكن المفتوحة مستخدمة ما قمنا باستنتاجه خلال التجربة وهو أهمية أن تكون المسرحية مكثفة قصيرة المدي، قائمة بذاتها وأنا شخصيا أعتز بهذه التجربة المهمة وأتمني توثيقها وكان يشاركني فيها عبلة كامل، أحمد كمال، منحة البطراوي، ناجي جورج وأعضاء التجمع وقتها فريدة النقاش، محمود حامد. تداعيات المرحلة تضفي حالة من التخوف من التيار الإسلامي ألا يقلقك وجودهم؟ ليس لدي تخوف بسبب أنها لو حاولت الحديث عن الجانب الأخلاقي فليس هناك مشكلة فيه داخل المسرح أما في حالة الحديث عن حرية الإبداع والتعبير فهنا المشكلة وسنكافح لمواجهة ذلك، نحترم الإرادة الشعبية التي جاءت بهم وأعتقد أن جبهة حرية الإبداع ستدافع عن الحريات كافة. أنت متفائل بنسبة كبيرة ما السبب؟ متفائل بنسبة كبيرة تفاؤل بعيد المدي فنحن وصلنا لتجربة ديمقراطية مهمة لم تحمل التزوير التقليدي المعتاد والواقع نفسه هو المحك وهو ما يجعلني متفائلا رغم أن المصريين صوتوا للإسلام السياسي في الانتخابات. الدولة أعمالك المسرحية السابقة تبحث عن الشخصية المصرية، كيف تراها بعين المبدع الآن؟ أراها في شخصية رفاعة رافع الطهطاوي الشيخ المستنير الذي ذهب لفرنسا وتزحم الدستور الفرنسي والعديد من الكتب المهمة وله مواقف رائعة من المرأة والولاية أتمني لو قدمت عملا مسرحيا أن أقدمه الآن لأن ما طالب به منذ مائتي عام هو ما رفعت الثورة شعاراته في يناير. كيف تري الدولة وعلاقتها بالمسرح؟ السؤال هو ماذا تريد الدولة من المسرح وبناء عليه تكون علاقتها به فالدولة لا تدعم المسرح الدعم الكافي رغم أهميته ويد التطوير والإصلاح لم تمد له إطلاقا، ودور العرض متهالكة والموازنة المالية ضعيفة ولا تؤدي الدور المنوط بها لذا فازدهار المسرح مرهون بموقف الدولة بشقيه «مسرح مستقل أو قطاع عام» وأعتقد أن الدولة أهملت المسرح لعدم اهتمامها بثقافة المواطن من الأساس. هناك دور عرض مسرحي كبري في أماكن سيئة ومزدحمة كيف تري الحل؟ بالفعل فمنطقة العتبة بها اشتباكات يومية بين الباعة الجائلين بالمولوتوف والرصاص، والفنانون يجدون صعوبة في الوصول إليه، أيضا المسرح القومي رغم تسجيله أنه أثر وله حرم فحالته مزرية وتبيع سيدة بجواره «المحشي» وأعتقد أن كل هذا يحتاج من الدولة لإعادة تخطيط إذا كانت هناك رغبة حقيقية في ازدهاره. ما حقيقة تبديد ميزانية البيت الفني للمسرح الذي ثار الحديث عنه قبل توليك المنصب؟ الحقيقة أن الفترة الماضية كانت صعبة جدا ومن القسوة أن نقيمها فبعد 25 يناير ظن العاملون في البيت الفني للمسرح من فنانين وحرفيين وفنيين أنهم سيحصلون علي حقوقهم فحدث سوء تخطيط فقط وليس تبديد وأقيمت الكثير من العروض مما أدي لصرف الميزانية اعتمادا علي تعزيز وزارة المالية المعتاد في شهر يناير وهو ما لم يحدث. هل ستضع معايير جديدة للموافقة علي النصوص المسرحية؟ بالطبع وسنبدأ في تنفيذها بداية من يوليو القادم لأنني رفضت انتظار الانتهاء من الارتباطات السابقة حتي وإن لم تناسبني، فسيتم عمل لجنة متخصصين حول النصوص ولن يكون المعيار الوحيد جودة النص بل ارتباطه بالواقع ومدي مواءمته للظروف وجذبه للجمهور وسيتم إنشاء إدارة للتسويق. ماذا عن أجور الفنانين الكبار؟ سنقوم بالمفاوضة مع النجوم الكبار الذين بدأوا من المسرح ونطالبهم بالمشاركة في الأعمال المسرحية ومراعاة هذه الفترة الحرجة حتي تتم زيادة اللوائح المالية للفنانين لأنها غير مناسبة فالفنان القدير يحصل علي 7 آلاف جنيه فقط في الشهر. كيف تري مسرحة الأدب؟ هو مشروعي الأصلي، أعشق تحويل الروايات لمسرحية كما فعلت مع خالتي صفية والدير، أيام الإنسان السبعة وغيرها وأراها مخرجاً من أزمة المسرح، أزمة التجديد والابتكار والنصوص المكررة فالرواية تمنح المسرح خيالا يجعله يجدد نفسه رغما عنه.