كالمعتاد تنشأ الازمات ثم نعود ونبحث عن مصدرها، فمنذ ظهور صفحة الامر بالمعروف والنهي عن المنكرعلي شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك وحدثت عاصفة من الرفض في المجتمع لم تهدأ حول عزم بعض الجماعات السلفية المتشددة إنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر علي غرار الهيئة القائمة في المملكة العربية السعودية ووصل عدد مشتركي الصفحة الي 5 الآف مشترك في اليوم الاول ودعت الصفحة إلي طلب متطوعين للعمل بها، كما أعلنت الصفحة عن بعض الوظائف التي اشترطوا فيها "الالتزام الديني وقوة البنيان والرغبة في نشر شريعة الله ولم يشترطوا الانضمام لأي حزب سياسي كاشفة عن ان العصي المكهربة ستكون وسيلتها في تطبيق شرع الله علي المخالفين في الشوارع . رغم نفي حزب النورالسلفي صلته بهذه الصفحة الا ان الصفحة تحمل شعار حزب النور كما احتفل القائمون عليها بالنتائج الجيدة التي حققها حزب النور في الجولة الثالثة في انتخابات مجلس الشعب علي الموقع الرسمي للهيئة كما تناثرت انباء عن دعم الحزب للقائمين علي انشاء الصفحة بمبلغ 1500 جنيه كقسط اول لتأسيسها الامر الذي يضحد زعم حزب النورعدم صلته بالصفحة. اغلب التيارات السياسية الاسلامية في مصر نفت علاقتها بهذه الصفحة ومنها جماعة الاخوان المسلمين وجماعة الدعوة السلفية لكن الشيخ يوسف البدري الداعية الاسلامي دافع عن الفكرة بشراسة وروج لها علي شاشات الفضائيات واعد لتنفيذها مشروعا مكتوبا عبارة عن مقترح بانشاء وزارة تسمي وزارة الحسبة او الامر بالمعروف والنهي عن المنكرة تكون مسئولة عما سماه بالقضاء علي الفجور والسفور في المجتمع. وقال البدري ان الامربالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شعائر الاسلام وفرض عين علي كل مسلم مساويا بينها وبين الصلاة وان تركها يتسبب في نقمة الله علي المجتمع . وحدد البدري مهام هيئة الامر بالمعروف او وزارة الحسبة في ان تكون مسئولة عن ضبط الاخلاق في الشوارع مثل منع التدخين ومخالفات المرور والقاء القمامة ومراقبة الاسواق ومنع الغش التجاري والاحتكاروالتأكد من سلامة السلع الغذائية قبل بيعها ومتابعة تطبيق الإسلام في المدارس والمستشفيات والمؤسسات العامة والجامعات . مضيفا ان الامر بالمعروف لم يقتصر في تطبيقه علي العامة من الناس في الشوارع فقط بل سيطبق حتي علي ائمة المساجد والمعلمين في المدارس والاطباء في المستشفيات والاساتذة في الجامعات . قادمة لا محالة ومما يؤكد ان هذه الصفحة مدعومة من قبل جماعة قوية ماديا ودعويا هو وصول شحنة صواعق كهربائية واردة للهيئة صادرتها سلطات جمارك ميناء السويس، وهي الشحنة التي أعلنت عنها من قبل ليستخدمها أفراد الهيئة في مهمتهم في شوارع مصر، وأكدت خلال صفحتها علي الفيس بوك مُصادرة شُحنة الصواعق الكهربائية التي كانت تنتظر الإفراج الجُمركي قائلة ،" لا حول ولا قوة إلا بالله تعالي، تريدون أن تُطفئوا نُور الله؟، تُريدون أن تُطفئوا نُور الشريعة؟، لا والله وألف لا، فالشريعةُ قادمة لا محالة". هذه الصفحة اثارت المخاوف لدي الكثيرين لما ستسببه من فتن في المجتمع بسبب استخدام القوة في فرض الشريعة والغاء شرعية وسلطة القانون حيث سيتحول المجتمع من دولة ذات نظام مؤسسي الي هيئة استبدادية تفرض ارادتها علي كل المؤسسات لتقوم بوظيفة وزارة التموين والداخلية وتتداخل مع دور الاحياء وهيئة النظافة والمرور والتعدي علي دور الازهر ووزارة الاوقاف في الوعظ والافتاء لتعطي لنفسها حق الوصاية علي المجتمع في المراقبة والتنفيذ باسم الدين. الازهر علي لسان شيخه الاكبرد.أحمد الطيب رفض انشاء اي مؤسسات تزاحمه في اداء رسالته الدينية والدعوية، وأعلن رفضه القاطع لما يسمي ب هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وأكد أن الأزهر هو المرجعية الإسلامية الوحيدة القائمة علي الشأن الديني في مصر. هيئة مناقضة ووصف د. محمود عاشور وكيل الازهر السابق عضو مجمع البحوث الاسلامية هذه الهيئة بأنها خروج علي دور مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية، مؤكدا انه لايجوز انشاء هيئة مناقضة لنظام الدولة تؤدي الي إحداث فتنة وحرب اهلية في المجتمع وتسبب التناحر والتشاحن الدائم و تزيد التعصب وترفع من درجات العنف المجتمعي وتكرس للطائفية . وأوضح عاشوران الامر بالمعروف في الاسلام هو وظيفة اهل العلم من علماء الامة الاسلامية تقوم علي التفريق بين الحق والباطل ويتوقف ذلك عند حد الدعوة والنصح وليست جهة او جماعة غير معروف توجههم او انتمائهم يستخدمون الكرباج والعصي لضرب الناس في الشوارع . وأضاف الشيخ محمود عاشورأننا لن نسمح بوجود جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مضيفاً أن مصر سوف تتصدي لهؤلاء المتاجرين بالدين . وشدد عاشور علي أن الإسلام دين الرحمة والموعظة الحسنة حيث يقول الله عز وجل: {ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} مخطط اما جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الانسان فقد اعتبر هذه الصفحة مجرد مخطط لالهائنا عن تحقيق مبادئ الثورة مضيفا انه وسيناريو متكرر لتقسيم المجتمع واشعال الفتن بهدف شغل الناس عن المطالبة في سرعة محاكمة الرئيس السابق والقصاص للشهداء وحذر عيد من الانسياق وراء هذه الدعوات التي وصفها بالفارغة والانشغال بترسيخ الديمقراطية واحترام والريء الاخر بدلا من الاعتداء علي الحريات الشخصية والعقائدية .