بدأت الرحلة عندما توجهنا أنا وانجي يونس ومحمد جلاب من مقر جريدة «الأهالي» بميدان طلعت حرب إلي محطة مترو السادات، وكانت بانتظارنا الزميلة ألفت مدكور في محطة مارجرجس.. وبمجرد وصولنا إلي مجمع الأديان بمصر القديمة أول ما يلفت انتباهك رائحة البخور الرائعة التي تفوح مطلة علي الزائرين وكأنها ترحب بمجيئهم ليجدوا أنفسهم متتبعين هذه الرائحة العطرة التي تقودهم للكنيسة المعلقة. وأما الكنيسة المعلقة بدأ المشهد مثيرا للانتباه من شدة الزحام حيث يتجمع أمامها المسلمون والمسيحيون مصريين وأجانب أطفال وكبار يتمتعون بالنظر إلي هذا الصرح العظيم. وبمجرد دخولنا من باب الكنيسة كان عم وجيه البواب أول من قابلنا وقام بتوجيهنا إلي مفاتيح وأسرار الدخول بل قام ايضا بشرح معاني بعض اللوحات الموجودة بمدخل الكنيسة وعلي رأسها صورة السيدة العذراء، وهي تحمم ابنها بالماء وكذلك صورة القديسة دميانة والاربعين شهيدة، وايضا صورة يوسف النجار وهو يحمل المسيح إلي ارض مصر ومعهما ملاك يحميها من أي شر. وكان أجمل ما في رحلتنا داخل السبع كنائس بمجمع الأديان هي «مريم جورج» والتي تعمل خادمة بالكنيسة حيث رافقتنا في رحلتنا وحكت لنا قصة الكنيسة المعلقة مؤكدة أنها بنيت علي برجين من حصن بابليون القديم وتعود الكنيسة للقرن الرابع، وتم بناؤها علي شكل سفينة نوح حيث يعني ذلك «الخلاص» حيث كانت هذه السفينة لسيدنا نوح وأولاده بمثابة الخلاص من الطوفان. وأضافت مريم أن الكنيسة ترتفع عن الأرض حوالي 13:14 مترا وهي بنيت بالنظام البازلكي المصري وبها «ابنل» وهو ما يعرف بالمنبر مصنوع من المرمر ويعد من أقدم المنابر الموجودة في مصر حيث يعود للقرن الخامس، والمنبر كما عرفته مريم هو مكان مرتفع يلقي منه الإمام أو القسيس الخطبة، وهذا المنبر مبني علي 15 عمودا يتوسطه عمود يرمز إلي السيد المسيح. وتضم الكنيسة أقدم أيقونة في مصر ترجع للقرن الثامن الميلادي فيها البتول مريم وهي تحمل المسيح في مهده وتشبه هذه اللوحة صورة الموناليزا حيث تجدها تنظر إليك من جميع الجوانب وقالت مريم إنها تاريخيا أقدم من صورة الموناليزا ومن الكنيسة المعلقة إلي كنيسة مارجرجس التي بنيت عام 684م التي تختلف في بنائها عن المعلقة حيث صممت علي شكل دائرة لترمز عن اللا بداية واللا نهاية، ويوجد بها نافذة تطل علي حصن بابليون ويتوسط سقفها صورة للسيد المسيح وهو يحمل الانجيل والملائكة من حوله وبين نوافذ الكنيسة تلميذ من تلاميذ السيد المسيح وهذا ما أكده روماني مسئول الكنيسة. وتتكون الكنيسة من ثماني أعمدة تمثل أيام الدنيا حسب الاعتقاد المسيحي 6 أيام التي خلقت فيها الدنيا والسابع الذي ارتاح فيه الرب علي عرشه والثامن يرمز إلي يوم القيامة، وهذه الكنيسة في الأصل كانت للروم الارثوذكس واسقفها روماني الجنسية. وعرفت كنيسة العائلة المقدسة بكنيسة العذراء والتي تضم البئر المبارك التي شربت منها السيدة العذراء والسيد المسيح وهما يحتميان بكهف صغير أسفل الكنيسة وتروي القصص أن السيدة العذراء عندما ضربها العطش قامت بنبش الأرض حيث تفجر هذا البئر من بين يديها. ولم تنته رحلة محرري الأهالي داخل السبعة كنائس والتي تضم معها مقابر الجالية اليونانية الأرثوذكسية. بل استمرت الجولة داخل كنيسة أبي سرجة الموجود بها المغارة التي اختبأت بها السيدة العذراء وسكنت بها العائلة المقدسة، وكنيسة السيدة العذراء الأثرية بقصرية الريحان وأخيرا كنيسة السيدة بربارة، ومزار الشهيد مارجرجس. ولم ينس محررو الأهالي اضاءة الشموع لروح القديسين المسيحيين هذه العادة التي اعتادوا عليها منذ القدم بهدف الانارة ثم صارت عادة روحانية علي روح الشهداء والقديسين.