استضافت مدينة بلجراد مؤخرا الدورة 77 لمؤتمر القلم الدولي بمناسبة مرور والأردن، كوريا، فرنسا، انجلترا، الهند، الصومال، غينيا، النيجر وكينيا وغيرها.. وتضمن موضوع المؤتمر «الأدب لغة العالم» من منطلق أن البشرية في وقتنا الحالي تواجه الكثير من العنصرية والصراعات في معظم الظروف نتيجة الأيديولوجية والأديان والمصالح التجارية. لمدينة بلجراد خلفية تاريخية معبرة عن الآثار الموجودة بها والمباني، والأبراج التي تنتمي للعصور القديمة، وبها منظمات مستقلة ومسرح قومي، يقدم الموسيقي الرائعة والأوبرا، ومن أشهر علمائها نيكولا وفاسكويويا و دانيلوا. ويعد مركز القلم الدولي في بلجراد أقدم ناد علي مستوي العالم، بدأ فعالياته سنة 1926، ويرجع ذلك لجهود الكتاب السابق ذكرهم، فهم مؤثرون في مجتمعهم، ويعملون علي تحسين المستوي الثقافي علي مستوي العالم في مجال الأدب، كما يعبر نادي القلم عن الانفتاح ويمثل روح الحضارة لديهم ويعبر عن ثقافتهم. والجدير بالذكر أن المؤتمر خطط لأنشطة ثقافية حول حرية الكلمة، ففي منطقة الشرق الأوسط كانت هناك صحوة احتجاجات ضد الحكومة والتي بدأت في تونس في ديسمبر 2010 وانتشرت بسرعة في الإقليم كله حيث موقف الكتاب والصحفيين لازال مستمرا. وخلال أيام المؤتمر السبعة وضعت قرارات متصلة بعمل لجنة السجون، وفي سوريا نجد أن قمع المظاهرات التي قامت ضد الحكومة لازال مستمرا، والكتاب في خطر، فقد تم اعتقال البعض منهم طلال الملوحي والكاتب الصحفي نجاتي طيارة، وكلاهما في خطر من سوء المعاملة والمرض، وقد تم الإفراج عنهما في يونيو 2011 وهناك كتاب ونشطاء، مهنم ضمنهم أعضاء نادي القلم التونسي كانوا قادرين علي الاجتماع والكتابة بحرية في السجن عبر التليفونات وقد قامت لجنة السجون في تونس في أبريل 2011 بعمل تقرير بالتضامن مع مجموعة تبادل الآراء التونسية وحرية الفكر العالمي وطرحت الكثير من الموضوعات المهمة والملحة، وكان لهذا تأثير علي الإقليم ككل، وعلي عملية التحول لكثير من الأماكن في المجتمع خاصة الإعلام، ولازالت هناك هجمات مزعجة علي الكتاب المستقلين من السلطات، ففي مايو 2011 تم احتجاز 20 مراسلا بواسطة البوليس لأنهم قاموا بتغطية المظاهرات في عاصمة تونس وعلي الرغم من تحديات الثورة في تونس، فقد فتح المسار للتحول الديمقراطي لعام مضي حيث اشتعلت شرارة التحركات المماثلة للتغيير في الشرق الأوسط وما بعدها. كما ناقش نادي القلم الدولي خلال جلسات المؤتمر، احتياجات لجنة المؤتمر الدولي لكاتبات نادي القلم أولا، ليتم ترتيبها خاصة في ضوء التغيرات المستمرة للبيئة التي يشتغل بها، وقد شارك في المؤتمر الوفد المصري المكون من إقبال بركة رئيس نادي القلم الدولي «الفرع المصري». أيضا قرأ «أ. جوزيف مارياتيريكابدس» رئيس لجنة الترجمة والحقوق اللغوية، ونوقشت، المجهودات التي تمت بخصوص النهوض بالترجمة وحقوق الإنسان، ففي يونيو 8 - 9 كانت هناك حلقة دولية في ونوسيتا «بلد الباسفيك» في استراتيجية الاعتراف والدفاع عن الحقوق اللغوية والتي عقدت في تركيا «أوارهابول بيلبو» مع نهاية سبتمبر سوف تعقد حلقة في برشلونة، منظمة بواسطة «سيمن» عن الحقوق اللغوية، وفي نصف نوفمبر يعد لحدث مهم في برشلونة، للتقديم الرسمي للمنشور تحت رعاية رئيس كتالونيا والسلطات العالمية ومنشور جيرونا وهو وثيقة مهمة ومقيدة، وتسمح لنادي القلم بتقوية المشهد العالمي في دورة الدفاع عن الحقوق اللغوية. وعلي هامش المؤتمر تم توقيع «بروتوكول» تعاون بين اتحاد كتاب مصر، واتحاد الكتاب الصربي، بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة المصرية ووزارة الثقافة الصربية، بحضور كل من الكاتب محمد سلماوي أ. فيدا رئيس نادي القلم الصربي. ومن ضمن فعاليات المؤتمر أيضا، افتتاح مهرجان للأدب ودارت قراءات إبداعية في المسرح القومي لبعض الكتاب، شارك فيها من مصر كل من إقبال بركة، محمد سلماوي، حسام نصار. كما تم افتتاح مهرجان أدبي بعنوان «حرية الكلمة» في المركز الثقافي بمدينة «نيوفساد» وأقيم حفل كوكتيل في مدينة نيسن وهي أكبر مدينة بعد بلجراد في تعداد سكانها وتضم أيضا بعض الآثار والكاتدرائيات النادرة.