يحرق الأحياء السكنية وينذر بنشوب حرب جديدة تشهد ولاية"جنوب كردفان" التي تقع بين شمال السودان وجنوبه صراعات مسلحة بين الجيش السوداني وجيش الحركة الشعبية وطالت بدورها المدنيين عندما قام الجيش السوداني بضرب الأحياء السكنية بدلا من ضرب جيش الحركة الشعبية مما أدي لحرق بيوت المدنيين الريفية سهلة الاشتعال بهذه المنطقة. من جانبه أدان مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالقاهرة في مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي ما يحدث من اعتداءات يمارسها الحزب الحاكم "المؤتمر الوطني"والجيش السوداني علي هذه المنطقة وتنبأ بحدوث صراعات جديدة في منطقة "النيل الأزرق" و"أبياي" في الفترة القادمة وتوسيع دائرة الحرب. وأدان "نصر الدين كشيب" رئيس مكتب الحركة بالقاهرة التعتيم الإعلامي علي هذه الأحداث ووصف إياها بعملية مقصودة شرع فيها حزب المؤتمر الوطني لإبادة شعب "جنوب كردفان" وانه قد سبق وأعلن الجهاد ضد أهالي تلك المنطقة في عامي 1991-1992 . وعن بداية الأحداث الجارية في المنطقة قال "كشيب" تحركت عشر دبابات من الجيش السوداني أول الأسبوع الماضي نحو مدينة "كادوقلي" بجنوب كردفان لنزع سلاح قوات الحركة الشعبية بالمنطقة فافتعلت هذه المشكلة لحماية تنصيب الوالي الجديد من الخرطوم يوم 5 يونيو ، وقد بدأت تلك القوات بنزع سلاح قوات حماية الحياة البرية في المنطقة منصاعين للأمر إلا أنهم وجدوا عدم صحة القرار فقاموا بإعادة تسليح أنفسهم من مخزن للسلاح بالمنطقة وتمركزوا "بكادوقلي" و "أمدورين" بجنوب كردفان . وأضاف أن الوفيات التي شهدتها صراعات منطقة كردفان هي ليست من السلاح وقذف الصواريخ فقط وإنما من الحرائق التي نشبت في البيوت المبنية بالقش التي تنتشر في هذه المنطقة الجبلية كما تسببت هذه الصراعات في أزمة غذائية بالجنوب ونقصا في الدواء والسلع . وأشار "كشيب" إلي حدوث انفلات امني نتيجة تمرد بعض قوات الجيش السوداني علي بعضها واتهم الجيش الشعبي بإثارته وفي منطقة "الدلنج" تم تكليف الفرقة 14 لنزع سلاح الجيش الشعبي إلا أنها تمردت وانضمت للجيش الشعبي ،وعن حجم قوات الحركة الشعبية في جنوب كردفان ذكر "كشيب" أنها تتجاوز ال50 ألف فرد لم ينتما للحركة إلا لحل مشاكل منطقتهم. وعلي اثر الانفلات الأمني فشلت مفاوضات وفد من الخرطوم يضم وزير الدفاع السوداني و"ياسر عرمان" من الحركة الشعبية للتفاوض مع "عبد العزيز الحلو" وتم الاتفاق علي معاودتها ولكن بمجرد مغادرة طائرة وزير الدفاع تم ضرب مدينة "كادوقلي" بالمدفعية ودك منزل "الحلو" وحرق العديد من أحياء المدينة وامتد الضرب للمناطق الأخري بجنوب كردفان، ومنذ الثلاثاء الماضي تقصف المنطقة بالطيران و تتم تصفيات داخل الأحياء لبعض أعضاء الحركة من أبناء النوبة. كما تصادف مؤخرا زيارة وفد من مجلس الأمن لمنطقة جنوب كردفان نتجت عنها افتعال الحكومة مشكلة مع قوات الحركة الشعبية لتغطي علي هذا الحدث وقامت بإحراق منطقة آبيي واحتلتها حتي لا يلتقي الوفد بالولي "احمد هارون" المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية عن جرائم الحرب. وكشف "كشيب" عن رفض الحركة الشعبية لتحرير السودان عن تأخير الإحصاء السكاني والسجل الانتخابي وتزويره بمنطقة "جنوب كوردفان" مما استلزم إعادة إجرائه ، وانتهاك القوات الحكومية البرتوكول الخاص بنزع هذه الأسلحة بلجوئها للعنف وتنصلها من الترتيبات الأمنية المقررة للولاية وقامت بمعاملة أبناء المنطقة كأنهم رعايا دولة أجنبية. ومن جانبه يناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة القيام بواجبهم تجاه أبناء "جنوب كردفان" التي تملئ جثثهم الشوارع وكذلك رفع مستوي حماية المواطنين من البند السادس الذي ينص علي المراقبة والمتابعة إلي البند السابع وهو حماية أبناء المنطقة وتوفير الإغاثة والعلاج بشكل عاجل كما يناشد مجلس الأمن بمناقشة الأوضاع في جنوب كردفان خلال جلسته يوم الجمعة لمناقشة قضية آبيي . وعن مستقبل التعاون بين الشمال والجنوب يقول "كشيب": الأزمات المتتالية في هجوم الشمال علي الجنوب والصراعات بينهما لا تنبئ بالتعاون والتكامل الاقتصادي والاجتماعي المأمول خاصة بعد أن تم غلق الميناء النهري وتوقفت التجارة البسيطة التي كانت تقوم علي المناطق الحدودية بالرغم من الوعود باستمرارها وعلي الجنوب أيضا أن يبحث عن أماكن أخري ليصدر لها البترول فضلا عن الشمال السوداني. ويري "كشيب" الحل انه قبل إعلان الدولة ضرورة إبرام اتفاق بخصوص تابعية وولاية هذه الدول المأهولة بالصراعات وان تحسم هذه المسالة تماما وبقرار سياسي وتحديد الولاية عليها وبالتالي تحديد أوجه التعاون بين البلدين . عبر "عماد الخور" الأمين العام لمكتب الحركة بمصر عن استيائه حيال الانتخابات التي أجريت بجنوب كردفان مؤخرا بها وفوز "احمد هارون "مرشح حزب المؤتمر الوطني علي المرشحين الآخرين "تلفون كوكو" و"عبد العزيز الحلو" مرشح الحركة الشعبية فهي انتخابات وصفت بالتزوير كما رفضها مواطنو المنطقة لأن "هارون " متهم مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية لجرائم حرب ارتكبها بإقليم دارفور. وأضاف "الخور": تصعيد القوات المسلحة الوضع بشكل مخيف وضربها منطقة جنوب كردفان ودك منزل "عبد العزيز الحلو" وحرق وتدمير الكثير من المنازل وتشريد المواطنين من المنطقة وبدء ضرب مكثف للمواطنين بالطائرات منذ الأسبوع الماضي و حتي اليوم أما القوات المسلحة الدولية المتواجدة بالمنطقة حاولت احتواء الموقف وأجلت المواطنين إلي خارج المنطقة ومن بينها قوات مصرية ، وعبر عن استياء الحركة الشعبية وعدم رضاها علي ما يقوم به المؤتمر الوطني في حق أهالي منطقة جنوب كردفان .