الشغب يجتاح الملاعب المصرية من جديد في الثامن والعشرين من فبراير عام 1993 تسببت (طوبة) ألقاها أحد المتعصبين من جماهير استاد القاهرة، في إلغاء نتيجة فوز مصر علي زيمبابوي في المرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم التي استضافتها الولاياتالمتحدة، وقرر الإتحاد الدولي إعادة اللقاء في مدينة ليون الفرنسية في الخامس عشر من إبريل من نفس العام، ليحافظ الحارس بروس جروبيلار علي نظافة شباكه في هذا اللقاء و يصعد منتخب بلاده للمرحلة النهائية من التصفيات و تحرم هذه "الطوبة الغبية" منتخب مصر من التواجد في العرس العالمي للمرة الثانية علي التوالي والثالثة في تاريخه. مر من الزمن الكثير ولم تختف مثل هذه الأفعال الشاذة من ملاعبنا، بل زادت كما وكيفاً فهذا حادث قذف حافلة منتخب الجزائر الشقيق بالحجارة، وذاك تشابك مؤسف بين جماهير الأهلي وجماهير المصري قبل مواجهة الفريقين في ختام الجولة الثامنة عشرة للدوري، أعقبه اعتداء علي موكب لاعبي الأهلي العائد عند مدينة الإسماعيلية، وبين هذين الحادثين المؤسفين حدث ولا حرج سواء تعلق الأمر بشغب جماهير الزمالك وهجومها علي مقر النادي الأهلي بالجزيرة عقب أحد مواجهات الفريقين في كرة اليد التي نتج عنها أحكام قضائية للمشاغبين، أو حادثة (الجلابية) الشهيرة في نهاية لقاء الزمالك والإفريقي التونسي في إياب الدور الأول لدوري أبطال إفريقيا التي أظهرت مصر بصورة سيئة للغاية وخلفت الكثير من الأضرار المالية ليصل الأمر إلي تحويل من قاموا بهذه الأعمال التخريبية إلي محكمة الجنايات. الأغرب من ذلك أن جماهير ألتراس الأهلي توعدوا جماهير بورسعيد بالثأر لأنفسهم في الإسكندرية خلال مباراة الاتحاد والمصري المقبلة. كرة القدم رياضة "الفير بلاي" أوالروح الرياضية، تحول بعض أنصارها في مصر إلي مجموعة من المجرمين و(البلطجية) الذين لا هم لهم ولا متعة إلا التخريب والإَضرار بالممتلكات العامة والخاصة، وتحول نشاطهم من الهتاف والمؤازرة والتشجيع والدعم المعنوي لأنديتهم داخل المدرجات إلي القيام بحروب العصابات داخل وخارج الميادين التي أنشأت من أجل تهذيب النفوس والرقي بها وإمتاعها بفنون كروية راقية.. ومن جانبه أكد أيمن يونس عضو مجلس ادارة اتحاد الكرة أن معظم روابط مشجعي الأندية شاركت بفاعلية في ثورة 25 يناير التي غيرت نظرة العالم لمصر وشعبها وبدأ البعض ينادي بضرورة تقليد ثورتنا البيضاء النظيفة وتدريسها ليتعلم النشء والشباب في هذه الدول كيف قام المصريون بثورتهم البيضاء ضد الظلم والقهر والطغيان، ومن هنا توسمنا خيرا في جماهير وروابط الاندية لذلك حاربنا من اجل اعادة الدوري للحياة من جديد حتي يتسني لجماهير الكرة المصرية التعبير عن مدي تغيير سلوكهم من خلال المدرجات، لكن للأسف تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فقد خذلت جماهير الاندية نفسها وشعبها والعالم كله بما يحدث منها داخل وخارج الملاعب الآن.. وأشار طه اسماعيل نجم الاهلي الاسبق الي انه لابد من التعامل بقوة وحزم من جانب الشرطة مع هؤلاء المخربين الذين يصرون علي تشويه صورة مصر الجميلة النقية دون وازع من ضمير أو أخلاق أو وطنية.. كما لابد أن تغلظ لجنتا المسابقات والطواريء باتحاد الكرة عقوباتها علي من تثبت ادانته في تلك الوقائع المشينة وعلي كل من تسول له نفسه الخروج عن النص داخل ملاعب كرة القدم .. فالرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة صارا عنوانين لتقدم الشعوب، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن وبشدة، لماذا يصر البعض علي تشويه مصر ما بعد الثورة؟ وإذا لم تغير ثورتنا التاريخية سلوكنا وتجعلنا أكثر حرصاً علي صورة كنانة الله فمتي نتغير؟