منعاً للأقاويل والشكوك والإثارة كان من واجب اتحاد الكرة ولجنة المسابقات إصدار بيان رسمى قبل بداية مباريات الجولة الأخيرة للدورى التى تقام اليوم لتحديد المعايير التى تضمنتها اللوائح لتحديد الفريق الثالث، الذى سيهبط من بين 4 فرق المحلة والجونة والمقاولون والمصرى، وهل سيتم الأخذ بفارق الأهداف فى حالة تساوى أكثر من فريق فى عدد النقاط؟ أم سيتم الأخذ بنتائج اللقاءات المباشرة؟ مع الوضع فى الاعتبار أن المحلة خسرت على ملعب الجونة فى الذهاب بهدف للاشىء قبل أن يتم إلغاء النتيجة وإعلان فوز المحلة اعتبارياً 2/صفر، بسبب إشراك الجونة للاعب حاصل على الإنذار الثالث، أم أن الاتحاد سيقيم كما تفعل كل الدول الأوروبية مباراة فاصلة أو دورة بين الفرق فى حالة تساويها فى عدد النقاط، وهو ما أعتقد أنه المعيار الأصلح لتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع، وبدلاً من ظلم بعض الفرق بفعل فاعل كما حدث فى الموسم الماضى مع نادى الاتصالات لتحقيق أغراض شيطانية. ■ سأعود 17 سنة للوراء لأثبت أن الكرة المصرية كانت ومازالت تدار بالفهلوة والعشوائية ففى يوم 26 فبراير من عام 1993 شهد استاد القاهرة إقامة مباراة مصر مع زيمبابوى فى إطار المجموعة التمهيدية «ج» لتصفيات مونيال أمريكا 94 وانتهت المباراة بفوز مصر 2/1 أحرزهما أشرف قاسم وحسام حسن، مما يعنى تصدر مصر للمجموعة ووصولها إلى التصفيات المؤهلة للمونديال إلا أن أحد المهووسين ألقى طوبة خلال اللقاء أفسد فرحة الجماهير، وكان من الطبيعى أن تتقدم زيمبابوى بشكوى إلى الاتحاد الدولى مع استنادها إلى تقرير مراقب المباراة الذى تضمن الواقعة، إلا أن رئيس الاتحاد المصرى آنذاك صرح وزعم وأكد أن الطوبة ما هى إلا ثمرة من البرتقال والنتيجة قبول «الفيفا» بعد مشاهدة شريط اللقاء الشكوى وتوقيع غرامة مالية على مصر مع إعادة المباراة على استاد مدينة ليون الفرنسية يوم 15 أبريل لتنتهى بالتعادل السلبى لتتصدر زيمبابوى فرق المجموعة وتتأهل إلى التصفيات النهائية، فى حين خرج منتخب مصر بسبب بعض المتهورين وكذبة وفهلوة رئيس الاتحاد الأسبق الذى حاول خداع الفيفا. وبالعودة إلى أيامنا الحالية سنجد أن «شيخ العرب» سار على نفس الدرب وطبق نفس الفهلوة المصرية، حين زعم أن لاعبى الجزائر قاموا بتحطيم الحافلة التى كانت تقلهم من المطار إلى الفندق فى القاهرة، بل أكد أنهم افتعلوا إصابتهم على اعتبار أن تحطيم الحافلة قد تم من الداخل وليس من الخارج، واتضح بعد ذلك أن بعض المتعصبين من الشباب المصرى هم السبب فى إلقاء الطوب وهو ما تضمنه تقرير مراقب المباراة، والغريب أن زاهر اعترف لاحقاً بالحقيقة وبررها بأنها تحدث فى كل أنحاء العالم. واعتقد أن ادعاءات «شيخ العرب» بالإضافة إلى خروج إعلام البلدين عن النص وتبادل السباب، ومنه سقطة أحد مقدمى البرامج الفضائية ضد الجزائر، وترويج الشائعات التى وصلت إلى مقتل أحد مشجعى الجزائر والمظاهرات الصاخبة أمام السفارة الجزائريةبالقاهرة أدت إلى وقوع اعتداءات على المصريين فى الخرطوم والخسائر الفادحة للاستثمارات المصرية بالجزائر. ويبدو أن «شيخ العرب» مازال على عناده ومحاولاته المستمرة حتى بعد فشله فى انتخابات الاتحاد العربى للتنصل من المسؤولية والتقليل مما وقع بتصريحاته المتناقضة بالامتناع عن المشاركة فى المسابقات العربية وبأن أقصى عقوبة من الفيفا على مصر لن تتعدى غرامة 100 ألف دولار واللعب خارج القاهرة مباراتين فى تصفيات المونديال القادم، إلا أنه تناسى أنه كان أحد الأسباب الرئيسية فى تخريب العلاقات التاريخية ليس بين مصر والجزائر فقط بل مع الغالبية العظمى من الدول العربية.