في الوقت الذي استمرت فيه المظاهرات في الإسكندرية التي شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، تسببت حالة الفراغ الأمني في إصابة الأهالي بالهلع خوفا من تعرضهم للسلب والنهب أو القتل والذي تردد من شهود عيان أن بعض القائمين علي أعمال الترهيب هم بعض رجال الشرطة الذين أرادوا الانتقام من المواطنين لمواجهة الفراغ الأمني قامت القوي والأحزاب السياسية بتشكيل لجان شعبية مسلحة «بالشوم والأسلحة البيضاء» للتصدي لأعمال الترويع ولحماية ممتلكاتهم وأنفسهم، فضلا عن تعاونهم المستمر مع الجيش حيث قاموا بالقبض علي عشرات الخارجين علي القانون والتحفظ علي أسلحة نارية وبيضاء وتقديمها للقوات المسلحة كما قامت اللجان الشعبية التي شارك فيها جميع الأعمار بتكوين دروع بشرية لحماية دور العبادة اليهودية والمسيحية وشكلوا غرفة عمليات بحزبي التجمع والوفد تتلقي مكالمات الاستغاثة ليتم توصيلهم بالجيش وقام مجموعة من شباب الإسكندرية بدور رجال المرور لتنظيم حركة السير داخل المحافظة. وقد امتلأت مشرحة كوم الدكة والمستشفي الجامعي بعشرات من جثث الشهداء، وطبقا لإحصائيات مديرية الصحة فقد استقبل المستشفي الجامعي 75 إصابة بالرصاص الحي، وفقد 50 شخصا منهم أطفال إحدي عينيه أو بصره بالكامل كما استشهد طبقا لشهود عيان 135 شاباً وفتاة ورجلاً وعولج في المستشفيات الحكومية 3500 مصاب واقتحم البعض البوابة الرئيسية لشركة حديد عز الدخيلة واستولوا علي أجهزة الكمبيوتر الخاصة بغرفة الأمن وعبثوا بمحتوياتها قبل أن يتمكن العمال من إغلاق البوابة، كما أشعل متظاهرون النار في إطارات سيارات واحترقت 20 سيارة شرطة ناقلة للجنود، وقام البعض باقتحام الشركة الوطنية للأسمدة في منطقة الطابية بمصر يوم السبت وحطموا الماكينات ثم عادوا ليحرقوا المصنع بالكامل وظلت النيران مشتعلة حتي صباح الاثنين، وحاولوا بعدها اقتحام شركة أبوقير للأسمدة وتصدي العمال لهم، ويخشي الأهالي من امتداد الحريق إلي مصنع المبيدات حتي لا تحدث كارثة بيئية ضخمة تهدد الإسكندرية بالكامل. وفي شرق الإسكندرية استولي اللصوص علي محتويات عدد كبير من المحال قبل تشكيل اللجان الشعبية، كما تحولت جنازات الشهداء إلي مسيرات ضخمة شارك فيها عشرات الألوف يهتفون بسقوط النظام ورحيل «مبارك». وأكد شهود العيان أن قوات الجيش ألقت القبض علي عشرات من أمناء الشرطة والمخبرين وضباط المباحث يجوبون الشوارع بسلاحهم الميري ويطلقون الرصاص بشكل عشوائي لترويع المواطنين. كما شهدت الإسكندرية أزمة حادة في البنزين واصطفت مئات السيارات أمام محطة البنزين تهدد بشلل في وسائل المواصلات بعد أن امتنعت عشرات من سيارات هيئة النقل العام عن العمل بعد الساعة الثالثة عصرا طبقا لقرار حظر التجول. وفيما يشبه المجاعة ازدحمت المخابز بشكل غير عادي بعد تقليل حصة المخابز وتردد عن قرب نفاد مخزون الدقيق في المطاحن وارتفعت أسعار الخضراوات والمواد الغذائية بشكل كبير خاصة بعد نهب عدد من المجمعات الاستهلاكية، واختفت من الأسواق أنواع من الخضراوات. وانطلقت عصر الأحد مسيرة ضخمة رغم حظر التجول من محطة مصر إلي شارع أبوقير ضمت قرابة 20 ألف متظاهر حتي ميدان فيكتوريا في التاسعة مساء يطالبون برحيل مبارك ونظامه، وتجددت المسيرات بعد ظهر الاثنين من مسجد القائد إبراهيم لتجوب شارع أبوقير وحتي ميدان فيكتوريا.